قبلنا سار على الدرب حكماء الامم واصحاب الهمم ، الربانيين و العلماء ، القادة المخلصون، الانبياء والمرسلون، و جميع عباد الله الصالحين.
اتصالك بالاكبر يمنحك افضلية على الوجود الاصغر ، فان كنت تسأل عن الفائدة التي ستجنيها عند التحاقك بدوائر الاتصال، فهو احياء لنفسك تعرفك عليها وتوليدها باستمرار بحكمة الاتصال الذي يفتح البصيرة و ينير الطريق ، ويمنحك قدرة تركيب المعنى في حياتك ومسارك .
مالن يخبرك عنه رجال الدين مرحلة ما قبل التبليغ ، لحكمائهم و انبيائهم ، ما الذي اوصلهم الى حيث وصلوا ، ما هي التجارب التي بفضلها ايقضتهم، ما كان تأملهم و رجائهم ، ماهو الطريق الذي اوصلهم للطريقة المثلى، سيقولون اصطفاء وعصمة ؟ اذا فلم لم يرسل الله ملاكا للاتباع ان كان سيكون المثال و القدوة رجال مختارين فقط لارادة غير مفهومة، ولكن ما تعلمناه من مجالسة المتصلين وسماع المتأملين والحديث الى حراس الدوائر ، ان الله حين يصطفي، فهو يختبر و يضع الانسان في صعوبات قاهرة و تجارب مريرة تقومه ، وبفضل اختيار الانسان و تعلمه و سلوكه نهج التنور و التأمل يتم الاصطفاء. اي انه خيرته وافضليته في تقواه التي اثبته على مرور زمان عبر سلوكه طريقا تربى عليه فجعلته ربانيا مستحقا للحكمة ، وربما اعلى من ذاك ليكلم الله او يمنحه توجيه الرسالة.
دائرة الاتصال ستمنحك معنى جديد و رؤية قوامها الحضور في اللحظة والآن لانها الحقيقة الوحيدة التي تتواجد أمامك، ستريك انك موصول بما هو أكبر ، ولن تبعدك عن الاخلاق والقيم بل ستحيها عن بينة و تربية ، لن تخسر نفسك ، بل ستكسبها الى الابد بعد ان تزكيها فعليا وتخرج منها ما ليس انت .
ستكون دائرة الاتصال مورد المدد، كلما حركة قوى العقل في الذكر ، بعد النية ، و لا يهم بعد المسافات و الازمنة ، الابعاد والامكنة ، دخولك الدائرة يعني انك تسعى.
لماذا نسميها بالدائرة ؟ لانها تعني وجود مكتمل الأركان ويتجاوز الازمان، فلا يهم الماضي او المستقبل ، فكل شيء يتواجد خلال الآن وهو يحصل الآن دوما وابدا ، ولذا مفتاح اكتمال الدائرة في تأملك او صلاتك عبر الحضور في الآن ، و يصبح لك امتداد خارج الابعاد الثلاثة ورابعها الزمان ، الى الابعاد الثمانية. كينونة دائرية يلتقي فيها الماضي مع المستقبل الآن ولذا هنالك في الحقيقة وقت واحد، والزمان وهم امام من يرى من الدائرة.
اليوم كون الله يحمله اربعة، وحين تتصل فالذين يحملونه ثمانية ، وهم عاقلون.