الحال والمقامات.. المقامات درجات
فان كانت القوى المسيطرة على الجسد قوى النار أي كانت نسبة الطبع الناري مرتفعة في الجسد فان صاحب الجسد يكون قريب من الطاقة الجنية وغالبا يكون سريع التلبس ومستحوذ عليه من طبع الجن..
و ان كانت نسبة الماء هي المسيطرة على قوى الجسد أي نسبة الطبع المائي مرتفعة في الجسد فان صاحب الجسد يكون قريب من الطاقة الابليسية او الشيطانية و غالبا يكون سريع له تمتع بقوى خفيه و مستحوذ عليه طبع الشيطان.
وان كانت نسبة الهواء هي المسيطرة على قوى الجسد أي نسبة الطبع الهوائي مرتفعة في الجسد فان صاحب الجسد يكون قريب من الطاقة العلوية الملكوتية وغالبا يكون متشبث بالغيبيات والعبادة والنور في حياته
وان كانت نسبة التراب هي المسيطرة على قوى الجسد أي نسبة الطبع الترابي مرتفعة في الجسد فان صاحب يكون انسي من خلق الانسان الأول المركب من أصل ترابي ويكون من السلالة النقية من البشر.
علما أن الانسان الأول الذي خلقه الله تعالى كان من التراب وكانت له طبيعة واحدة نقية جدا في احسن تقويم و هي التراب فقط و لكن سبحان الله تم رده الى اسفل السافلين و تشاركت في هذا الجسد الطبائع الأربعة بأمر الله تعالى و اذنه و المفروض ان العبادة الحقيقية تخرج الانسان من أصحاب الشمال الى أصحاب اليمين أي يكون من الانس الخالص او الانس الممتزج الطبيعة الملكوتين بالافعال و اما ان يكون من أصحاب الشمال ابليسي يقوم بافعال الشياطين من الجن و المردة ..
علما انه بعد ان اختلطت الطبيعة النقية بالطبائع الأربعة الكونية أصبح من السهل على الانسان الاتصال بالعقول الأرضية والأرواح السفلية فكانت هذه الأرواح السفلية تستحوذ على الذكر من رجال الانس فتستخدم كل أجزاء جسده وتترك علامة في المولود الذي يولد منها فكانت المشاركة ارث للطبع الفاسد من الأبالسة او الأرواح السوداوية لأبنائهم من الانس.. فكان من البشر من هم أبناء الشياطين وكانوا متحولون في صفاتهم وأحوالهم فكان يعرف أبناء الشياطين من عيونهم ومن الوسوم التي كانت مطبوعة على أجسادهم.. و من أفعالهم وكفرهم وألوانهم المتغيرة ودمائهم المتحولة حيث أنه كان من السهل معرفة أبناء الشياطين الذين كانت أعينهم تتحول في لحظة إلى أعين قطط أو أعين الثعابين وكذلك من قوة أجسادهم ومن صفاتهم التي يشبهون من خلالها أنواع من الحيوانات مثل الثعالب والقيوط ومنهم من يشبه الأفعى والتمساح.. وتزاوجت الأجساد البشرية التي لها طبع الجن والاجساد البشرية التي لها طبع الشياطين وجاء من تزاوجهم أيضا خلق أخر شرش وقوي جدا عرف بالمردة حاربتهم الملائكة ودفعتهم إلى الأبعاد السفلية والدوائر المتجاورة الغير مسكونة وشاء أمر الله أن خالطت أروح من العوالم العلوية البشر فتشكلت في صفات البشر وتناسلت مع الجن فجاء منها نوع أقوى وأفتك سموا بالعفاريت فكان العفاريت مزيج من الأرواح العلوية والجن وكانوا يملكون أثار الأجنحة والقوة الخارقة وتناسل الأرواح العلوية مع بني الأصفر من الإنس فجاء منهم خلق عيونهم زرقاء وشعورهم صفراء وطولهم تجاوز المترين وأكثر أنواع هذه السلالة يصاب بالعمى واستوطنوا الأراضي المنخفضة التي لا تصلها شمس.. أما أنعل ما ولد في الكون كان من أنقى سلالة الجن فولد منهم الأبالسة.. والأبالسة كانوا من أذكى المخلوقات التي خلقت بالتوالد فكان شكلهم جميل جدا ولديهم أثار أجنحة وكان لديهم علم كبير جدا.
فكانت الأرض بقطعها المتجاورة مزدحمة بالمخلوقات المتنوعة وكان منهم من يخرق التراب ومن يغوص في البحار وكان منهم من يخترق الحجب و يسافر عبر الفجاج الأرضية وكانت الأرض خلال كل هذه السنوات كثيفة الغبار ترابها مختلف منه الأسود والأحمر والأصفر والأبيض لأن كل انسان خلقه الله تعالى من تراب المكان الذي وجد فيه كما سبق وشرحت.. الانسان الأسود خلق من التراب الأسود والانسان الأحمر خلق من التراب الأحمر والانسان الأصفر خلق من التراب الأصفر والانسان الأبيض خلق من التراب الأبيض وتناسلوا وتكاثروا فكانت أشعة الشمس حارقة خارقة وكانت المخلوقات الموجودة ساعتها تتعايش وتتحارب وتتقاتل لأجل السيطرة والبقاء حسب فطرتها.. فكان منهم الوحش الضخم وصاحب الناب وصاحب القرن وكان البشر ساعتها يعيشون في مغارات تحت الأرض ولا يستطيعون الخروج إلى سطحها لكي لا تحرقهم الشمس وحرها ولهيبها ويخنقهم غبارها وتلوثها واستمرت حياة البشر الأول تحت الأرض إلى أن تغطت الأرض بالجليد مئات السنين ورفعت السماء ووضع الميزان الكوني فكانت القبة السماوية حصن وحجاب فحجبت أشعة الشمس الضارة على البشر والمخلوقات فاعتدل الحر على البسيطة وفي الوقت الذي رفعت فيه السماء وضع الميزان للأرض وخرج بعدها الإنس من أحشائها وكهوفها وباطنها إلى عمارها وظاهرها وبدأت حياة الانس والجن والحيوان وباقي المخلوقات فوق الأرض ساعتها.. مثل شكل اليوم قبل ما شاء الله من السنين .. بعد أن كانت في جوف الأرض ثلاثة الالاف سنة واستمرت هذه الحياة يحكمها القوي.. فسفكت الدماء الكثيرة بين الأنس والجن وبين الأنس و الأنس وبين أبناء الانس وأبناء الجن والشياطين وعمت الفوضى و زاد تناسل الأنس والجن بقوة فيما بينهم لا يحكمهم منطق وعمرو الأرض فاستوطن الجنس الأسود من الأنس في أرض يغوث أو أفريقيا حاليا والجنس الأحمر في أرض نسرا أو أمريكا حاليا والجنس الأبيض في سواغ و يعوق أي في أرض أستراليا وأسيا حاليا والجنس الأصفر أو ود في أرض أوربا حاليا..
وقد كانت ساعتها الفجاج والسدود مفتوحة بين الأراضي المتجاورة فكانوا يدخلون تلك الأراضي ويسفكون أيضا أرواح سكانها الذين لم يكونوا بشر بل مخلوقات أخرى مثل الطيور والثعابين والسباع والاحصنة فتعلموا من الأرواح العلوية استخراج الذهب والحديد وعمت الفوضى عالم الأرض الذي كان يسمى ساعتها عالم الظلام..
فأرسل الله تعالى جبرائيل والملائكة لكي يطهر هذا العالم فنزلت الملائكة وحاربت هذه المخلوقات البشرية السفاكة للدم ودفعتهم مرة أخرى للدخول إلى الكهوف وبواطن الأرض وأخرين هربوا إلى أراضي متجاورة وجعلت ساعتها السدود والحدود بين كل تلك الأراضي بإذن الله تعالى.. وبقي خلق قليل من البشر فوق الأرض من كل جنس في كل قارة تناسلوا أيضا وعلمتهم الملائكة أسرار الكون كلها كالزراعة والفلاحة والمعدن.. أما الجن فحكم عليهم بالاجتنان فأصبحت قوتهم داخل الجسد البشري كطاقة فأصبحت ترى الانسان و لا تعرف هل هو انسان خالص او جن او شيطان او من اهل الله واعتدلت الأحوال في عالم الأرض فعلمت الملائكة التي كانت تنزل في صورة البشر المرشدين الحضارة والكتابة وأسماء الأشياء وعلمتهم الوحدانية وأن الله تعالى هو الخالق.. فبدأت الحضارات الأولى في التكون ساعتها وبدأ النظام في أول خطواته وكانت الملائكة ساعتها من تنزل الى الأرض وتعلم الناس كل العلوم التي تملكها..
كان كبير الأبالسة اسمه عزازيل و كان اسمه البشري المعروف به بين الناس هو الحارث بن مرة وكان من أعلم علماء الجن و كان أيضا في جسد بشري وكان عابدا لله يعلم الوحدانية فكان أول العابدين فتم اختياره من الملائكة بإذن الله تعالى ليكون من أهل الشورة العلوية فعاش في عالم الأرض عابدا وعالما و سكن في دير يتعبد الله قرب احدى البوابات الأرضية الموصلة إلى الأراضي الأخرى السفلية وكان له العلم الغزير كيف يتواصل مع الأرواح السفلية المحجوبة.. و كان يرى الملائكة النازلة في صورة البشر و يعرفها و يعرف نزولها من العوالم العلوية .. وقد بقي قليل من الجن الذى لا يسكن الأجساد بل أرواح مجردة غير مؤذية كالعمار والقرائن والساكنون وهم تعايشوا مع البشر ولم يشعر البشر أصلا بوجودهم ..