اولا ما هي الميتركس و ماهو مبدأ الميتركس؟
اليوم سنتكلم عن امر هام جدا و هو الميتركس او المرايا العاكسة و قبل ان ندخل في الموضوع دعونا نعرف أولا ما هو الميتركس
الميتركس هو مبدأ كوني مبني على ان كل ما نراه ونعيشه و تختبره حواسنا ما هو الا وهم .. فالحياة و النوم و العائلة و العمل و الخوف و الفزع و الفرح و الاعمال و الشركات و الحياة ككل هي مجرد وهم في مبدأ الميتركس .. شاءت ارادة الله ليظهر لنا كانه حقيقة بل ان البعض تفاعل مع هذا الوهم بقوة و اعتقد ان هنا فقط الحقيقة اما من فتح الله بصيرته للخير سيعلم و يتعلم اننا هنا لأجل الاختبار بحيث انه لما كنا في عالم الازل و قد ان نولد هنا سبق و اخترنا التحدي الأكبر و هو تحدي الشيطان و اخترنا تحمل الأمانة فحياتنا للمتأمل العاقل قصيرة جداا في الدنيا سنوات معدودات تمر مثل الأيام او الساعات لن تتذكر انك كنت البارحة فرحان او عضبان او انك اكلت خبزا و شاي او اكلت جملا مقليلا و عجلا مشويا كل شيء يتساوى و بالتالي الحقيقة هناك ليست هنا
و لتقريب الفهم فالميتركس مثلا عندما تنام تعتقد ان المنام هو الحقيقة و تعيش المنام و كأنه هو حقيقتك و تتفاعل معه على ذلك و لكن عندما تفيق تدرك ان المنام بالنسبة للواقع ما هو الا وهم و لا يمت الى الحقيقة بشيء فالمنام هو مايتركس بالنسبة للحياة الواعية كما ان الجن هو مايتركس للانس و العقل الباطن ميتركس للعقل الظاهر و النور ميتركس للظلام و الحياة الدنيا هي اصلا مايتركس؟ خصوصا و اننا نعيش سنوات معدودة كما اسلفت و نموت بعدها .. و ما يجب علينا فهمه ان هذه السنوات التي نقضيها فوق الأرض ميتركس صغير جدا لحياة أخرى ........ سنعرف ذالك في هذه الحلقة تابعها الى الأخير لتستفيد منها
انتبه الى القران الكريم و قبله كل الكتب السماوية و لماذا انزلها الله تعالى لنا ؟ لماذا ارسل لنا الله الرسل و الأنبياء و الحكماء و النورانيون و ما هو دورنا في الحياة ؟ الشاهد ان الله تعالى بانزاله للقران الكريم و الكتب السماوية يريد فقط ان يساعدنا .. يريد ان يعطينا مساعدة .. الكتب السماوية انزلها الله لتساعدنا نحن في العودة الى الحقيقة .. لأننا نحن من اخترنا ان نكون هنا فوق هذه الأرض .. لانك انت من طلبت ذالك في عالم الازل .. انظر الى حديث للنبي صلى الله عليه و سلم الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا والآيات التي تصف الحياة الدنيا كسراب .....يحسبه الظمآن ماءا.....اذا الحياة الدنيا بالنسبة لحياة البرزخ التي ستنتقل لها ارواحنا بعد موت اجسادنا و قبض انفسنا هي ميتركس و بالنسبة لللآخرة فكل مراحل الحياة ما هي الا مايتركس عاشها الأنسان على انها حقيقة و ما هي الا وهم مؤقت فمنامك وهم يستمر ساعات و حياتك الدنيا وهم يستمر سنين و البرزخ وهم يستمر دهور الى ان تصل الى الحياة المطلقة التي هي حياة الأخرة .. لذلك فالقوانين التي تسري في المنام تزول عند اليقظة و القوانين التي في الدنيا تزول عند الموت و قوانين الموت يلغيها البرزخ و قوانين البرزخ تزول يوم القيامة التي شاء الله ان تكون فيها الحياة الأبديه و نكون فيها أرواح نورانية كما كنا قبل ان ننزل الى دار الاختبار الدنيا ..
اذا ما هي حقيقتك؟ و من تكون ؟ و ما هو انت ؟ تأمل في نفسك جيدا قبل ان ترد الجواب .. انك روح خلقها الله تعالى و البسها هذا الجسد ووضعت فيها النفس التي هي دينامو الحياة كوكبك الذري هو قلبك النابض و وضعت في هذه الميتركس التي تسمى الحياة الدنيا لانك انت اخترت هذا في عالم الازل و أحببت ان تختبر سمائها و كواكبها وتنحكم بقوانينها و باسبابها و تتحدى الشيطان الذي لا ينفذ الا امر الله و تتحدى شياطين الانس الذين لا يقومون الا بما شاء الله ......و للعجب ان ليس كل المخلوقات تختبر الدنيا مثل بعضها .. بعضنا يختبرها كملك و اخر لا ذكر له و اخر غني و مثله فقير و اخر قبيح و اخر جميل و نفس الامر حتى في عالم الحيوان هناك حيوانات لا ترى الا بالأبيض و الأسود و هناك مخلوقات ترى الأشعة فوق البنفسجية كالذباذ و النحل و غيرها يرى ما تحت الحمراء التي لا نراها اصلا و لا نعرف ما تراه النحلة او الذبابة .. لكن ليكن في علمك ان الأمير و الفقير متساويان تماما فما فقده الأمير يوجد عند الفقير و الحقيقة ان حياة الدنيا هي ان يعطيك الله صحتك حتى تحيا بدون مرض و تموت بدون تعب فان حصل معك هذا و كنت موقنا مؤمنا فاهما فانت من الاولياء الصالحين .. اما ان اختلط فيك البلاء و الفقر و المرض و الجهل و قلة الفهم فاعلم ان امتحانك عسير فارفع كفيك بالدعاء باسمه الحنان المنان و ردد لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين كررها الى ان يفتح لك الباب .. فالذكر على الاعتاب يلين الحديد و يشتت الحجر و يجمد الماء و ينزل بالمطر من السماء
و السؤال الأكثر أهمية ..
هل نستطيع الخروج من هذا الميتركس ؟ أقول نعم نستطيع الخروج بسهولة من هذا الميتركس بالموت و لكننا نستطيع أيضا التحكم بهذا الميتركس بدل ان نكون محكومين به .. لهذا سيدخلونك في السنوات القادمات في لعبة الناعورة و يتركونك تدور فيها بعد ان يتم اغماض عينيك فتعتقد انك قريب من الوصول و الحقيقة انك تدور في مكانك ..
و الناعورة سيدخل اليها كل من تم افراغ عقله من شيء اسمه الدين او المعتقد و سيدخل لها كل من فقد قيمه و اخلاقه و كل من فقد انسانيته سيدخل اليها كل من صم اذنيه عن الحق و الحقيقة و اعان الظلم و الفساد و حارب الله تعالى ..
طيب كيف يمكنك التحكم بالميتركس ؟ .. هنا أقول لكي تكون حاكم لا محكوم عليك باليقين التام و الكامل ان الله هو مسبب الأسباب و هو المتصرف في هذا الكون و انك في اختبار و بلاء لا تخف و لا تنزعج لان اخرتها موت
اليس الله هو خالق الوجود و هو الذي يمده بخاصية البقاء ؟
فاذا لجانا الى الله باليقين التام انه هو مسبب الأسباب و تجردنا من الخوف من الأسباب و الخضوع لها نصبح بقدرة الله فوق الأسباب و هذا غايه التوكل على الله و لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا.... تأمل قوله تعالى تعالى في سورة ال عمران 173 .. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
لأنك اذا لجات الى مسبب الأسباب يذلل لك اسباب العادات التي تعودت على اختبارها منذ ولادتك و يفتح لك أبواب لن تراها و انت على غير يقين و يسخر لك الانس و الجن و عندها تظهر الكرامات فالكرامة هي عبارة عن خروج مؤقت و باذن الله من الميتركس بقدرة الله و منته على عبده الذي توكل عليه و آمن به حق الأيمان .. و كذالك المعجزة فهي اعجاز نابع من ميتركس الكرامة و هي خروج مؤقت من ميتركس الحياة الدنيا الى طاقة اقوى مستمدة من الحقيقة
و قد قيل ان حواري عيسى عيه السلام سالوه يوما كيف تمشي على الماء ......فقال لو عندكم ايماني لمشيتم على الماء فقالوا اننا مؤمنون .....فسالهم هل يستوي عندكم الذهب و التراب؟ اكيد كان الجواب لا فقال لهم عندما يستوي عندكم الذهب و التراب تمشون على الماء....
فهذا هو يا احبابي الطريق الى الولاية و الى التحكم بالميتركس و هو باللجوء و التوكل و الأيمان التام برب الميتركس
فالولاية الربانية و الوصول الى المكاشفة و التنزيل من الدوائر الربانية ليست وصفة ساعطيها لك من اوراد و آيات ترددها فتصير وليا او حكيما و انما هي ايمان عالي و قوي جدا يترسخ في قلبك بعيدا عن الجهل و بعيدا عن الاذية لعباد الله مهما كان معتقدهم او دينهم و بعيدا عن الكراهية للبشر و بعيدا عن الحقد على الناس ... و ما الأوراد و اآيات التي ترددها الا وسيلة لنيل رضى الله ليرقيك و وسيلة لتزيد ايمانك و قربك الى الله .. الا انها لا تنفعك ان كان قلبك لاهي و ترددها فقط بلسانك و لا تجاوز تراقيك و لذلك ذم النبي صلى الله عليه و سلم الخوارج رغم ان صلاتهم و عبادتهم و قرائتهم للقرآن كانت اكثر من الصحابة و لكن القرآن لم يتجاوز تراقيهم(اي بلعومهم) يعني ما دخل قلوبهم و لا عقولهم و لا فهموه حق فهمه
......
الحياة الدنيا ساعة و مثل الانسان الذي يولد فيها كمثل شمعة اشعلتها و لا بد ان تتم و تنطفأ .. اننا في هذا يجب علينا ان نكون اكثر قوة و يقين خصوصا و ان الامتحان اصبح صعبا جدا و الفثنة أصبحت قريبة جدا منا و اعلم ان كل ما تراه و حينما أقول كل ما تراه فاعني ما أقول .. كل ما تراه هو تنفيذ لمشيئة الهية و الشياطين مأمورة بما تقوم به ..
فلا طائر يطير و لا مخلوق يسير الا بامره
نطلب من الله الحق ان يغفر لنا خطايانا و لا يغرقنا فيها و يتوب علينا و لا يعذبنا بما فعل السفاء منا
احبابي في الله تقبلوا فائق محبتي و تقديري و الى حلقة مقبلة أقول السلام عليكم و رحمة الله و بركاته