من بعض القراءات في سيرة نوح
النُوحيون - سفينة النجاة
الطوفان - جودى الوصل والتجلى
الوارث النوحى ظل يدعو الناس ولا يَكل ولا يَمل
ولكن للأسف يقابلونه بالجفاء والبُعد عنه
《قال رب إنى دعوت قومى ليلاً ونهارا
فلم يزدهم دعائى إلا فرارا 》
- الوارث النوحى يجتهد في دعوته سراً وجهراً
ويبذل أقصى جهده لهداية الآخرين
《ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إنى أعلنت لهم
وأسررت لهم إسرارا 》
- الوراث النوحى له ابتلاء الأقارب زوجته وولده
وإن كانت إمرأة فلها ابتلاء فى زوجها وولدها
《 ضرب الله مثلاً للذين كفروا إمرأت نوح وإمرأت لوط
كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما 》
والخيانة هنا : هى إفشاء الأسرار للغير
ولا تهتم بكل شؤون بيتها وزوجها
- الإستغفار من الأوراد الثابته عند الوارث النوحى
《 فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا 》
ثم يستمر في الوعظ والإرشاد والتنبيه للآخرين فيقول
《 مالكم لا ترجون لله وقارا》أى تعظيماً وإجلال
ثم يشرع الوارث النوحى في تكوين سفينة النجاة
بعين العناية ووحى الإلهام ...وتأمل معى قول الحق
《 واصنع الفلك بأعيينا ووحينا 》 ( وحملناه على ذات ألواح ودسر )
《 ويصنع الفلك وكلما مر عليه قومه سخروا منه 》
ثم يسخروا من أتباع الوارث النوحى فيقولوا
《 ما نراك أتبعك إلا أراذلنا 》
والسبب في عدم إتباعهم للوارث النوحى
هى نظرتهم إليه 《 ما نراك إلا بشر مثلنا 》
وهذا أمر يقع فيه الكثير من الناس خصوصاً فى زماننا الآن
فمن وقف عند حجاب البشرية احجتب عن شهود النورانية
ويستمر الوارث النوحى في النصح ولا ييأس
لكنهم ينزعجون من نُصحه
《 قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا 》
《 فأتنا بما تَعِدُنا 》
《 إن كنت من الصادقين )
- قال تعالى《حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور
قلنا احمل فيها من كل زوج اثنين
وأهلك إلا من سبق عليه القول 》
فيحمل الوارث النوحى في سفينة النجاة
من كل زوج اثنين (( شريعة وحقيقة ، ذكر وفكر ،
ظاهر وباطن ، حس والمعنى ، ملك وملكوت ))
ثم يأت الأمر القدسى
《 قيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء اقلعى
وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى 》
يا أرض النفوس : توقفى
ويا سماء الواردات : امطرى
وغيض الماء : وهو هيجان الحال، مثلما يقول الصوفية
《 فلان أخذه الحال 》 أى تواجد بشده وترنح
وقضى الأمر : وهو بروز السر الربانى
واستوت سفينة الأفكار على جبل العقل
استوت سفينة النجاة على جودى الوصال
وقيل بُعداً للقوم الظالمين : بُعداً لمن تخلف عن
مقام المحبوبية وظلم نفسه باتباع هواه وشهواته
وفى سورة هود قال تعالى
《 مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا
فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا 》
فيكون غرقهم في ظلمات معاصيهم
ويدخلوا إلى نار القطيعة والحجاب
ولن يجدوا من يأخذ بأيديهم إلى حضرة الله
وأما حال أهل الإيمان فقد ركبوا السفينة
《 وهى تجرى بهم فى موج كالجبال 》
وهى تجرى بهم فى أنوار الصفات وبحار الغيب
فيشاهدوا عجائب الكرامات وبديع صور التجليات
《ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنى اركب معنا》
فليست طريق الله بالوراثة أى الشيخ يعطى لولده الأسرار
بل كما يقول الصوفيه :
(( ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق ))
فلو صدق الابن لكان مع الوالد
.. 《ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى》
فيأتيه الرد من الله تعالى إلهاماً
《 قال يا نوح إنه ليس من أهلك
إنه عمل غير صالح 》
《 قيل يا نوح اهبط بسلام منا 》
أى بتجليات إسم الله " السلام "
فلا رجوع ولا حرمان بل كرم ومعرفة وإحسان
اهبط بسلام إلى أرض العبودية المحضة
اهبط بسلام إلى أرض التمكين بعد نهاية التلوين
اهبط بسلام إلى أرض البقاء بعد الفناء
《 وبركات عليك 》 أيها الوارث النوحى
وكذلك من اهتدى بهديك《 وعلى أمم ممن معك》
ثم يقول الوارث النوحى هذا الدعاء فى ختام رحلته
《 رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمناً
وللمؤمنين والمؤمنات 》
رب اغفر لى : دعاء لنفسه وذاته
ولوالدي : وهم كل شيوخه وأساتذته في طريق الله
ولمن دخل بيتى مؤمناً : من دخل في مشربى وطريقتى
وللمؤمنين والمؤمنات : جميع السائرين إلى الله
..... 《 سلام على نوح فى العالمين 》
...... وعلى وارثه الأمين وجميع المؤمنين
(منقول للفائدة)