الان وقد بدات رحلتك، دخلت الى عالم الاستنارة، ومعنى ذلك انه عليك الخروج لاستكشاف مناطق و تضاريس لم يسبق لك ان وطاتها قابعة في ابعادك الروحية والعقلية ، الخروج من دائرة الاستقرار ومنطقة راحتك حيث كل شيء اعتيادي بيئة تعتقد انها هي الوحيدة الممكنة لك، حالما تحاول الخروج،ستشن عليك قوى عقلك حربا ضروسا، العقل... يالك من سيد سيء ، انه قد اعتاد على العمل واستغلال قوى روحانيتك في خلق الوهم والخيال لان تلك الاوهام لن تعيش من دونك ، بنات العقل لكي يبقيك تحت مخدر التجربة الارضية، اكثر ما يخشاه العقل هو ان تكون فارغا صافيا لا فكرة ولا صورة، لانه الموت
العقل هو الصوت الذي ياتيك في راسك ليصنع لك حوار خلفيا في داخلك جاعلا منك مشاهدا ثانويا ويثنيك عن المشاهد الانية للحظة الراهنة وبذلك تعمل يشكل ميكانيكي ظاهريا وتعيش في وهم الفرضية وخيالات وبواعث العقل النفسية، وبذلك تفوت فرصة ان تكون حاضرا في اللحظة ، وبذلك تعيش حياة منهكة لانك تحاول ثني وعيك الروحي عن مجراه الحقيقي وتصبه في مجرى الخيال العقلي.
العقل يضن بذلك انه يحميك ، هو يريد البقاء ، الموت شيء لا يرضاه، ولذلك حين تخافون او يصيبكم الذعر تتركز قوى العقل في اجزاء من دماغكم فقط لتضمن الحياة لكم، العقل منجذب للحياة لكنه لايؤمن بانك قادر على السيطره على الحياة فيوهمك ويوقعك في سلسلة لانهائية من المتاعب.
يخشى العقل ان تتقبل فكرة الموت، لذلك يصنع لك شخصية كل معاييرها وهم داخلي انت تشترك مع العقل في صنعه ، تعتقد بانها انت ، في حين انت لا يمكن ان تكون محفوف باطار شخصية تفرض عليك ذهنيا بقوى العقل الذي يصور لك انك شخص لك محددات ولذلك يصاب الانسان بالتعب ، والالم، لانه يصب روحه في مجرى لايخصه باي حال من الاحوال.
حينما تنام وتغادر جسدك فاول ما تتركه هو ما انت، على الاقل تحدث بامر فطري من الجسد ولا يملك العقل اي وسيلة سوى تكرار تلك الصور لك، ورغم ذلك فانت تترك كل شيء بكل راحة ولا يمكن ان نصف حالة النوم سوى بالموت.
ان كنت تريد من العقل ان يصبح خادمك عليك ان تموت، ان تترك ما تضنه انت، ولاتعش في الجزء الخلفي من راسك وكن في المقدمة حيث الجبين، ارقب اللحظة وكن حاضرا وعش الان ولاتعش حياة اخرى في راسك.
عليك ان تكون فارغا حين تكون هنا.سيكون لديك خادم جيد يقوم بتجسيد اعاجيب لاجل ان تكون في اللحظة الراهنة وتخلق ما يمكن خلقه لاجل اللحظة الراهنة.