الزوهري السائح المجذوب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
عائلتنا الكبيرة في دائرة اتصال سعيد جدا بالتواصل معكم من جديد في موضوع جديد و كلي امل ان تجدكم هذه الاوقات في كامل الصحة و العافية و يمدكم الخالق عز و جل بالرزق و البركة و الصحة و العافية و الامان و السلامة .. امين انه على كل شيء قدير ..
اليوم نتكلم على نوع من السلالة الزوهرية قد تراهم في الشوارع و قد تشاهدهم و تهملهم .. و قد يعتريك الفظول اتجاههم اذا كنت من المولوعين بخفايا الامور .. نوع اليوم هم المجاذيب او الزوهري السائح المجذوب و هذا النوع من الزوهريين يمكن ان تسميه انه خارج التغطية من هذا العالم الذي نعيش فيه لانه .. يعيش فسحة عقلية رائعة له شخصيا و يستطيع ان يدخل تلك الفسحة العقلية من اراد هو فقط ان يدخله فيها.. زهرينا اليوم لا يهمه شيء في هذا الكون و لا يفزعه و لا يخضه شيء و لا يزعزع اي شيء شعرة من رأسه لانه وصل الى المعرفة المطلقة التى لها قاعدة واحدة فقط ..و هذه القاعدة هي انه لا طائر يطير و لا حشرة تسير الا باذن الله تعالى و عرف ان كيد اولياء ابليس من الجن و الانس مردود عليهم و ان الفثنة و المصائب و الرزايا التى يحيكونها ما هي الا قدر مقدور ينفذون به مشيئته عز و جل و ان البحر لا يفور مائه و الارض لا تخرج نارها و السماء لا يقصف رعدها و يبرق برقها الا بامره و حكمه .. و لا تولد نفس و لا تموت نفس الا باجل مكتوب في لوح محفوظ .. فمن وصل الى الايمان بكل هذا حقا و يقينا تحقق ذالك في نفسه فكان دستورا و صراطا كالشعرة يمشيء فوقه لا يهمه ما ذكرت و لا يرى في الاشخاص مهما علا قدرهم الا الخطيئة او الفلاح .. النور او الظلام .. و يعرف ان من مات فقد بلغ اجله و دخل باب المغادرة و من لا يزال يعيش فيها هو فقط في الصف ينتظر دوره و الصف طويل ضش للبعض من عباد الله الخائفين من تحميل خطايا او ذنوب و يتمنون ان يلقى وجوه ربهم بصحيفة بيضاء و هو بالعكس قصير جدا على دخل اللعبة و استمتع بها فاستحوذ عليه الشيطان و انساه ربه و انساه نفسه فجوع الاخرين ليشبع و قهر الاخرين ليكون سيدا و اكل ارزاق الاخرين ليغتنى فهذا يتمنى ان يعيش ابدا و يحيا الى ما لا نهاية و لكن لا امل له في هذا لاننا هنا بشكل مؤقت جدا فقط و نعود الى هناك ..
الزوهري السائح المجذوب يولد في عائلة ورتث تلك الجذبة الروحية من اجدادها .. تلاقي جده زوهري مجذوب و ابوه و هو و ابناؤه احفاذه لانها طاقة تنتقل من اب لأبن .. فيكبر و يترعرع مشذوذا الى الخفي من الامور و المدهش من الاشياء و يكون انباهه مستحوذ عليه علم الاسرار و العلم الخفي فان بلغ مبلغ الرجال ساح في الارض من سنتين الى خمس حسب الحال الذي ينزل لديه ..
فان ساح قطع الجبال و الفيافي و القفار و التلال و الغابات على رجله لسانه لا يفارق لا اله الا الله و حاله يكون مشدود الى رب العزة .. فقد يبات في الخلاء فيكون بيته و يفترش التراب فيكون سرسره و يحتمي بالسماء فتكون سقفه فيحيا بعد الموت الذي يرى فيه كل الناس ميتون .. فيكون بعد عدة الجذبة اربعون يوما كالمرأت التى تعكس حقيقة من يقف امامها فان رأه الجاهلون رأو فيه انه مجنون و احمق لانهم لا يستطيعون ان يروا فيه تلك الجذبة الروحية و انعكس لهم فيه .. جنونهم و حمقهم .. و ان رأه من خبر الدنيا و فهم الحياة علم انه زوهري سائح مجذوب .. عاشق في الله و باحث عن نور محمد عليه الصلاة و السلام المورث في الارض .. ذالك النور الذي حارب الشيطان بكل قوته و لا يزال يحارب ليطفأه و لكنه لا يزال مستمر و يتقوى يوما بعد يوما في المهتدين من العباد الى ان يهتدى به بهداهم من اهتدى نفسه هدية للهادي و اهتدى قلبه بالهداية فيكون مهديا و يتحقق فيه المهدي المنتظر .. كما هو حال الكثير من المهديين حاليا في هذه الدنيا .. فأقول انه بعد سنة من الفسحة للزوهري السائح المجذوب في ملكوت الله روحيا و عقليا و جسدا تتنزل عليه و على روحه الحكمة فيصيرناطقا بها و يتروحن كلامه و يصير بمعنى فيه معنى فيكون خفي عن غير المتطهرين من الخطايا و لكن يكون واضحا جليا لمن تطهرت روحه و بلغ الى مقام التصديق ..
الزوهري السائح المجذوب له بابان لا ثالت لهما اولهما ان يبقى سائحا جوالا متكلما بالحكمة و النور الى ان يلقى الله فيكون لا بيت له يسكنه فكل مدينة و فج و جبل و سهل وصله هو بيته فيجري الله على لسانه الحكمة و يباركه بعلاج من قصده فيكون مباركا وان دعا مع الاخرين افلحوا و ان دعا عليهم اصابهم عذاب و عقاب فان كان دعوة الصالحين يجبرها الوالدين فان دعوة الوالدين لا يجبرها الصالحين .. فافهم المعنى .. و غالبا حال الزوهري السائح المجذوب يجلب له صحبة مع عوالم اخرى كالارواح النورانية فينكشف له سرهم و يحطون به اينما حل و ارتحل و يفتح له باب المكاشفة مع كل المخلوقات حتى ان السباع في البراري تهابة و الدئاب في الغابات تصاحبه و باب المكاشفة لا يصله الا من وصل صفاءه الروحي الى مرحلة يسيتطيع ان يرى بعين قلبه و تحيا روحه فيكون روحا ليس فقط نفسا حينها تنفتح بصيرته و ينتور قلبه ..
و النوع الثاني من الزوهريين اهل السياحة المجذوبين تجدهم يتخدون من مكان ما بعد انتهاء فسحتهم مكان عبادة و ذكر .. فيكون ذالك المكان زاوية لهم و لمريديهم فيخرجون من دائرة الجذبة الى دائرة الذكر فيكون كتلك الوردة التى بها رحيق مخثوم يجلب اليه النحل الراغب في الشبع من ذالك الرحيق و بالتالي يصير لهذا المجذوب مريدين يتبعونه و ينهلون من صدق كلامه يفتح لمن صفت حاله باب الصفاء و المكاشفة و يعلمهم طريق الحقيقة ليحيوا من موتهم و يستفيقوا من غفلتهم ..
و يبدأ في ذكر الله بطرق مختلفة توصله و مريديه الى الحقائق الربانية .. فيخرج للسياحة في بلاد الله كل مرة في اوقات مختلفة يدله حاله عليها .
و منهم من تتصل روحه بالملوك الربانين و الاملاك العلوية و الاجاويد النورانية فتمتلأ زاويته بالمرضى من كل حذب و صوب و هؤلاء يفتحون مجلسهم بعد صلاة الفجر و ينتهون منه عند الظهر و خلال هذا الوقت لا يأكل و لا يشرب و لكن سبحان الله يتدفق الخير على زاويتهم فمن دخلها وجد فيها الاكل و الشرب و غالبا هؤلاء ان وجدو بمكان يعرفون باولاد زينب فان اكلت من اكلهم فاحذر من الكلام فيهم او التعييب عليهم او وصف حالهم او التقليل من شأنهم لان دخول زوايتهم كدخول دارهم و دخول دارهم كالدخول في عارهم فان عرفت ان ليس للسانك لجام يلزمه من التقول فيهم فلا تأكل ابدا من رزقهم و لا تشرب من مائهم فان فعلت فلا تذكرهم الا بالخير و الا دخلت دائرة تبقى فيها كالثور الذي يدور في رحى طحن الزيتون ..
لان كثير من الضرفاء يعتقدون انهم اهل ذكاء و فاهمين و ابناء وقت و تجدهم في كل مكان ينطون من اماكنهم كذرى الفوشار لا يرتاحون حتى يتقرطسون من حال مجدوب او دعاء مظلوم عليهم فتعطي لهم كما نقول في المغرب مشيطة معيطة
و سبحان الله فيه من الاشخاص الذين يمثلون انهم مجاذيب و لا علاقة لهم بالامر و فيه من فتح زاوية و لبس الاخضر و استقبل المريدين الطامعين في خبزه و شايه و كسكسه فهؤلاء يكونون مرضى و لا علاقة لهم بالزوهرين
الزوهري المجذوب حال روحاني و طاقة نورانية و فسحة روحية يصل اليها من ورثها من اجداده و لا تكتسب و لا تسلم و لا تعطي و تعلم
اتمنى من الله لكم الخير و البركة و استغفر الله لى و لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته