علاقة الالواح الاكاشية باللوح الزمردي و باللوح المحفوظ هي من اعمق الروابط الباطنية التي تجمع بين العلم الازلي والوعي الكوني والامر الالهي فاللوح المحفوظ هو اصل كل امر وهو سجل الهي لا يبدل فيه شيء ولا يسبق اليه ظن ولا يخترقه وهم محفوظ من التغيير والتبديل محفوظ من العبث والجهل لا تدركه الا الارواح المصطفاة الموصولة بنور الامر الكوني
اما الالواح الاكاشية او المرايا العاكسة الثمانية و العشرون .. فهي انعكاس باطني لهذه الحقيقة الكلية في مستوى الوعي الكوني فهي ليست ماديات بل شبكات طاقية تحمل الذبذبات والاحداث والافكار والمشاعر لكل كائن ولكل لحظة منذ اول الخلق الى اخره وهي الذاكرة الكبرى للكون المتاحة لمن عرف كيف يفتح بواباتها عبر الصفاء التام والتردد الروحي العالي
اللوح الزمردي هو الجسر بينهما فهو لوح الاسرار الروحية والرموز العليا والمبادئ التي تربط العوالم ببعضها وهو لوح كتب فيه الحكم الازلي بلغة الرمز لا بلغة الحرف فهو خريطة العارفين ومفتاح العبور من الظاهر الى الباطن ومن المادة الى النور
فاللوح المحفوظ هو الاصل
واللوح الزمردي هو الترجمة الرمزية لهذا الاصل
والالواح الاكاشية هي الانعكاس الطاقي في الحقول الكونية
ومن فهم العلاقة بين هذه الالواح الثلاثة فهم كيف يتجلى الامر في الخلق وكيف تنتقل الفكرة من العلم الى القدر الى الحدث وكيف ان كل شيء مكتوب ولكن كل شيء يمكن قراءته لمن صفا واتصل واذن له
هذه العلاقة ليست نظرية بل تجربة روحية عميقة يمر بها السالك حين يذوب الوهم ويرى الاصل في الصورة والامر في الاثر ..