العاصفه قادمه

[احمد العابد]

سلام الله عليكم
سلام الله على احبابه

العاصفه قادمه عندما تأتي العاصفه الموسميه فتحمل في طياتها وريحها ما يدمر ويزلزل كياناتنا
وتحصد معها كل ما هو اصبح يابس بداخلنا ولا قيمه له ولا يبقي الى القوي الحق فينا

فيصبح كل منا يتخبط يمينا ويسارا وتبدأ التساؤلات تلو الاخري
ويفتح باب وابواب لا تفتح الا بقوه ويظل كل منا في التخبط ولا يجد معين او دليل حينها
ويظل في تلك الحاله الا ان يعتزل محيطه ويلتزم الصمت أيام وايام بل شهور
الى ان يظن ان لا مفر لما وقع فيه ويجب عليه الخلاص وبدء ميلاد جديد وحياه جديده

وعندما يوقن ان في العاصفه ما يفيده وانها اخذت معها كل ما لا يفيده لبدء مولد جديد وفجر سعيد حينها يلتزم الصمت والتسليم لمن وهب له كل ما يفيد امره خيرا كان او شرا
عندها تبدأ العصافير في التحليق وتبدأ سماء جديده وارض جديده ومولد سعيد وعالم اخر في تكوينه عليه اجتيازه وتخطيه فيجد الدليل امامه والمعين بجواره

وتبدأ الرحله في بناء نجوم سمائه ومصابيحها وخيرات ارضه وبحورها وشمس ارضه وضيائها وأركان مسجده من اسفله الى أعلاه
ويظل الى ان يشاء الله لتأتي العاصفه الأخرى وتأخذ معها ما لا قيمه له ويتصدي لها ما اخذ من الحق والنور بقوه
فأمرنا كله خير حتي في هبوب العواصف المدمره التي نظن انها شر اصابنا بل هي خير

فتلك العواصف اخذت معها ما لا قيمه له لكي تعطي لنا فرصه لبناء الحق والنور الذي هو السبيل لعبور الطريق المؤدي لما نزلنا اليه

ففي العواصف رياح شديده قويه تهتز جذورك الضعيفه وتدمر كل ما ليس على الحق بشئ لكي تتخلص منها لتصبح لفتره ضعيف لرياحها القويه وتصبح وحيدا
تلك فتره التمهيد للبدء من جديد وكأنها ازالت الغبار المتراكم

فلا تحزن لما اصابك ولا تحزن لامرك فكله خير خير خير لوصولك
فأعينوا أنفسكم قبل السؤال عن طلب اعانتكم من غيركم
فانظرو واختبروا واصبروا وارفعوا ميزان عدلكم

فستجدوا ردا على سؤالكم وطلباتكم

فــ نستعين بالحمد لله والشكر لله وبقوتنا التي أعطاها لنا خالقنا
فهو الحق وهو النور وهو كل شئ

فــ بسم الله الرحمن الرحيم ولا اله الا الله وحده لا شريك له
هي سبيلنا ومبتغانا واجعل الله قوتك لكمال النور والحق فهو الملك وله الملك

[جوهر]

و عليكم السلام ورحمة الله،
وصفت مرحلة الشدة او ما يصفها البعض بالليلة المظلمة بدقة ، عندما تغلق كل الابواب و يصد عنك الجميع و تبقى وحيدا تقاوم ،في اللحظة التي سيبتلعك اليأس و يتساوى عندك كل شئ كالربح و الخسارة و تسلّم أمرك لله فيلتقطك لطف الله و تفرج
الله يكون عوين لكل واحد و الله ينزل اللطف و الرحمة