بعد جلسة ذكر يوم امس ، فلقد احسست اليوم على طوله بما يدور ، فهناك حراك و قيامة مشتعلة ستنتقل قريبا الى ظاهر الحياة لتعلي فئة و تدني فئة ، وهي سنة الله ، و تستمر الحياة في المسار المخطط له
كنت احمل سبحتي في الدعاء بالامس.
اليوم ارى ان الدوامة التي حركناها بالامس بدأت تتصارع مع الظلمة ، وتجلب هذه الدوامة قوتها و نيتها قوما آخرين، بالله استعانوا و به انتصروا وله وعليه توكلوا ، فهم صاروا جزءا منا ونحن جزءا منهم و ما يصيبهم يصيبنا و نشعر به في افئدتنا ، و نحن ثابتون ... فاتاني هذا الالهام من ابي مسلم البهلاني فكتبته واشاركه :
"حملوا العصي وكنت أحمل سبحة
شتان بين سلاحهم وسلاحي
ظلموا وما أنتصر الحسام لظلمهم
ولكم قصمت الجيش بالمسباح"
قال هذه الأبيات ابو مسلم البهلاني
امتلك ابو مسلم مفتاح التحول و خمياء الانفس وطرح عصاه فصارت ثعبان مبين ، بصيرته اتقدت ومعانيه اتصلت وكانت اداته سبحته تدور مع الفلك.الدائر ، تربطه بالدوائر وتلحق اعماله بالاواخر و الاوائل، في لحظة ذكره التي تصهر روحه بروح من صل عليهم من الصالحين ، عبادا ومرسلين ، فيكون استمدادا مبين ، تلك السبحة فاق سرها كل العصي الجامدة و البصائر الخاملة، فيلقف ثعبانه ما صنعوا ، فلا الحسام ولا البيادق لها سطوة بيد الظالم نفسه ، المغلق بصيرته ، العمي عن طريقته ، الضال عن هويته ، المعتدي على قدسيته ، الذي بقى في حالته جسدا ، عصا جامدة ، في هذه المواجهة ستميل الكفة لمن دخل العوالم ، وعرف المعالم في الطريق ، و صير الاسماء مشربا له فاحتجب بها عن عين الخيال و اوصلته لعين الحياة