هل من المنطقي أن الإنسان هبط مستواه بسبب المعرفة؟؟؟؟
يبدو الأمر غير منطقي أبداً لأن المنطق جزء من المعرفة.... المنطق كله في خدمة المعرفة وتغذيتها.
يبدو الأمر غير منطقي لأن المنطق بحد ذاته هو السبب الجذري لهبوط الإنسان!
انظر وراقب الناس.... ستجد أن الإنسان المنطقي والقانوني والعقلاني دائماً في كل تصرفاته، والذي لا يسمح لأي شيء غير منطقي أن يدخل حياته، ستجده مجنوناً..!!
يجب أن توازن العقلانية باللاعقلانية.... وتوازن المنطق باللامنطق..
هذا هو قانون توازن الكون... المتضادات تتلاقى وتتعادل...
الإنسان العقلاني هو إنسان متضخم العقل لكنه غير عقلاني ولا عاقل... سيخسر الكثير... سيخسر كل شيء جميل وكل شيء حقيقي... سيجمع كثيراً من التوافه والأفكار وستكون حياته دنيوية كالحمير المحملة بالأسفار...
لماذا هبط الإنسان بسبب المعرفة؟؟ لأن المعرفة تصنع المسافة...
لأن المعرفة تصنع "أنا" و "أنت"... تصنع الشيء المنظور والشخص الناظر...
الشيء المعروف والشخص الذي يعرف...
المعرفة تسبب انفصام الشخصية لأنها تفصم وتقطع... ولن يكون هناك سبيل لجمع ما انقطع... لذلك كلما أصبح الإنسان أكثر معرفة، أصبح أقل في العرفان والتديّن والإيمان...... كلما جمعَ الإنسان "ثقافة" و"علماً" أكثر، ستنقص إمكانية معرفته لله السر الأكبر..... لذلك يقول السيد المسيح: لن تدخلوا ملكوت الله ما لم تعودوا كالأطفال.
ما هي الميزة المقدّسة في الطفل التي خسرتَها أنت؟
الطفل عنده صفة عدم المعرفة...
أي البراءة...
ينظر بعيون مستغربة ومعجبة... بعيون شفافة دون صور مسبقة...
ينظر إلى عمق الأشياء لكن ليس لديه أفكار وأحكام تسبق النظرة...
لا يعكس أفكاره على ما يراه، لذلك يرى الحق والحقيقة...
هذا مفتاح الانتقال من الرؤية إلى الرؤيا.........
الطفل يعرف الحقيقة... أما أنت فتعرف الواقع فقط...
الواقع الذي صنعتَه أنت حول نفسك، بأفكارك ورغباتك وأحلامك.
الواقع هو ترجمة وتفسير للحقيقة الداخلية.
الحقيقة هي ببساطة كل ما هو كائن في طبيعته الأصلية، أما الواقع فهو ما فهمته أنت من الحقيقة، فكرتك عن الحقيقة.