عطاء بلا حدود
عندما تمتلئ السحب في السماء بقطرات الماء تهطل على الارض بأمطار الخير والعطاء و تملأ السدود و الوديان فهذا عطاء بلا حدود من رب الكرم و الجود .. وعندما تمتلئ الزهور بالشذا والعبير يملأ عطرها الأجواء و تطعم النحل و الطيور .. كذلك عندما يفيض القلب بالحب والسخاء و الجود و العطاء تتفتح وردته البيضاء ليتغلغل عبيرها الفواح في كل زمان وأرض وسماء ....
لكن كيف يمكن لورود القلب البيضاء أن تنمو وتزهر ونحن مقيّدون تماماً بسلاسل وأوهام الفكر؟...
طبعا ليس في الامر وصفة سحرية او رقية شرعية بل لا يمكن ذلك إلا بالعودة إلى الداخل ... الى أنت .. إلى صحوة القلب ... أنت السجين والسجّان في آن واحد فافتح الأبواب للوجود والحياة، حطم كل تلك الجدران والأقفال والأفكار التي تغزو رأسك ليل نهار... دع نسيم المحبة العليل ينساب في قلبك لتحلّق في فضائه اللامحدود حتى تبلغ مدينة الأنوار والأسرار و تخلص من الفكر المقيد و العقل المسلسل ... عندها يمكن لبدرة الخير و المحبة أن تنمو لتغدو وردة بيضاء يانعة ساطعة ...
حاول أن تشرب ملعة عسل مخلوط بنصف كاس صغير بالماء الفاتر يوميا قبل النور .. حاول أن تزفر بعمق قبل تناول الطعام، أو بعده بثلاث ساعات طارحاً كل الهواء للخارج لأطول مدة تستطيعها ... بحيث تكون معدتك مشدودة للداخل... وحافظ على هذه الوضعية لمدة ثلاث دقائق وهو أمر صعب في البداية، لكن تدريجياً ستتمكن من القيام به... لا تخف لن تودّع الحياة... لأنه عندما تصبح بحاجة ماسّة للهواء ستتلاشى سيطرتك وسيندفع الهواء للداخل بسرعة البرق.. فاتحاً معه بتلات وردة القلب البيضاء، لتشعر بغبطة شديدة، وبحيوية ونشاط كبيرين لحظة اندفاعه...
فنحن بحاجة إلى شيء ما يخترق شِغاف قلوبنا ويتغلغل في داخلها.... إلى نسمة هواء معطرة وقطرة ندى منعشة لتتفتح وردة المحبة والحياة والعطاء... وعندها سندرك أن الفكر لم يعد متسعاً لآفاق هذه المحبة الكلية اللامحدودة..
يمكنك القيام بهذه التجربة كلما رغبت، ولكن لا تقم بها أكثر من سبع مرات في الجلسة الواحدة..
إنها واحدة من أكثر الطرق أهمية لإحياء القلب وإنعاشه... وعندما يصبح وعي الإنسان متمركزاً في قلبه... متجذّراً فيه... سيتصل بالوجود والكون والمكوّن...