لا يجب ابدا ان نكون تلك البومة التى تعيش في الظلام و تحيا في الظلام و تأكل في الظلام و لا تعرف الضوء و الشمس .. و نحن بدون علم و معرفة و بدون علم الباطن النوراني الذى وهبه الله لادم و علمه اياه فاننا سنكون مثل البومة
ان جاءت حمامة لجماعة البوم و بدأت تكلمهم هذه الحمامة عن الشمس و الطيور التى تكون في النهار تستمتع بنور الشمس و عن جمال الزهور ورونقها و عن جمال الشمس لما تنعكس على جداول المياة ...... أكيد سيقرر كبير البوم اعدام الحمامة و تكفيرها لانها تكلمهم عن شيء لا علم لهم به .. فهم جميعا يعيشون في عالم واحد و لكن هذا يعيش الليل و الثاني يعيش في النهار ..
ان جئت لمن يعيش في الظلام و كلمته عن النور سيعتقد انك مجنون او مسحور ..
و هذا ما كان مع سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و قومه حينما كلمهم عن امور حقيقية قالو هذا مسحور او مجنون .. و هذا وضع طبيعي فالانسان عدو ما يجهل .
طبعا هذا مثال فقط للفرق بين الظاهر من الامر و الباطن منه فبينهما اختلاف كبير جدااا ..
حينما اجلس مع شخص متشبع بفكره الديني سواء كان مسلم او غير مسلم يبدأ في شرح الجنة و النار بأمر لم يفهم مغزاه لا هو و لا من شرح له .. و يبدأ في شرح كيف نزل ادم و كيف جاء الانبياء و كل قوم من هؤلاء متعصب للرسول الذى بعث فيهم ..
فالمسيحى متعصب لعيسى و اليهودي لموسى و المسلم لمحمد عليهم صلوات الله و سلامه .. اما البوذى فلا يعرف هؤلاء جميعا بل متعصب لبوذا الى غير ذالك من المذاهب و الديانات و المعتقدات .. طبعا نحن نحترم معتقد كل فئة و ما هي عليه ..
المشكل ان كل هؤلاء الرسل عليهم السلام و كل ما جاؤو به من رسائل من الله و كل العبادات التى نزلت لتساعد الانسان لتجديد طاقته - الطاقة هنا اقصد بها الحسنات - اصلها تجديد العهد مع الله و عدم الاشراك به احداا ... فالرسل جاءت بالرسالة لتدلك على ان الله واحد و هو الاصل و العودة الى جنة عدن هى الهدف .. لاننا خلقنا في أحسن تقويم تم رددنا أسفل سافلين ..
الله عز و جل جعل عدد كبير من المفاتيح في رسالاته و اوصانا بالتدبر و التعقل و التمعن و التبصر و ان لا تكون على قلوبنا اقفال .. و لكن .......... و الرسل بعثوا ليحلوا هذه الاقفال الى الحرية و الحقيقة .. في رأيك من سيقوم بمحاربة هذه الحرية و اطماس هذه الحقيقة ؟ ؟
انهم اعداء الله الذين يحاولون محاربة النور ليس لانهم يعرفون ما يفعلون و لكن لأن الشيطان زين لهم اعمالهم و اغلق قلوبهم و سجن تفكيرهم .. هؤلاء هم من سيفهمونك ان الحقيقة هي ان تعيش لتعمل و تموت و انت لا تفهم شيء .. سيجعلونك تأكل و تشرب و تعمل لتقتات و تسرع بقليل من العبادت لتفهم عقلك انك مؤمن و انتهينا ..
سيجعلوك لا تفكر و ان فكرت سيكون تفكيرك بدعة و نطق بما في عقلك ظلالة و سيكفرونك و يجعلونك انسان مريض نفسيا .. لانك لن تملك حرية نفسك .. في الاخير ستجد نفسك تدافع عنهم و عن افكارهم لانهم نجحوا في ادخال برامج لا علاقة لها بالحقيقة في عقلك و افهموك انها الحقيقة و ستحس اخر المطاف انك في دوامة و لن تفهم شيء ... بل ستحس انك لا تفهم اي شيء و عقلك جااامد لا يستطيع الابتكار او التفكير لانه تم سجنه الى ان تدخل قبرك - شرنقتك - و تبدأ رحلة جديدة في هذه الشرنقة و قد لا تتحول الى فراشة و تبعث من جديد دودة صغيرة في مجتمع جديد و الله لطيف بعباده ..
ان الحياة الدنيا هي لحظات فقط نصفها يمر و انت نائم و نصفها و النصف الاخر يمر في مشاكل و مكائد و خوف ..... و قد تفوز فقط بمرحلة طفولتك حيث يكون عقلك فارغ من كل شيء .. الطفولة اجمل مراحل الحياة القصيرة فوق الارض تذهب لتتعلم و تأتى للمنزل و لا تفكر في العمل او كيف اقتنى ابوك هذا الأكل و الشراب و كيف وفر هذا المسكن و الملابس الجديدة التى لا يلبسها هو بل يفرح حين تفرح انت بها ...
عندما يكبر الانسان يكبر همه و مشاكله و قد يكبر معه الحقد و الحسد و المعاناة و قد يكون طيب و قد يكون شرير و قد يكون متدين و قد يكون غير متدين .. و يبدأ تاثير الاخرين عليه و المجتمع و البشر .. يتأثر في كل شيء ... كل شيء .. يبدأ رحلته فقط للعمل لهذه الدنيا لان الوقت صعبة و الحياة صعبة و المعيشة غالية و الحقاد و الحساد يتكلمون وراء ظهره و يتمنون ان يروه أو يسمعوا عنه أنه كسيح طريح ليس بمليح و لا فصيح .. انه شر ما خلق و شر حاسد اذا حسد ..
قد يغامر الانسان بكل ما يملك ... حتى لو كان ايمانه .. ان كان ما غامر لاجله له مكسب شخصي فيه .. ثم ... الله عفور رحيم .. كلمات افهمنا اياها البشر ..
و قد يقضى عمره البئيس في تتبع الديون لشراء شقة او بناء بيت و القروض و القرود يضحكون على دقنه و يبقى يدور في دائرة نسجها لنفسه و هي تكوين مستقبله ... طبعا لما يكبر من سيساعده و من ليس له فلوس فكلامه مسوس .. و حينما يقوم بكل هذا سيجد ان رأسه امتلأ شيبا و لم يستفذ اي شيء مما حارب و قاتل من اجله
و المال و البنون زينة الحياة الدنيا ..
الباقيات الصالحات هو اصلا فهمها غلط .. لأنه فاهم انه مهما عمل من ذنوب و خطايا سيذهب الى مكة و سيعود نقي لانه سيترك كل ما عمل من شر هناك ..
و لكن اين زاد الطريق ؟
زاد الطريق ........ هو ما تقوم به من عمل الخير و مساعدة الناس و العمل الصالح و الكلم الطيب .. ان ضحك في وجه اخيك صدقة .. و لكن من سيضحك لمن في هذه الدنيا ... و في هذا الزمان .الجميع مكهرب من الفهم الخاطئ للدين و الفهم الخاطيء للحياة الدنيا و حياة الاخرة ..
ان الصلاة لله يلزمها ان يكون قلبك نقي و طاهر و ان تنهاك هذه الصلاة عن الغش و الكذب و البهتان و الزور و تتبع عورات الناس و الكلام في اعراضهم و في حياتهم و و و و و ....
لكن ربما هناك من يصلى ينتظر بفارغ الصبر حلول وقت الصلاة .. ليس محبة و شوقا لله و لكن ليجتمع بمن هم على شاكلته لأكل لحوم البشر و هتك أعراضهم فلا صلاته نهته و لا هو نهى نفسه .. انها الكارثة .. و عند الانتهاء من الصلاة فأحسن مكان هو المقهى او قرب حائط المسجد لانتظار الصلاة المقبلة و التلذذ باستمتاع في تبادل الاخبار الخاصة بالجيران و الناس عموما ..
الانسان المؤمن على الطريق الحقيقة سيعلم انه سيفارق جسده يوما ما .. و يتركه في الشرنقة - القبر - و يجب ان يكون جرابه مليء بالحسنات لكي يجتاز البرازخ و يصل الى الجنة ..
لا يمكن لطائرة ان تعلوا الى عنان السماء و وقودها قليل ستنزل سريعا و يلزمها الوقود لتعيد الاقلاع .. فان لم يتوفر لها وقود ستبقى في المكان الذى نزلت فيه الى ان يأكلها الصدأ .. و تتلاشى ..
الحسنات يذهبن السيئات .. و الله يعطى بكل حسنة عشر حسنات لأنه يحبك و يريدك ان تعود الى جنة عدن .. ان كان عقلك مقفل و روحك مقفلة اعد فتحها فأول كلمة نزلت على محمد عليه السلام أقــــــــــــــــــــــــرأ .. اقرأ و تعلم و اسأل لتعرف الحقيقة و تعود بسرعة الى مكانك الاصلي . .