انت الذي في وعيك تعيش داخل تلك الافكار حبيس تلك النماذج ، توقف للحظة وابتعد قليلا لتدرك ان الفكرة لا تستطيع سجنك بداخلها، الفكرة هي ذبذبة وعالم ومصدر و اتصال ، بدخولك فيها ان تستمد منها او تغذيها ، الاحساس الذي تستلمه من اتصالك بالفكرة هو تعبير الروح لك عن مستوى وطبقة الاتصال فان كان الاحساس متعب و مرهق واحساس سيء و ضنك وضيق و انقباض و قشعريرة وانفصال سلبي فهي فكرة من طبقة ظلمات ولا تتوائم مع بصمتك الروحية كما ان رموز الفكرة الصورية ليست بالضرورة تعبر عن ترجمة او مكانة صحيحة لتلك الرموز التي تستخدمها الذبذبة لصناعة التصور في مستوى الذهن والعقل.
ان كان الاحساس الذي تعطيك اياه الفكرة هو حرية و سمو وسكينة وسعادة و حماس يقيني و احساس رائع وانفتاح كما لو انك زهرة تتفتح فذلك من مستوى نوراني بغض النظر عن الرموز التي تتخذ فيها الفكرة شكلها او هيئتها.
غالبا نحن لا نكون حاضرين في اللحظة ونترك الوهم يرسل درجات ذبذاته السفليه ، فكما لو انك تدخل في نمط من الافكار العشوائية والتي هي يمكن بالأساس الاختيار بينها وبين افكار اخرى تعطي نمطا من السمو العالي جدا.
يبدوا انه من السهل في الحياة ان تفرق بين طريق مفروشة بالزهر واخرى بالجمر ، ستختار الزهر الجميل و الطريق الرائع.
لن يمشي على الجمر الا من كان بغير وعيه .
الافكار كذلك و معظم الناس في باطنهم اموات و مجانين تركوا الحقيقة وذهبوا للوهم حيث يعتبرون المنطق وعالم المادة مرجعا لحكمهم وهو آخر درجات التجسد او ادنى مستويات الخلق.
ان الواقع الذي تعيشه و الاحداث ومستوى دخلك وكيفية مرضك وصحتك كلها تنبع من مشرب الفكرة وقبل الفكرة تلك الذبذبة ، انت دخلت الى الاحداث و الاشياء التي تتجسد امامك في صورة اشياء مادية قبل حتى ان تتشكل او ان تخلق، هي لن تخلق نفسها من دونك ، انت من احييتها ونفخت فيها من روحك التي نفخت فيك وما زلت نسيان انك تستطيع ان تنفخ الروح في اشياء لتنفعك بدل ان تضرك .
قف بعيدا للحظة عن مستوى التفكير، انظر انك تستطيع ان تختار مصدر الفكرة والاحساس الذي بها ، لذلك اجعلها عادة واختر الذي تريد ولا تترك للوهم والخيال قيادة دفة مركبتك ياعزيزي .
في مستوى متقدم ستيطيع قلب الاحساس حيث يمكن ان تعطي ذبذبة نورانية لفكرة سلبية ، اي يمكنك ان تقلب قوى خيالية الى نورانية وهذا من اقصى الحكمة ولا يبلغها الا ذو قلب حكيم وبصر حديد وروح ترفرف في سماء الفردوس.