السلام عليكم و رحمة الله المتأمل بعين البصيرة في أحوال هذا الزمان سيرى ان ابليس يعمل بجد و كد ليلا و نهارا منذ نزول ادم عليه السلام كخليفة في الأرض الى اليوم في تحقيق وعده باضلال و اغواء من تاه و ضل من البشر و من ذرية ادم عليه السلام و سيبقى على عهده الى يوم القيامة .. و هذا الوعد ينفذه ابلبس عن طريق جنوده من شياطين الانس بدرجة أولى خصوصا في السنوات الأخيرة التي عرفت تطورا صناعيا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية .. هذه السنوات الاخيرة أصبحت فيها الدنيا كنار مستعرة منا من يشوى و منا من يقلى و منا من لا تزيده تلك النار الا قوة لأنه كالحديد و بأسه شديد يستمد روحانيته من رب العزة الذي قال عن مثل هؤلاء الرجال الصالحين ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاويين .. فما اتبعو الشياطين و ما خافوا من ابليس .. لانهم فهموا ان الحياة ساعة و العمر امانة و الوقت نعمة و الصحة منحة من الخالق عز و جل .. فمن ابصر و عقل و نظر يفهم ان الاستقامة على الطريق و الطريقة هي الباب الذي بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
و مصيبة هذا الزمان لدى كل الامم تتمثل في غياب المرشدين الروحيين.. و غياب القدوات الايمانية و الروحية في حياة الامم ... و اعلم انه اذا انعدم في أي امة قدوة حقيقية تفقد تلك الامة قيمها و أصولها و تربيتها و ايمانها ..و يتلاعب بها الشياطين و في كل دولة تفقد تدينها يؤسس عليها ابليس مملكة جديدة فتتحول تلك الدولة من ارض رحمة الى ارض رجمة و يصبح اهل تلك الارض في تعصب الجاهلية و يعمهم الفقر و يحجب قلبهم الحقد و الكفر و العياذ بالله .. و تتناقب الغربان ارزاقهم و تسكن العفاريت ارواحهم ..
و شياطين الانس.. واعون جدا ان كل الأمم كانت إسلامية او غير إسلامية قد فقدت قيمها الروحية و توازنها الخلقي من خلال سنوات كثيرة من الضرب و التكسير فيها و لازال اولائك الشياطين يحاربون ليلا و نهارا لكي لا يكون هناك مرشد ينير الدروب و لا نوراني يبين للناس الحقيقة التي لا يريدونك ان تعرفها فسموا الناس القطيع و سموا هم الضباع ووضعوا على كل مجموعة من القطعان تعلب يخوفهم و ينفذ امرهم .. و يحرصون ان يبقى القطيع نائما و غير واع بالحقيقة التي خلقه الله من اجلها لان من عرف الحقيقة سيفهم و يحيا بعد موت و يستيقض من التنويم الشيطاني الذي يسحرونه به و ستزول تلك الدهشة من عقله و الخوف من قلبه و فؤاده و سيعرف ان شياطين الانس ما هم الا شرذمة من شر الخلق عباد ابليس لعنه الله وهم أيضا بشر مثلنا يولدون من اب و ام و كذالك هم يموتونو مثلنا ثماما فقط الفرق بيننا و بينهم انهم جشعون جدا و مجانين يؤثر الغرور و الحمق و الكبر عليهم و استحوذ عليهم ابليس فنفخ فيهم الجنون و الغرور و المتأمل سيفهم اننا نحن جميعا كبشر في هذه الدنيا ليس لنا ضمانات اننا سنعيش ليوم غد بل ليس لدينا ضمانات اننا سنعيش بعد ساعة من الان و ان الخالق العظيم خلق الجن و الانس للعبادة و ان اعظم كنوز الدنيا هو القناعة .. فمن قنع بما في يده عاش غنيا سعيدا فرحانا و من عاش طماعا.. للاموال جماعا .. و لما في يدي الاخرين حاسدا حاقدا تباعا سيبقي في عذاب الى ان يغادر الدنيا لا يلوي عليها لا من من أموال جمعها و عددها فيدفنونها معه يوم يموت و لا من عمل صالح قام به مع نفسه او مع الاخرين و بعضهم يغادر و لا يترك حتى ولد صالح يدعوا له ..
انهم أولياء ابليس يلعبون على تخويفك بالظلم و القهرو مؤخرا تجرؤا على عباد االله و بدؤوا في إيذاء الشر بالسموم و تغيير خلق الله عبر التلاعب في الجينات و الكروموزمات و هذا متحقق في وعد ابليس لعنه الله في سورة النساء الاية 119 اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا صدق الله العظيم .. و لكن من يعلم و يعرف و يفهم ان لا غالب الا الله سيعرف ان من توكل على الله فهو حسبه و سيفهم ان ما كتب على الغيب على كل واحد منا سيعيشه و يحياه في هذه الدنيا و سيدرك معنى الايات الكريمات .. وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ..
و اخر دعوانا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا و صلى الله على سيدنا و نور قلوبنا من شق له الحميد من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد صلى الله عليه و سلم و السلام عليكم و رحمة الله