|
|
15-09-2013, 16:29 | رقم المشاركة : 1 | |
|
طريق الثقة
الثقة هي الذكاء الأعظم.. لماذا لا يثقون الناس؟ لأنهم لا يثقون بفطنتهم. هم يخافون، يخافون أن يخدعهم أحد. إنهم يخافون، ولهذا يشعرون بالشك. الشك هو نتيجة الخوف. الشك يخاف.. هو من العائلة نفسها حيث عدم الأمان حيث عدم الثقة في ذكائك وفطنتك. لا تشعر بالثقة بأنك تستطيع أن تشق وتتخذ طريق إلى الثقة المطلقة. الإيمان والثقة المطلقة تحتاجان إلى فطنة عظيمة، إلى شجاعة، إلى تماسك. تحتاجان إلى قلب عظيم ليغوص بها. إذا كنت لا تملك ذكاء كافي، فإنك تتخذ من الشك درع واقي لتحمي نفسك. إذا كان لديك ذكاء وفطنة، فأنت مستعد لأن تدخل وتغوص في المجهول. لأنك تعلم أن لو كل العالم المعروف سيختفي ويتركك، سيكون بامكانك الاستقرار هناك حيث المجهول. سيكون بامكانك أن تصنع موطن لك في المجهول. ثق بذكائك. الشك دائما حذر ومترقب، بينما الذكاء يبقيك مفتوحا متقبلا، لأن الذكاء يعلمك الكثير. فمهما حدث، ستكون قادر على التحدي والاستجابة برحابة صدر، لأنك ستتعلم الجديد. إن العقول المتوسطة لا تملك هذا النوع من الثقة بنفسها. المعرفة متوسطة المقدرة. الثقافة هي حالة لا تعرف فيها ما معنى الذكاء أو الفطنة أو اليقظة. حيث أن الثقافة مبنية على تجميع أمور وتراكمات وخلاصات ماضية قد حدثت وانتهت واختفت.. هذه التراكمات لا تترك خلفها أي أثر.. لأنها ميتة. لن تجد لها صدى في النفس.. لا يمكنك أن تخرج من تلك التراكمات وأنت نقي مرة تلو المرة تلو المرة كالطفل البريء. لا تحاول أن تفهم الحياة، بل عش الحياة. لا تحاول أن تتفهم الحب، بل تحرك مع الحب، عندها ستعرف ما هو الحب. هذه الثقافة الميتة تختلف عن المعرفة التي تنشأ في داخلك بعد التجربة والعرفان الحقيقيان.. هي معرفة مختلفة عن المعرفة التي تقضي على متعة الخوف بالغموض والمجهول. إن المعرفة أو الخبرة الآتية من التجربة الفعلية من التذوق الحقيقي للحياة وللنشوة لا تدمر الغموض، بل ستعرف أن هناك الكثير أمامها لتكتشفه أكثر وأكثر.. كلما اختبرت أكثر أدركت أن هناك المزيد الذي لم تختبره بعد.. وستدرك أن الحياة كالبحر الذي لا ينضب. هذه المعرفة التي تأتي بعد التجربة الفعلية للمجهول، لن تدمر الغموض أبدا، كلما عرفت أكثر، أدركت أن هناك المزيد لتعرفه، هناك المزيد من الغموض.. كالبحر الذي لا ينضب، كالأحجية التي تعيشها.. تحبها، وتختبرها، وتحلها في كل يوم. الحق أقول لك، العقل الذي دائما يبحث عن التفسيرات، هو عقل يشعر بالخوف؛ فبسبب وجود خوف عميق فيه، يريد أن يفسر ويشرح كل شيء. لا يخوض أي تجربة إلا أذا شرّحها أولا. مع الشرح والتحليل يشعر أن هذا الأمر مناسب له ومألوف. بعد أن يدقق ويحلل الخريطة، يشعر أن هذه المنطقة الجغرافية مألوفة، يستطيع الآن أن يتحرك فيها، لأنه امتلك الخريطة والدليل والمرشد. ولكن تبقى الحياة من دون خرائط، لا يوجد خرائط للحياة، لأن الحياة في تبدل وتغير دائمين. كل لحظة هي موجودة الآن فقط، كل لحظة فريدة من نوعها. لا شيء قديم تحت الشمس. أقول لك: إن كل شيء جديد. إنها ديناميكية هائلة ضخمة، حركة مطلقة، حركة محضة، من ذكر وأنثى. فقط التغيير هو الأمر الثابت في الوجود. التغيير هو الوحيد الذي لا يتغير. إنما كل ما دون ذلك يتغير. لذلك لا تستطيع أن تحصل على خريطة. بالوقت الذي تجهز فيه خرائطك التي رسمتها، تكون قد انتهت صلاحيتها. بالوقت الذي تتوقع فيه أن تحصل على تلك الخرائط، الوقت نفسه تكون الخرائط غير صالحة ولا فائدة منها. لأن في وقتها تكون الحياة قد تغيرت، تكون الحياة قد غيرت طرقها وسبلها. تكون الحياة قد بدأت بلعبة جديدة. لن تستطيع التعامل مع الحياة عبر الخرائط، لأن الحياة لا تقاس، ولا تستطيع التعامل مع الحياة باستشارة الكتب.. فالكتاب يكون مرشد مفيد حينما تكون الأمور ثابته، كالمستنقع الراكد. إنما الحياة ليست بركة جامدة راكدة، إنها حيوية متحركة وديناميكية. إنها تفاعل، نهر ينهر باستمرار، عملية سير لا يمكن ان تتوقع منها شيء. لن تستطيع أن تحصل على خريطة لها. إنها لا تقاس بالأرقام والدرجات إنها غموض لا قياس أو تفسير له.. لا تطلب له شرح أو تحليل. هذا ما أسميه بنضوج العقل؛ أي عندما يصل الفرد في الحياة إلى نقطة ينظر إليها بدون تساؤلات، ببساطة يغوص فيها بشجاعة وبلا خوف. العالم مليئ بالمتدينين المزيفين.. الكنائس، المعابد، دير الكهنة، المساجد، كلها مليئة بالناس المتدينين. آلا ترى في المقابل أن العالم غير متدين اطلاقا، رغم وجود الكم الهائل من المتدينين داخل المعابد تلك؟ العالم كلة غير متدين، رغم عدد المتدينين؟ كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ أقول أن الدين أصبح كذبة. الناس حوّرت الإيمان والثقة، فتحول الإيمان إلى معتقدات ومعلومات، وتعلموا الناس أن يثقوا بتلك المعلومات ويؤمنوا. لم يعُلموا أن يعرفوا ويختبروا بأنفسهم الحقيقة. هذه هي النقطة التي افتقدوها. وهذه هي النقطة التي يستمر الجميع بفقدانها. لا تصدق أحد أبدا. إذا كنت لا تستطيع الشعور بالثقة، فمن الأفضل أن تشك وترتاب، لأن من خلال الشك، في يوما ما، من الممكن أن يظهر فيك الإيمان. لا يمكن للمرء أن يعيش مع الشك إلى الأبد.. الشك مرض. الشك غير صحي. مع وجود الشك ستشعر دائما بالرجفة، ستشعر دائما في عذاب. في الشك ستظهر الكوابيس. لذا في يوما ما، ستبدأ تبحث عن طريقة لتتجاوز هذا الوضع. لذا أقولها لك، إنه من الجيد أن تكون كافراً على أن تؤمن. أن تكون غير مؤمن بالله وبالوجود أفضل من أن تكون مؤمن من غير وعي.. فتكون مؤمن بلاستيكي صناعي.[1] لقد علموك أن تؤمن منذ نعومة أضفارك، تؤمن بالروح القدس، تؤمن بهذا أو بذاك. والآن هذه الاعتقادات دخلت إلى عظامك ودمك. ولكن يبقى مجرد معتقد جامد. معتقد لم تختبره، لم تتذوقه، لم تتعرف عليه بنفسك، ولهذا لا يمكن لك أن تتحرر منه. الاختبار الشخصي يحرر كل المعتقدات المستعارة من الآخرين. هذه المعتقدات ليست ازهارك أو ثمارك أنت. وكيف للأمر ما مستعار أن يقودك نحو الحقيقة. ارم كل ما اخذته من الآخرين. من الأفضل أن تكون متسول فقير على أن تكون ثري غنيي ليس بغناك وتعبك وشقاك ولكن غني بسرقتك لبضائع الآخرين ومجهودهم، غني بالأشياء التي قدمت لك من الآخرين. غني بالتقاليد وبالتاريخ. من الأفضل أن تكون شحاذ على أن تكون ملك.. يمكنك أن تكون شحاذ ملكي.. لآن الفقر فيه ثراء لأنه حقيقي. إنما لو كنت غنيا بالمعتقدات الزائفة المستعارفة فهذا هو الفقر؛ على الرغم من كثرة معتقداتك، إلا أنك لا زلت شحاذ. هذه المعتقدات لا تستطيع أن تذهب إلى أعماقك. بل تبقى في عقلك فقط.. في هذا المستوى السطحي. ولا تأخذك إلى أعماق قلبك أبدا. وقد يظهر ما هو يناقظ هذه المعتقدات حينما تغضب، أو تخاف أو ترتبك. في حال إن كنت مؤمن بالله، ثم تتدهور تجارتك فجأة. فإن أول ما يظهر عليك هو عدم الإيمان والكفر. حيث تقول في نفسك: "لا يمكن أن أومن، لا أستطيع أن أؤمن بالله". أو في حال إنك تؤمن بالله ثم يموت من تحبه، فإن التذمر والكفر يظهر على السطح، وتراودك الملايين من الأفكار داخل ذهنك، حول تلك المعتقدات التي تؤمن بها. إنما "الثقة" بالله لا يمكن هزها أبدا.. لا يمكن تحريها أو تدميرها. بمجرد أنك تثق بالله فلا يمكن لشيء آخر أن يقتلعها. لذلك تذكر، أن هناك فرق بين الثقة وبين المعتقد. الثقة أو الإيمان أمر شخص فردي، إنما المعتقد فهو أمر اجتماعي. الثقة يمكنك أن تنميها في داخلك. إنما المعتقد فيأتيك من الخارج، وقد يُفرض عليك. وحينما تلقى بالمعتقدات بعيدا أو ترفضها، فإن الخوف سينتابك، لأنه إذا ما رميت المعتقد، فإن الشك يتصاعد ويأخذ حيزا، كل معتقد يختفي وراءه شكل من أشكال الشك.. مع كل معتقد هناك ما يشكك به. لا تخف من الشك، اترك الشك في حال سبيله يظهر أمامك، الكل يجب أن يختبره، في لحظة ما يظهر أمامك، ثم يواصل طريقة في شروق الشمس. كلنا يجب أن نمر خلال الشك. الرحلة طويلة، الليل مظلم، ولكن بعد هذا الليل وهذه الرحلة الطويلة والشاقة، يشرق الصباح، وحينما يشرق الصباح تدرك أن الأمر يستحق هذا العناء. لا يمكن للثقة والاعتقاد أن يجتمعا، ولا تحاول جمعهما معا. إن ما تفعله الانسانية طوال حياتها هو أن تزرع وتصقل وتجمع الثقة والاعتقاد.. فإن في جمعهما مع مرور الوقت يصبحا معتقد. اكتشف الحق والإيمان والثقة بداخلك مع نفسك، لا تزرعها زرعا.. لا تستعيرها استعارة. اذهب بعمق في ذاتك، إلى مركز كيانك واكتشفه. عندما تتعرف على نفسك الداخلية، ستعرف وتكتشف الوجود والحقيقة. التحقيق والاستقصاء والتفتيش عن الحق يحتاج إلى ثقة أنك ذاهب في طريقك نحو المجهول اللامعروف. ستحتاج إلى ثقة هائلة وشجاعة لأنك ستتحرك بعيدا عن التقاليد والأعراف المعروفة، بل إنك تبتعد بعيدا عن الحشود وجمهور العامة من الناس ، أنت تبتعد في طريقك هذا عن الشاطئ، إلى حيث البحر المفتوح العميق، وأنت لا تعلم هل الساحل من الجانب الآخر من البحر موجود أم لا. لا أستطيع ان أدفعك إلى هذا النوع من البحث والاستقصاء من دون تهيئتك بالثقة الكاملة. فبدون هذه الوسيلة ستكون متناقضا، ولكن ما الحييلة؟ هكذا هي الحياة، الشخص ذو الثقة العظيمة هو الوحيد القادر على الخوض في لعبة المجهول والشك العظيم والدخول في رحلة البحث العظيمة. الإنسان ذو الثقة القليلة، يستطيع أن يشك قليلا. الإنسان بلا ثقة يستطيع أن يتظاهر بأنه يشك، ولكنه لا يمكنه التقصي عن الحق.. العمق يأتي من الثقة العميقة التي تأخذك في رحلة المخاطرة. فقبل أن أبعثك إلى البحر حيث لا خريطة هناك، علي أن أجهزك لتلك الرحلة الهائلة، والتي يتوجب عليك الذهاب لها وحدك.. ولكنني أستطيع أن أدلك على مكان القارب. أولا يجب عليك أن تشعر بجمال الثقة، النشوة الخاصة بالقلب، لذا، عندما تذهب إلى المحيط العريض الواسع ستكون مزود بالشجاعة الكافية لتستمر في المضي قدما. مهما حدث ستكون لديك الثقة والإيمان الكافي بنفسك. بكل بساطة، انظر.. كيف لك أن تثق بأي شخص أو أي أمر إذا لم تثق بنفسك أولا؟ من المستحيل أن تثق بالآخر إن لم تثق بنفسك. أنت الذي سوف تثق بالآخرين، ولا تملك الثقة بنفسك، فكيف لك أن تثق بالآخرين؟ من الضرورة القصوى أن يكون قلبك مفتوحا لكي يتحول الذكاء إلى فطنة وحكمة، هذا هو الفرق بين الفكر كمنطق وتحليل وبين الذكاء كفطنة ويقظة. الذكاء هو الفكر المتناغم مع القلب؛ القلب يعرف كيف يثق، الفكر يعرف كيف يبحث ويفتش. هناك قصة شرقية قديمة.. كان هناك رجلان فقيران يعيشان خارج القرية. الأول أعمى الثاني ليس لديه أرجل. وفي يوم ما حدث حريق في الغابة، حيث يعيش المتسولان. كانا متنافسان – لأنهما يزاولان المهنة نفسها، حيث يتسولان ويسألان الأفراد أنفسهم كل يوم. كانوا في حالة غضب مستمرة اتجاه بعضهما البعض، كانوا متسولان عدويين وليس أصدقاء. الناس في المهنة نفسها لا يمكن أن يكونوا أصدقاء، إنه صعب جدا، لأنها مسألة منافسة، وقد تتفوق على عمل شخص آخر. والمتسولون في العادة يصنفون الناس: "تذكر هذا الرجل، هو رجلي أنا، دائما ما يعطيني أموال؛ فلا تزعجه". وأنت لا تعلم لأي متسول تنتمي... كذلك لا تعلم لأي متسول أنت مملوك! ولكن لابد أن يكون هناك متسول في الشارع امتلكك، ربما قد قاتل وفاز بمعركة ما وأنت الآن مملوك له. في يوم ما، كنت أرى متسول قرب الجامعة، يوما ما رأيته في السوق. كان دائما قرب الجامعة لأن الأفراد ذو الاعمار الصغيرة أكثر كرما من الناس الأكثر تقدما بالسن، شيئا فشيئا يصبحون أكثر بخلا وأكثر خوفا. مع اقتراب الموت، المال يصبح الشيء الوحيد الذي يساعدهم، فإذا كان لديهم المال الكافي، فإن الآخرين يساعدونهم، وإذا لم يكن لديهم المال، حتى أبناؤهم وبناتهم، لن يهتمووا بهم ولكن الأفراد ذو الأعمار الصغيرة يكونوا متساهلين وينفقون ببساطة. هم شباب يستطيعون الحصول على المال، الحياة موجودة أمامهم.. حياتهم مديدة. كان متسول ما غني، لأن في الهند الطالب الذي يصل إلى الجامعة وينتسب لها دائما ما يكون من عائلة غنية، وإلا ستكون معاناة له. القليل من الناس يصلون إلى الجامعة، حقا إنه أمر مؤلم. وإذا كنت من عائلة فقيرة، فإنك طوال الليل تعمل كمحرر في صحيفة، وفي النهار تذهب إلى الجامعة.. لسنوات لم أستطع النوم إلا ثلاثة ساعات. لذا، كان المتسول هذا قويا جدا، لا يوجد متسول آخر يستطيع أن يدخل شارع الجامعة.. حتى المرور في شارع الجامعة كان ممنوعا. جميعكم كانوا يعلمون أن شارع الجامعة هو مُلك لهذا المتسول! في يوما ما فجأة رأيت شابا؛ لم يعد الرجل المسن موجودا، سألته: "ما الذي حدث، أين الرجل المسن؟" قال لي الشاب: "لقد تزوجت ابنته". في الهند إذا تزوجت ابنتك يجب أن تقدم شيئا ما للزوج. والد الزوجة يجب أن يقدم شيئا ما، فإذا كان غنيا جدا قد يعطي سيارة. إذا كان متوسط الحال سيعطي سكوتر أو دراجة. ولكن يجب أن يعطي شيئا.. راديو، تلفاز... أي أمر مادي. وإذا كان غنيا جدا قد يرسلك إلى السفر في الخارج للدراسة، لتصبح متعلما أكثر.. دكتور أو مهندس. وسيؤمن مصاريفك كلها. وابنة المتسول لابد لها أن تتزوج كباقي الفتيات، وهكذا فإن هدية زواجها للزوج من أبيها المتسول، قدم الجامعة كلها للمتسول الشاب هذا، قال له: منذ اليوم، كل الجامعة وهذا الشارع ملك لك، حيث أراه الأشخاص العملاء الذين يتصدقون عليه. رأيت المتسول الرجل المسن في السوق، وقلت له: "عظيم ما فعلت، لقد قدمت هدية مفيدة جدا لصهرك". قال لي:"نعم أنا عندي فتاة واحدة، وأردت عمل شيء ما لزواجها، فقدمت أفضل مكان للتسول.. وانا الآن في هذا المكان أحاول أن أنظم عملي مرة ثانية لوحدي في هذا السوق. إنه عمل قاس.. فالكثير من المتسولين القدماء قد امتلكوا عملاؤهم هنا. ولكن لا يوجد ما أقلق عليه سأطرد بعض المتسولين من هنا.." وبالتأكيد قد فعل ذلك الآن. إذن عندما احترقت الغابة، فكر المتسولان لوهلة. كانوا أعداء ولا يتحدثان مع بعضهما البعض، ولكن في احتراق الغابة أصبح الوضع طارئ. قال الأعمى للمعاق: "الطريق الوحيد للهرب الآن من هنا هو أن أضعك على كتفي، سأستخدم قدماي، وسأنظر باستعمال عيناك.. هذه هي الطريقة الوحيدة لننقذ أنفسنا." لقد فهم على الفور. لم تكن هناك مشكلة، الرجل بدون القدين لن يستطيع الهروب، سيكون من المستحيل عليه عبور الغابة بهذه الظروف، حيث اشتعال الاشجار بالنيران. يمكنه أن يتحرك ببطئ ولكن لن ينفعه ذلك. أما الأعمى كان متأكد أنه لن يستطيع الهروب، حيث لا يعرف أين الحريق، وأين الطريق، وأين الأشجار التي تحترق والتي لم تحترق. ولكنهما كانا ذكيين، حيث ألقوا بعداوتهما جانبا، وأصبحوا أصدقاء وانقذوا أرواحهم. هذه قصة شرقية خيالية، تشير إلى فكرك وقلبك. حيث لا علاقة لها بالمتسولان بل لها علاقة بك أنت. ليس لها علاقة بالغابة أو بالنار، بل لها علاقة بك أنت.. لأنك أنت المشتعل في كل لحظة.. التي الذي يحترق، انت من يعاني دائما حيث الضيق والشدة والكرب. فكرك لوحدة أعمى، صحيح يمكنه الركض سريعا، ولكنه أعمى لا يستطيع اختيار الاتجاه الصحيح، حيث سيضطر دائما إلى التخبط والوقوع، فيؤذي نفسه ويشعر أن لا معنى لحياته. نجد الآن مفكروا العالم دائما ما يرددون: أن الحياة بلا معنى. السبب أن الحياة لا معنى لها، لأن الفكر الأعمى يحاول أن يرى النور. وهذا مستحيل. لأن هناك ما يسمى بالقلب الموجود عندك، وهو ما يشعر ولكن لا أرجل لديه. لا يستطيع الركض، حيث يبقى مكانه يدق، ينتظر، يشتاق.. يوما ما سيتفهم الفكر موقفه وسيكون بامكانه استخدام عين القلب. عندما أقول كلمة "ثقة" أعني بعين القلب. وعندما أقول كلمة "الشك" اعني قدم الفكر. كلاهما يستطيعان الخروج من النار، لا توجد هناك مشكلة على الاطلاق. الذكاء عليه أن يقبل القلب ويضعه على كتفيه. يجب عليه ذلك. فالقلب ليس لديه أقدام. فقط لديه عين ينظر بها. والفكر يجب عليه أن يصغي للقلب ويطيعه في ارشاداته. بيد، أن القلب مع الفكر يتحولان إلى فطنة وذكاء. إنه تحول كلي للطاقة، عندها فإن الشخص لا يصبح مفكر ومثقف، بل حكيم. الحكمة تأتي من خلال تقابل القلب مع الفكر، وبمجرد استطاعتك أن تتعلم الفن في كيفية عمل تزامن وتوافقية بين ضربات القلب وعمل الفكر.. تكون قد ملكت السر كله بيدك.. مفتاح اللغز والسر الذي يحل كل الغموض والاحجيات. آخر تعديل شيخ الأسرار الباطنية يوم 15-09-2013 في 16:55.
|
|
|
|
29-09-2013, 04:43 | رقم المشاركة : 2 | |
|
بارك الله فيك أخي الفاضل شيخ الأسرار على إنتقأك الدائم لأجمل ما قال الحكيم أوشو |
|
|
|
29-09-2013, 07:50 | رقم المشاركة : 3 | |
|
نحن منذ أن خلقنا طُوقنا بطوق حديدى قوى .. أقوى من ذاك الطوق |
|
|
|
20-03-2014, 05:04 | رقم المشاركة : 4 | |
|
رد: طريق الثقة
الثقة هي اساس الطريق نحو الحقيقة بارك الله بك يا شيخنا |
|
|
|
16-06-2023, 00:48 | رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: طريق الثقة
لا إله إلا الله و ما شاء الله |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|