سلام قولاً من رب رحيم
تحية للشيخ والاحبة جميعاً
افتح نقاش حول العالم و رؤيتك له، و من الضروري رؤية شيخنا اكرمه الله
ان من يعتقد ان العالم يمكن ان تحكمه فئة، فهو بلا شك في مستنقع الاوهام غارق، هنالك بشر يتحدثون بان هنالك فئة ستغلب وتسود وتحكم الارض بما فيها، وقد حدث كل كاهن وكل قسيس وكل امام وكل حاخام اتباعه انهم شعب الله المختار وان الارض يرثها عباد الله الصالحين الذين هم بلا شك اتباع المعتقد الذي ينتمي اليه محدثهم، وبلا شك فهم حتى تتفق المقولة يجب ان يكونوا من مذهبه وملته وابناء جلدته، وكما بشروهم فقد حذروهم من فتنة الدجالين الذين هم على غير دينهم او ملتهم او مذهبهم او صلاتهم، فهم محرومون لا ياتي هدى من قبلهم ابداً.وليس في دعواهم سوى النار حتى لو بدى ما يقدمونه نعيما.
وكم من الغريب بعد عشرات الآلاف من السنين التي بدات تظهر فيه اثار الكائن البشري، الذي تطور علمه وفهمه خلال حقب متتالية من الزمن، كم من الغريب انه لازال يؤمن بان العين الواحدة يمكن لها ان تحكم عالم يتصف بالوحدة لكنه يعج بالتنوع،
الراي الواحد، الدين الواحد، الشرع الواحد وفرضه على كل البشر ليس سوى عين على قمة هرم،حيث انها انظمة تفرض على القاعدة الهرمية من العوام المنسية، هذا النظام العالمي الذي يدعوا اليه كل متطرف ديني و محرف للكتب والكاذبين على الرسل دون ان يشعروا، اختلفت المشارب والمعنى واحد.
لحسن الحظ لن ينجح اي نظام عالمي ديني، لكن سيظهر نظام عالمي امني ومالي قائم على المصالح، سيقوم بتفعيل دور تقسيم العالم الى شيع حتى يسود ويقوم فيكون كالفرعون فوق ظهر البشرية، هذا النظام لا يختلف في فسادة ونقمته و ووحشيته عن الانظة الدينية الارضية المحرفة بما فيها الاسلام المحرف.
الكثير من رجال المال والاعمال يعلمون ان الحرية والتنور سيؤذي قمة الهرم التي يتربعون عليها، لذلك دابوا جاهدين خلال عصور خلت في خلخلة كل معتقد وكل مفهوم عن الحرية وسعوا الى افساد الحرث والنسل، ونشر الظلمات حتى لا تهدد مراكزهم ولا يطالها التغيير، فخروج الناس من العبودية الى باب الخلافة الكاملة يعني تحرر من سطوة الظالمين و المتحكمين، وكذلك حال رجال السلطة من حكام او خلفاء او ملوك او حتى احزاب وجماعات.
ان باب الخروج من المازق هو التقبل والاستسلام وفهم التغير والتوائم معه، حيث جعل الله جل علاه في الطبيعة ايات بينات، فنحن خلال بحثنا في عصور من الكائنات الحية التي انقرضت، وجدنا انها لم تستطع التكيف مع التغير المناخي او الحوادث الكارثية الطبيعية على سطح الكوكب فانقرضت و بقيت الاصناف التي استطاعت التكيف و التعايش مع التغير الكوني و الارضي على وجه الخصوص.
ان التغير الباطني في وعي الناس وارادة فطرية تستمد قواها من نور خفي، هي التي تسبب احداث هذا العصر، فسرعة النمو والتطور دليل على الاندفاع الغير محدود لكي يندمج الانسان مع محيطه وكونه بسرعة تعتبر في تاريخ البشرية غير مسبوقة، ومحاولة تغيير الواقع وفرض سنن من عند فهم البشر المقتصر على مصلحتهم دون مراعاة للإرادة العليا من الله، يسبب اضطرابات وحروب وجرائم، وهو امر من الصعب التحكم فيه حتى وان امتلك النظام العالمي الجديد العين التي ترى كل شيء من خلال التكنولوجيا المطورة التي تتيح لهم الولوج لاي معلومة لاي فرد في هذه الارض مما يتيح سيطرة امنية مشددة، وقريبا ستكون هنالك رقاقات رقميةمزروعة في الجيل الجديد تمنح هذا النظام القوة الملطلقة رغم التبرير انها ستكون ثورة تكنولوجيا وتعليم وصحة.
سيفشل النظام الجديد في تكوين العالم الواحد، لان العالم الواحد سيقوم على اسس مختلفة تماماً، ولكن بلاشك ستكون مرحلة النظام العالمي الجديد حدث مؤسف في تاريخ الانسانية رغم النقلة النوعية التي ستحدث خلال سقوط هذا النظام، وستصل الانسانية الى قمة الوعي الارضي بعد تلك المرحلة، ليبدا عمر.جديد يفهم فيه الانسان الارض ومخلوقات الارض بنمط اكثر عمقا، ومدى مسؤليتنا و ارتباطنا بالارض والكائنات الارضية، وكيفية قبول التنوع البشري العرقي والديني، لان قوس المطر جميل بالوانه السبعه ولو كان لونا واحد، لكان بشعا.
لايمكن ان نكون نسخة من رجل واحد وبلباس واحد وبطريقة تفكير واحده ويمنهج واحد وبرؤية واحدة، هذا مستحيل، وان حصل ستكون نهاية وانقراض الجنس البشري الى الابد