واستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخص لا خلاق له * فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
وللكف عن شتم اللئيم تكرماً * أضر له من شتمه حين يشتم
وما شيئٌ اذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ
اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه * على طبقات الجو وهو وضيعُ
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فُرجت وكنت اظنها لا تُفرجُ
اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به * لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً * صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
أنفق بقدرٍ ما استفدت ولا * تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
من كان فيما استفاد مقتصداً * لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها * وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يفضي الى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
اذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
اذا ماالذنب وافى باعتذار * فقابله بعفوٍ وابتسام
ولاتحقد وان ملئت غيظاً * فإن العفو من شيم الكرام
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه * فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
واذا كانت النفوس كبار ******* تعبت في مرادها الأجسام
وقيل المروءة أن لا تعمل عملا ً في السر تستحي منه في العلانية
فادتني القناعة كل عـــز ******* وأي غنى أعز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعة
اقنع بأيسر رزق أنت نائله * واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص * ولا تعكر إلا في الزيادات
إن القناعة والعفــــــــاف * ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى * فاشكر فقد نلت المنى
الرأي كالليل مسودّ جانبه * والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
شاور سواك إذا نلبتك نائبة * يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى * ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ
استأنِ تظفر في أمورك كلها * واذا عزمت على الهدى فتوكلِ
من لم يـتــئــــد في كل أمر * تخطاه التدارك والمنال
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً * فكم بالنجح يظفر من تأنى
إن القداح اذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو حنق(شدة وصعوبة) وبطش أيّدِ ( شديد)
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت * فالهون والتكسير للمتبددِ
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً * واذا افترقن تكسرت آحادا
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ
من خان مان ( كذب) , ومن مان هان, وتبرأ من الاحسان
من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحية من وكرها
ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
لأمك حق عليك كبيــــرُ * كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي * لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها * وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها * ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها * حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً * وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى * وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها * فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ * معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه * لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان : واصلٌ * وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه * ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني * أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ
أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى * بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فلطالما استعبد الإنسانَ إحسان
لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ * أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
وللنفوس وإن كانت على وجلٍ * من المنية آمالٌ تقويها
فالصبر يبسطها, والدهر يقبضها * والنفس تنشرها, والموت يطويها
من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك * ومن يضرُّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صَدَّعك * شتَّت فيك شمله ليجمعك
ليس الصديقُ الذي إن زلّ صاحبُه * يوماً, رأى الذنب منع غير مغفورِ
وإن أضاع له حقاً فعاتبه * فيه أتاه بتزويقِ المعاذيرِ
إن الصديق الذي تلقاه يَعذُرُ في * ما ليس صاحبه فيه بمعذورِ
إن القليل من الكلام بأهله * حَسَنٌ وإن كثيره ممقوتُ
مازل ذو صمتٍ , وما من مكثر * إلا يزلُّ , وما يعاب صموتُ
إن كان ينطق ناطق من فضة * فالصمت درٌّ زانه الياقوتُ
لا يكتم السر إلا ذي ثقة * والسر عند خيار الناس مكتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق * ضاعت مفاتيحه , والباب مختومُ
أعطيت كل الناس مني الرضا * إلا الحسود فإنه أعياني
ما إنّ لي ذنباً إليه علمتُه إلا تظاهر نعمةِ الرحمنِ
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي * وذهاب أموالي وقطعُ لساني