|
|
12-02-2013, 20:34 | رقم المشاركة : 1 | |
|
شرح الدعاء السيفي
(( بسم الله الرحمن الرحيم )) تعتبر البسملة في دعاء قاموس جزء لا يتجزأ من كلمات الدعاء وأسراره فلا يكتمل الدعاء بطاقاته وآثاره الروحية دون البسملة ، بل أن تركها هو القصور بذاته بتمام وكمال الآثار الروحية لدعاء السيفي الصغير ، كما أن آثار البدء بالبسملة في الدعاء تدفع كل تداخلات قد ترد أثناء قراءته وتحول دون تحقق آثاره الروحية . (( رَبِّ اَدْخِلْني في لُجَّةِ بَحْرِ اَحَدِيَّتِكَ )) - بدء الدعاء بـ ( ربَّ ) يحمل معنى الإيمان المطلق بالملك والتدبير والربوبية لله وحده عز وجل لا شريك له ، وأن الطلب لا يُستجاب والمسألة لا تُقضى إلا عند رب العزة والجلال . ولُجَّةُ البَحْر: أي لا يُدْرَكُ قَعْرُه . ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى طرَفاه ، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة : وفي الحديث : من ركب البحر إِذا التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه . (( أو كظلمات في بحر لجيّ )) (النور:40 ) والبحر اللجّي هو البحر المتردّد أمواجه منسوب إلى لجّة البحر وهي تردّد أمواجه ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي ت 1401 هـ ) ، و (( الأحد )) لا مثيل له فلا يشركه فيها غيره , ولهذا لاينعت به غير اللّه تعالى (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )), فلا يقال :رجل أحد و لا درهم أحد , ونحو ذلك . [ وجاء في حقيقة سورة التوحيد لبيانها وجوه كثيرة لا يدخل حصرها تحت علمنا وإنما نتكلم عليها بما يحضرنا حال الخط مما نعرف مما أذن ببيانه فنقول قد قام الإجماع ودلت النصوص بأن بسم الله الرحمن الرحيم آية منها فتدخل في المسئول عنها حيث علم بالنص أن هذه السورة تسمى نسبة الرب كما رواه في التوحيد عن الصادق عليه السلام : (( أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا أنسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ثم نزلت قل هو الله أحد )) . ] ( من كتاب رسالة في حقيقة سورة التوحيد ) . (( وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ )) و ((الطَّمْطامُ )) : أي وَسَطُ البَحْرِ. وأن كلمة "بحر" في كل من العربية والعبرية تعني (( يم )) . والوحدانية صفة من صفات الله عز وجل ، والواحد وهو المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ، وهو الواحد في ذاته لا يتجزأ أو لا يتناهى . سأل أبو هاشم الجعفري الإِمام الجواد ( عليه السلام ) قال : ما معنى الواحد ؟ فأجابه ( عليه السلام ) : ( الذي اجتَمَعَت الأَلْسُن عليه بالتوحيد ، كما قال الله عزَّ وجلَّ (ولَئِنِ سَأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيقُولُنَّ اللهُ ) لقمان : 25 . والفرق بين الواحد والأحد هو (( وأحد وصف مأخوذ من الوحدة كالواحد غير أن الأحد إنما يطلق على ما لا يقبل الكثرة لا خارجاً ولا ذهناً ولذلك لا يقبل العد ولا يدخل في العدد بخلاف الواحد فإن كل واحد له ثانياً وثالثاً إما خارجاً وإما ذهناً بتوهم أو بفرض العقل فيصير بانضمامه كثيراً، وأما الأحد فكل ما فرض له ثانياً كان هو هو لم يزد عليه شيء )) تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق ، كما جاء في شرح الأسماء الحسنى للملا هادي (( اَللّهُمَّ اِنّي اَسئَلُكَ بِإسمِكَ يا اَحَدُ، يا واحِدُ)) "الأحديّة": البساطة وانتفاء الجزء عنه و "الواحديّة" الفرديّة وعدم الشريك له . وجاء تفسير { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } خطاب من مقام الأحديّة ولذلك أتى باسمه الخالص من شوب الصّفات اوّلاً وهو لفظ هو بخلاف قوله تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } ، و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } ، وامثال هذين.(( تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ)) ، وعليه فإن الفرق بين الأثنين وفي أبسط صورها أن الواحد أي لا شريك له ، و يمكن القول أن الأحد عقيدة والوحدانية أقرب للجانب العملي ، وتوحيده من قبل الموحدين عملاً . والمعنى في هذا المقطع (( رَبِّ اَدْخِلْني في لُجَّةِ بَحْرِ اَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ )) طلب المؤمن من ربه أن يدخله بأغوار حقيقة معرفته والتصديق به حتى التوحيد الخالص الذي يوصله لليقين الكامل . والإيمان بأن الله هو المؤثر الوحيد أي الإيمان بأن كل قدرة وإرادة هي صادرة عن الواحد الأحد . جاء في دعاء يستشير (( وأشهد بأنك أنت الله الواحد الأحد المتفرد الصمد الفرد وإليك المصير )) ، والوصول لهذا المقام لا يتأتي دون ولاية الأئمة وخلفاء أمير المؤمنين عليه السلام بالحق وولده من الزهراء البتول ( عليهم السلام ) فمن أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ( الزيارة الجامعة ) . وسيتم شرح العلاقة بين التوحيد والإمامة في مقام آخر . (( وَقَوِّنى بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ )) ( السطوة ) من السَّطْوُ: القهر بالبطش . والسَّطْوة المرَّة الواحدة، والجمع السَّطَوات. ( لسان العرب ) . السين واللام والطاء أصلٌ واحدٌ، وهو القوّة والقهر. من ذلك السَّلاطة، من التسلط وهو القَهْر، ولذلك سمِّي السُّلْطان سلطاناً.(مقاييس اللغة) والسُّلْطانُ الوالي، وهو فُعْلان، يذكر ويؤنث، والجمع السَّلاطِينُ. والسُّلْطان والسُّلُطانُ: قُدْرةُ الملِك، يذكر ويؤنث . وقال ابن السكيت: السلطان مؤنثة، يقال: قَضَتْ به عليه السُّلْطانُ، وقد آمَنَتْه السُّلْطان. قال الأَزهري: وربما ذُكِّر السلطان لأَن لفظه مذكر، قال اللّه تعالى: بسُلْطان مُبين. وقال الليث: السُّلْطانُ قُدْرةُ المَلِك وقُدرةُ مَن جُعل ذلك له وإِن لم يكن مَلِكاً، كقولك قد جعلت له سُلطاناً على أَخذ حقِّي من فلان، والنون في السلطان زائدة لأَن أَصل بنائه السلِيطُ. وقال أَبو بكر: في السلطان قولان : أَحدهما أَن يكون سمي سلطاناً لتَسْلِيطِه، والآخر أَن يكون سمي سلطاناً لأَنه حجة من حُجَج اللّه . (لسان العرب) والفردانية من أسم الفرد لفرد سبحانه المتفرد بالربوبية والأمر دون خلقه ، ومعنى ثان أنه موجود وحده لا موجود معه . والمعنى هو طلب القوة من أصلها وهي الفردانية التي ظهر عنها القهر والسلطة المتصفة بالسطوة . رُويَّ عن الإمام علي ( عليه السلام ) في خطبة له عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة : (( وَإِنَّ الْمُبْتَدَعَاتِ الْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ الْمُهْلِكَاتُ إِلَّا مَا حَفِظَ اللَّهُ مِنْهَا وَإِنَّ فِي سُلْطَانِ اللَّهِ عِصْمَةً لِأَمْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ طَاعَتَكُمْ غَيْرَ مُلَوَّمَةٍ وَلَا مُسْتَكْرَهٍ بِهَا وَاللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ أَوْ لَيَنْقُلَنَّ اللَّهُ عَنْكُمْ سُلْطَانَ الْإِسْلَامِ ثُمَّ لَا يَنْقُلُهُ إِلَيْكُمْ أَبَداً حَتَّى يَأْرِزَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِكُمْ )) . قال الشّيخ في المصباح : روى المُعلّى بن خنيس عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : قُل في رجب : (( يا مَنْ تَوَحَّدَ باِلْمُلكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتفَرَّدَ بِالاْلاء وَالْكِبرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَانِهِ، يا مَنْ حارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الاَْوْهامِ .. )) . (( حَتّى اَخْرُجَ اِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ )) حَتَّى: فَعْلَى، وهي حرف ، تكون جارَّةً بمنزلة إلى انتهاء والغاية . فإنْ أدخلتَها على الفعل المستقبل نصبتَة بإضمار أَنْ، تقول: سِرْتُ إلى الكوفة حتَّى أدخلَها، بمعنى إلى أَنُْ أدخلها . (الصّحّاح في اللغة) ، وعليه تأتي بمعنى ألهي أدخلني في حقيقة التوحيد إلى أن أخرج لفضاء رحمتك الواسعة . و رُويَّ عن الإمام زين العبادين (عليه السلام): «لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله (صلى الله عليه و آله)، وسعة رحمة الله » ( البحار ج 78 ص 159 ) . والخروج إلى سعة رحمة الله عز وجل الواسعة يستوجب شرط الدخول في إفراد الله عز وجل بالوحدانية المطلقة الخالصة واليقين المحض ، فكما كان الدعاء (( رَبِّ اَدْخِلْني في لُجَّةِ بَحْرِ اَحَدِيَّتِكَ )) فسينتهي إلى الخروج إلى سعة رحمة الله جل جلاله التي لا تنتهي . فتنعّم المؤمن بسعة رحمة الله عز وجل تنفي الحدودية وأن كل ما كتب عليه رحمة مصدرها الرحمن الرحيم وحصول هذه النعم هي الغاية التي أنتهى لها المؤمن من الإخلاص واليقين ، ونشير هنا لمواطن رحمة الله عز وجل ومنها دين الإسلام والنبوة والإمامة والولاية والقرآن الكريم والجنة والمطر والنعمة والرزق والنصر والعافية والمودة والإيمان ...ألخ ، ومع كل هذه الخصوصية لطالب الدعاء من المؤمنين بإخراجه لفضاء سعة رحمته نجد أن خلق الله ينعمون بهذه الرحمة ورعاية الله فحاكميته تقوم على أساس الرّحمة والرّحمانية وهذا المبدأ يشكّل المحور الأساس لنظام رعاية العالم . (( كيف يمكن لربوبية الله ذات الرحمة العامّة والخاصّة أن تترك الإِنسان وحيداً في طريق سعادته المليء بمختلف الموانع والعقبات والمتاهات ، فلا يرسل إِليه قائداً ومرشداً يحمل التعاليم الشاملة للأخذ بيده وتوجيهه ، وعليه فإِن حكمته ورحمته توجبان إِرسال الرسل وإِنزال الكتب السماوية )) . ( تفسير الأمثل : ج4 ) . (( وَفي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ الْقُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ )) والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم ، وجمعه بُروق . وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛ وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء (*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء) وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛ ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق . بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع وتَلأْلأَ، والاسم البَريق . ( لسان العرب ) ورد في مناجاة المعتصمين (( وَلا يَليقُ بِمَنِ اسْتَجارَ بِعِزِّكَ اَنْ يُسْلَمَ اَوْ يُهْمَلَ، اِلـهي فَلا تُخْلِنا مِنْ حِمايَتِكَ وَلا تُعْرِنا مِنْ رِعايَتِكَ ... )) ، وحماية الله عز وجل ولطفه تظهر آثارها على المؤمن في مقابل القرب الآلهي للمعبود . (( مَهيباً بِهَيْبَتِكَ عَزيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْليمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ )) الهَيْبةُ: المَهابةُ ، وهي الإِجلالُ والـمَخافة. ابن سيده: الـهَيْبةُ التَّقِـيَّةُ من كل شيءٍ . والعَزِيزُ: من صفات الله عز وجل وأَسمائه الحسنى؛ قال الزجاج : هو الممتنع فلا يغلبه شيء ، وقال غيره : هو القوي الغالب كل شيء ، وقيل : هو الذي ليس كمثله شيء . (( متجللاً )) اللهُ الجَليلُ سبحانه ذو الجَلال والإِكرام ، جَلَّ جَلال الله ، وجَلالُ الله : عظمتُه، ولا يقال الجَلال إِلا لله . والجَلِيل : من صفات الله تقدس وتعالى ، وقد يوصف به الأَمر العظيم ، وفي الحديث: أَلِظُّوا بيا ذا الجَلال والإِكرام؛ قيل: أَراد عَظِّمُوه، وجاء تفسيره في بعض اللغات: أَسْلِمُو؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالحاء المهملة وهو من كلام أَبي الدرداء في الأَكثر؛ وهو سبحانه وتعالى الجَلِيلُ الموصوف بنعوت الجَلال ، والحاوي جميعَها ، هو الجَلِيلُ المُطْلَق وهو راجع إِلى كمال الصفات ، كما أَن الكبير راجع إِلى كمال الذات، والعظيم راجع إِلى كمال الذات والصفات. وجَلَّ الشيءُ يَجِلُّ جَلالاً وجَلالةً وهو جَلٌّ وجَلِيلٌ وجُلال: عَظُم، والأُنثى جَلِيلة وجُلالة. وأَجَلَّه: عَظَّمه ، يقال جَلَّ فلان في عَيني أَي عَظُم، وأَجْلَلته رأَيته جَلِيلاً نَبيلاً، وأَجْلَلته في المرتبة ، وأَجْللته أَي عَظَّمته . والمُكَرَّم : الرجل الكَرِيم على كل أَحد . ( لسان العرب ) . من خطب الإمام علي ( عليه السلام ) في عجيب صنعة الكون : (( ثُمَّ فَطَرَ مِنْهُ أَطْبَاقاً فَفَتَقَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ بَعْدَ ارْتِتَاقِهَا فَاسْتَمْسَكَتْ بِأَمْرِهِ وَ قَامَتْ عَلَى حَدِّهِ وَأَرْسَى أَرْضاً يَحْمِلُهَا الْأَخْضَرُ الْمُثْعَنْجِرُ وَالْقَمْقَامُ الْمُسَخَّرُ قَدْ ذَلَّ لِأَمْرِهِ وَأَذْعَنَ لِهَيْبَتِهِ وَوَقَفَ الْجَارِي مِنْهُ لِخَشْيَتِهِ وَجَبَلَ جَلَامِيدَهَا وَنُشُوزَ مُتُونِهَا .. )) ( نهج البلاغة ) . وطلب المؤمن في هذا الشطر للهيبة الممتدة من هيبة الله عز وجل ، والعزّة بعناية المولى جل شأنه ، وتتبعها صفتي الإجلال والإكرام ، إنما يكتسبها المؤمن طلباً من نور صفات الله عز وجل بعد أن أحرز المؤمن حقيقة العبودية في توحيده ووصل لمبتغاه ، رُويَّ في الحديث القدسي : (( عبدي اطعني تكن مثلي، أقول للشيء كن فيكون ، وتقول للشيء كن فيكون .. )) . ولزوم حصول مثل هذه الصفات للمؤمن بأن يكون ( مُهاباً عزيزاً متجللاً مكرّماً ) هي فعل التعليم من الله عز وجل ، جاء في التفسير ( علّم الإنسان ما لم يعلم ) (( ثم عمم سبحانه النعمة فذكر تعليمه للإِنسان ما لم يعلم فقال : { علَّم الإِنسان ما لم يعلم } وفيه مزيد تقوية لقلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتطييب لنفسه . ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) ) ، والتعليم في هذا المقام يتعدد بقدرة الله جل جلاله من حيث الوسيلة وبما هو محدد للمؤمن ومرتبته ودرجة عبوديته وقربه لله عز وجل ، بالإضافة إلى إنتقاء الله عز وجل للمؤمن وتزكيته . بسم الله الرحمن الرحيم (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )) [النساء : 49] ، وجاء في تفسيرها (( وبالجملة فالتزكية لله سبحانه حق لا يشاركه فيها غيره, إذ لا يصدر عن غيره إلاَّ من ظلم وإلى ظلم, ولا يصدر عنه تعالى إلاَّ حقاً وعدلاً يقدر بقدره لا يفرط ولا يفرّط, ولذا ذيل قوله: { بل الله يزكي من يشاء } بقوله - وهو في معنى التعليل -: { ولا يظلمون فتيلاً } . وقد تبيّن ممّا مرّ أن تزكيته تعالى وإن كانت مطلقة تشمل التزكية العملية والتزكية القولية, لكنها تنطبق بحسب مورد الكلام على التزكية القولية)) ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) ) . (( واَلْبِسْنى خِلَعَ الْعِزَّةِ وَالْقَبُولِ )) (( خِلعَ )) والخِلْعةُ من الثياب : ما خَلَعْتَه فَطَرَحْتَه على آخر أَو لم تَطْرَحْه . وكلُّ ثوب تَخْلَعُه عنك خِلْعةٌ؛ وخَلَع عليه خِلْعةً. (( العزّة )) والعِزُّ في الأَصل: القوة والشدة والغلبة . والعِزُّ والعِزَّة: الرفعة والامتناع، والعِزَّة لله ؛ وفي التنزيل العزيز : (( ولله العِزَّةُ ولرسوله وللمؤمنين )) أَي له العِزَّة والغلبة سبحانه . ( لسان العرب) ، والعزة والقبول مطلباً من الصفات الكريمة الشريفة الموجبة لشرف الذات ورفعة الحسب وجلالة القدر بين الناس . وهو لباس الباطن الذي يواري الباطن كله إذ يختلف عن لباس الظاهر الذي يواري سوءة المؤمن الظاهرة للناس . (( وَسَهِّلْ لى مَناهِجَ الْوُصْلَةِ والْوُصُولِ )) والمَنْهج هو الطَّريق ، والجمع مناهج ( مقاييس اللغة ) ، والوُصْلة ما اتَّصل بالشيء . قال الليث: كلُّ شيء اتَّصَل بشيء فما بينهما وُصْلة، والجمع وُصَل . جاء في مناجاة المريدين للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) (( سُبْحانَكَ ما اَضْيَقَ الْطُّرُقَ عَلى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَليلَهُ، وَما اَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبيلَهُ، اِلـهي فَاسْلُكْ بِنا سُبُلَ الْوُصُولِ اِلَيْكَ، وَسَيِّرْنا في اَقْرَبِ الطُّرُقِ لِلْوُفُودِ عَلَيْكَ، قَرِّبْ عَلَيْنَا الْبَعيدَ وَسَهِّلْ عَلَيْنَا الْعَسيرَ الشَّديدَ.. )) . والمعنى هو طلب العبد من ربّه تسهيل الطرق وتيسير الأمور في الهداية والوصول لله عز وجلّ وهو غاية المؤمن . كما جاء في دعاء عرفة للإمام الحسين ( عليه السلام ) : (( اِلهى هذا ذُلّى ظاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَهذا حالى لا يَخْفى عَلَيْكَ ، مِنْكَ اَطْلُبُ الْوُصُولُ اِلَيْكَ ، َوِبَكَ اَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ، فَاهْدِنى بِنُورِكَ اِلَيْكَ )) . (( وَتَوِّجْني بِتاجِ الْكَرامَةِ وَالْوَقارِ )) التاجُ : الإِكليلُ . تقول: تَوَجَّهُ فَتَتَوَّجَ ، أي ألبسه التاجَ فلبِسهُ (الصّحّاح في اللغة) . وقال الجوهري: الكُرام ، بالضم، مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام ، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة . (لسان العرب) . وجاء في تفسير الميزان للطبطبائي : - وقوله: { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } استئناف كسابقه كالجواب عن سؤال مقدر كأنه قيل : فماذا كان بعد تأييده للرسل ؟ فقيل : { قيل ادخل الجنة } ثم قيل: فماذا كان بعد ؟ فقيل : { قال يا ليت قومي يعلمون } الخ وهو نصح منه لقومه ميتاً كما كان ينصحهم حياً . و { ما } في قوله: { بما غفر لي } الخ مصدرية، وقوله: { وجعلني } عطف على { غفر } والمعنى بمغفرة ربي لي وجعله إياي من المكرمين . وموهبة الإِكرام وإن كانت وسيعة ينالها كثيرون كالإِكرام بالنعمة كما في قوله : { فأما الإِنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن }[الفجر : 15] ، وقوله : { إن أكرمكم عند الله اتقاكم }[الحجرات : 13 ] فإن كرامة العبد عند الله إكرام منه له لكنه لم يعد من المكرمين بوصف الاطلاق إلا طائفتين من خلقه : الملائكة الكرام كما في قوله : { بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون }[الأنبياء: 26 - 27 ] والكاملين في إيمانهم من المؤمنين سواء كانوا من المخلصين بكسر اللام كما في قوله : { أولئك في جنات مكرمون }[المعارج: 35] ، أو من المخلصين بفتح اللام كما في قوله : { إلا عباد الله المخلصين } [الصافات : 40 ] إلى أن قال { وهم مكرمون }[الصافات: 42] . ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي ) . والوقار هو الحلم والرزانة ، والمعنى أن المؤمن يدعو ربّه بأن يكلّله بأكليل الكرامة والحلم والرزانة بين الناس ، والتتويج هو دلالة على المرتبة التي ينالها العبد من ربّه . (( وَاَلِّفْ بَيْني وَبَيْنَ اَحِبّائِكَ فى دارِ الدُّنْيا وَدارِ الْقَرارِ )) أي أجمعني مع المؤمنين من إحبائك وأجمع المؤمنين معي برابطة الأخوة في الله تعالى والمودة في الدنيا والآخرة ، والألفة هنا متبادلة ( بيني ) و ( بين ) إحبائك ، ورابط الألفة هنا هو رابط روحي تستشعره الروح بحيث يألف المؤمن أخيه المؤمن في الدنيا مع غياب التعليلات المنطقية لهذه الألفة إذ تقع تحت عنوان الألفة الروحية القائمة برابط العناية الآلهية ، وتعتبر الألفة بين إحباء الله - تعالى - في هذا المحلّ نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى ، والإحباء هنا تجمع كل من وصل لمحبة الله - تعالى - من الجن والأنس ، قال تعالى في كتابه المحكم : (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) [آل عمران : 103] ، وقال عز من قائل : (( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) [الأنفال : 63] (( وارْزُقْنى مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ الْقُلُوبُ وَالاَْرْواحُ )) كما سبق ذكرنا الألفة بين المؤمنين ، وهذه الألفة عنوان عام يجسد العلاقة بين المؤمن وأخيه بالرابط الإلهي ، حيث لا حاجة لإنقياد المؤمن لأخيه المؤمن ولأن الرابط الروحي الإيماني أسمى من درجة الإنقياد . فالإنقياد في أدعية أهل البيت ( عليهم السلام ) يعني التسليم والطاعة . وسطوة الله سبحانه وتعالى هي القوة المحركة لهذا لإنقياد ومنشأه . قال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ( في الصحيفة السجادية ) : (( سُبْحَانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرَى فِي عِلْمِكَ ، وَ خَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ ..)) وقال ( عليه السلام ) : (( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ ، وَأَجْرَى عَلَيْنَا طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ . وَجَعَلَ لَنَا الْفَضِيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ، فَكُلُّ خَلِيقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ ، وَصَائِرَةٌ إِلَى طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ )) . والقلب هو اللطيفة الربانية الروحانية التي لها تعلق بالقلب الصنوبري . ويعبر عن الجهل والعناد وعدم الإِذعان للحق بأنّه عمى القلب : ( ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) . ( تفسير الأمثل ج6 ) . أما الروح (( اختلف العلماء في مهية الروح، فقيل: إنه جسم رقيق هوائي متردد في مخارق الحيوان، وهو مذهب أكثر المتكلمين، واختاره المرتضى - قدس الله روحه -. وقيل: هو جسم هوائي على بنية حيوانية في كل جزء منه حياة، عن علي بن عيسى، قال: فلكل حيوان روح وبدن، إلا أن منهم من الاغلب عليه الروح، ومنهم من الاغلب عليه البدن. وقيل : إن الروح عرض، ثم اختلف فيه، فقيل: هو الحياة التي يتهيأ بها المحل لوجود العلم والقدرة والاختيار، وهو مذهب الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان - رضي الله عنه - والبلخي وجماعة من المعتزلة البغداديين وقيل: هو معنى في القلب، عن الاسواري. وقيل : إن الروح الانسان، وهو الحي المكلف، عن ابن الاخشيد والنظام. وقال بعض العلماء: إن الله خلق الروح منه ستة أشياء: من جوهر النور والطيب، والبقاء، والحيوة، والعلم، والعلو. ألا ترى أنه مادام في الجسد كان الجسد نورانياً ، يبصر بالعينين ، ويسمع بالاذنين، ويكون طيبا فإذا خرج من الجسد نتن البدن، ويكون باقيا فإذا فارقه الروح بلي وفنى، ويكون حيا وبخروجه يصير ميتا ويكون عالما فإذا خرج منه الروح لم يعلم شيئا، ويكون علويا لطيفا توجد به الحياة بدلالة قوله تعالى في صفة الشهداء " بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين )) ( بحار الأنوار - المجلسي ج58 ) (( وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالاْشْباحُ )) ومن سياق الدعاء يتبين طلب خضوع النفوس والأشباح لطالب الدعاء ، و ( الخُضوعُ ) هو التطامُنُ والتواضعُ (الصّحّاح في اللغة) ، و ( لدي ) تفيد مقام قرب التواضع الحاصل من قبل النفوس والأشباح . وفي التنزيل العزيز : (( هذا ما لدَيَّ عَتِيدٌ )) يقوله الملك يعني ما كُتب من عمل العبد حاضرٌ عندي ( لسان العرب ) . وهذا المقطع يعود للمقطع السابق وهو (( وارْزُقْنى مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً...)) أي كنتيجة لنيل هذا النور المكتسب من أسم الله عز وجل حدث الإنقياد والخضوع . ( النفوس ) قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين : أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته، تقول : قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس .( لسان العرب ) . وجاء في باب الاعتقاد في النفوس والأرواح قول النبي (ص) : ( إن أول ما أبدع الله سبحانه وتعالى هي النفوس المقدسة المطهرة ، فأنطقها بتوحيده ، ثم خلق بعد ذلك سائر خلقه) . واعتقادنا فيها أنها خلقت للبقاء ولم تخلق للفناء ، لقول النبي (ص) : (ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء ، وإنما تنقلون من دار إلى دار) . وأنها في الأرض غريبة، وفي الأبدان مسجونة. واعتقدنا فيها أنها إذا فارقت الأبدان فهي باقية، منها منعمة ، ومنها معذبة ، إلى أن يردها الله تعالى بقدرته إلى أبدانها . ( كتاب الإعتقادات - محمد بن علي بن بابويه (الصدوق) ) . كما ورد في ( مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول - الشيخ محمد باقر المجلسي )) (( أن الأشباح التي تتعلق بها النفوس ما دامت في عالم البرزخ ليست بأجسامهم و إنهم يجلسون حلقا حلقا على صور أجسادهم العنصرية يتحدثون و يتنعمون بالأكل و الشرب، و إنهم ربما يكونون في الهواء بين الأرض و السماء يتعارفون في الجو و يتلاقون و أمثال ذلك مما يدل على نفي الجسمية و إثبات بعض لوازمها على ما هو منقول في الكافي و غيره يعطي أن تلك الأشباح ليست في كثافة الماديات و لا في لطافة المجردات بل هي ذوات جهتين و واسطة بين العالمين و هذا يؤيد ما قاله: طائفة من أساطين الحكماء، من أن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسي هو واسطة بين عالم المجردات و عالم الماديات ليس في تلك اللطافة و لا في هذه الكثافة فيه للأجسام و الأعراض من الحركات و السكنات والأصوات والطعوم والروائح وغيرها مثل قائمة بذواتها لا في مادة، و هو عالم عظيمة الفسحة و سكانه على طبقات متفاوتة في اللطافة و الكثافة و قبح الصورة و حسنها و لأبدانهم المثالية جميع الحواس الظاهرة و الباطنة فيتنعمون و يتألمون باللذات والآلام النفسانية و الجسمانية، و قد نسب العلامة في شرح حكمة الإشراق: القول بوجود هذا العالم إلى الأنبياء و الأولياء المتألهين من الحكماء وهو وإن لم يقم على وجوده شيء من البراهين العقلية لكنه قد تأيد بالظواهر النقلية و عرفه المتألهون بمجاهداتهم الذوقية )) ج14، ص: 224 رُويَّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام في الْإِلْحَاحِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ( في الصحيفة السجادية ) : (( أَوْ كَيْفَ يَنْجُو مِنْكَ مَنْ لَا مَذْهَبَ لَهُ فِي غيْرِ مُلْكِكَ . سُبْحَانَكَ أَخْشَى خَلْقِكَ لَكَ أَعْلَمُهُمْ بِكَ ، وَ أَخْضَعُهُمْ لَكَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِكَ ..)) . (( يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ اَعْناقُ الاْكاسِرَةِ )) والمعنى هو أن يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ اَعْناقُ الاْكاسِرَةِ ارْزُقْنى مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً ، أي أن نشوء السطوة الممنوحة للمؤمن هي من الله عز وجل الذي ذلت له الجبابرة وخضعت لديه الأعناق . الجبابرة هم : الملوك ، و( الأكاسرة ) كسرى كبير الفرس وجمعها أكاسرة ، والمعنى أن كل ملك تعاظم ملكه ووصل إلى ما وصل إليه كسرى الفرس من ملك وجبروت . جاء في ( ذكر الصّلوات على الحجج الطّاهرين ) في مفاتيح الجنان (( وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد كَما رَحِمْتَ بِهِ الْعِبادَ، وَاَحْيَيْتَ بِهِ الْبِلادَ، وَقَصَمْتَ بِهِ الْجَبابِرَةَ ، وَاَهْلَكْتَ بِهِ الْفَراعِنَةَ )) . وفي دعاء الإمام زين العابدين ( دعاء يوم الأثنين ) : (( وَتَواضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ وَانْقادَ كُلُّ عَظيم لِعَظَمَتِهِ )) . (( لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجى مِنْكَ إلاّ اِلَيْكَ، وَلا اِعانَةَ إلاّ بِكَ وَلاَ اِتّكاءَ إلاّ عَلَيْكَ )) والمَلْجَأُ واللَّجَأُ : الـمَعْقِلُ، والجمع أَلْجاءٌ . ويقالُ : أَلْجَأْتُ فلاناً إِلى الشيءِ إِذا حَصَّنْته في مَلْجإٍ ، والمنجى هو الموضع الذي لا يبلغه الخطر . ( إتكاءَ ) تَوَكَّأَ على الشيءِ واتَّكَأَ : تَحَمَّلَ واعتمَدَ، فهو مُتَّكِئٌ (لسان العرب) . وفي هذا المقطع يتجلى الإيمان بأن لا مجير إلا الله عز وجل ، ولا إستغناء عن عونه ولا عن حوله وقوته ، والمُلاحظ ورود كلمات تجسد هذا المعنى بجميع أوجهه في هذا المقطع ( إليك / بك / عليك ) حيث يصل المستجير بالله إلى حالة الإستغناء عن كل خلق الله عز وجل . قال الله تعالى في كتابه المحكم (( وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) [ التوبة : 118] . وورد في دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) فِي الْإِلْحَاحِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى (( سُؤَالَ مَنِ اسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ ، وَ اعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ ، سُؤَالَ مَنْ لَا رَبَّ لَهُ غَيْرُكَ ، وَ لَا وَلِيَّ لَهُ دُونَكَ ، وَ لَا مُنْقِذَ لَهُ مِنْكَ ، وَ لَا مَلْجَأَ لَهُ مِنْكَ ، إِلَّا إِلَيْكَ ..)) . (( ادْفَعْ عَنّي كَيْدَ الْحاسِدينَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدينَ )) و الكَيْدُ من المَكِيدَة، وقد كاده مَكِيدةً . والكَيْدُ الخُبِثُ والمَكْرُ؛ والحاسد يتمنى زوال النعمة عن أخيه ، وأرتبط الكيد بالحسد بسبب عدم التمكن من الإستدلال على الحاسد حيث يتصف حسده بالخبث والمكر والبغي . والمُعانَدَةُ: المُفارَقَةُ، والمُجانَبَةُ، والمُعارَضَةُ بالخلافِ ( القاموس المحيط ) ، وطلب المؤمن من ربّه هو دفع كيد الحاسدين وما يجرّه حسدهم من ضرر (( ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ )) [الأنفال : 18] . وكذلك دفع شر المتعصبين وهم أولياء الشياطين وأبناء الظلمات وأهل الطاغوت الذين لا يخضعون للمنطق السليم والمتعنّتين والمعارضين لأهل الحق . وَ كَانَ مِنْ دُعَاء الإمام زين العبادين ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ((فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَتْبَاعِ الرُّسُلِ وَ مُصَدِّقِيهِمْ)) : ( اللَّهُمَّ وَ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَ مُصَدِّقُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْغَيْبِ عِنْدَ مُعَارَضَةِ الْمُعَانِدِينَ لَهُمْ بِالتَّكْذِيبِ ..) . ( الصحيفة السجادية ) (( وأرْحَمْني تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ يا اَكْرَمَ الاَْكْرَمينَ )) وهو طلب الرحمة ، أي بإسمك يا أكرم الأكرمين أن ترحمني تحت سرادقات عرشك ، وجاء حول سرادقات العرش (( في الحديث أن جبرئيل عليه السلام قال: لله دون العرش سبعون حجابا لو دنونا من أحدها لاحرقتنا سبحات وجه ربنا. فذلك : اعلم أنه قد تظافرت الاخبار العامية والخاصية في وجود الحجب والسرادقات وكثرتها، وفي القاموس: السرادق الذي يمد فوق صحن البيت، و الجمع سرادقات، والبيت من الكرسف، وبيت مسردق أعلاه وأسفله مشدود كله (1). وفي النهاية: السرادق كل ما أحاط بشئ من حائط أو مضرب أو خباء ..)) ( بحار الأنوار - الشيخ محمد باقر المجلسي ) . رُويَّ عن الإمام علي ( عليه السلام ) في وصف السرادقات (( باب (الحجب والاستار والسرادقات في كتاب بحار الأنوار - الشيخ محمد باقر المجلسي ج 055 )) (( ثم سرادقات الجلال وهي ستون سرادقا ، في كل سرادق سبعون ألف ملك، بين كل سرادق وسرادق مسيرة خمسمائة عام، ثم سرادق العز، ثم سرادق الكبرياء، ثم سرادق النور الابيض، ثم سرادق الوحدانية وهو مسيرة سبعين ألف عام، ثم الحجاب الاعلى. وانقضى كلامه عليه السلام ...)) . (( اَيِّدْ ظاهِري في تَحْصيلِ مَراضيكَ ، وَنَوِّرْ قَلْبي وَسِرّي بالاِْطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعيكَ )) وأَيَّدَه الله أَي قَوَّاه . وهو طلب القوة والتأييد في أن تُسخّر الأفعال الظاهرة للمؤمن في تحصيل مرضاة الله (عز وجل ) وهو كل فعل ظاهر مرتبط بنية وقابل للملاحظة العينية وهذا السلوك مدعّم بالصورة الأخرى وهي السر الباطني للإنسان ، فالسر الباطني والفعل الظاهري إذا أتفقا فإن من كمال الأعمال التي تتصف بالإخلاص والصدق . وحصول النور القلبي يعني الهداية لسبل السعي للوصول لله عز وجل وبدون هذا النور لن يصل الإنسان لمبتغاه (( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ )) آية النور . وإنارة سر الإنسان هو صلاح باطنه وخلوه من سائر الخبائث ، جاء في نهج البلاغة للإمام علي ( عليه السلام ) (( وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَ السَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الْجَنَّةَ )) . وقد ورد في المناجاة الشعبانية للإمام علي عليه السلام (( وَقَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَليَّ يا سَيِّدي فيما يَكُونُ مِنّي اِلى آخِرِ عُمْري مِنْ سَريرَتي وَعَلانِيَتي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتي وَنَقْصي وَنَفْعي وَضرّي.. )) . ( مفاتيح الجنان ) (( اِلهي كَيْفَ اَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَة مِنْكَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَة بِكَ )) أي إلهي كيف أرجع عن بابك وتخيّب طلبي وكلي ثقة بك . جاء في دعاء أبا حمزة الثمالي (( يا رَبِّ تُخْلِفُ ظُنُونَنا، اَوْ تُخَيِّبْ آمالَنا، كَلاّ يا كَريمُ، فَلَيْسَ هذا ظَنُّنا بِكَ، وَلا هذا فيكَ طَمَعُنا يا رَبِّ اِنَّ لَنا فيكَ اَمَلاً طَويلاً كَثيراً، اِنَّ لَنا فيكَ رَجاءً عَظيماً )) ، وورد في مفاتيح الجنان دعاء في ليلة المبعث (( اَللّـهُمَّ دَعاكَ الدّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ، وَسَأَلَكَ السّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ اِلَيْكَ الطّالِبُونَ وَطَلَبْتُ اِلَيْكَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ ..)) وأول التوكل هو الثقة بالله وكفالته وكفايته وعنايته ، وأن الثقة بالله توجب الاستسلام لأمره ، والتوكل باسناد الأمر إلى الله ( عز وجل ) . رُويَّ عن الإمام علي (عليه السلام) : (( الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا مؤمن أمين )) ، وعنه ( عليه السلام ) : (( الثقة بالله أقوى أمل )) . وعنه (عليه السلام) : (( من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل عليه كفاه الأمور )) . (ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 04 ) (( وَكَيْفَ تُؤْيِسُني مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ اَمَرْتَنى بِدُعائِكَ )) تؤيسني : اليَأْس: القُنوط ، وقيل : اليَأْس نقيض الرجاء ، يَئِسَ من الشيء يَيْأَس ويَيْئِس ( لسان العرب ) . والمعنى : كيف تجعلني يا ربي يائساً من عطاياك ومنحك وأنا أدعوك كما قلت في كتابك الكريم (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) [غافر : 60] ، جاء في دعاء الإمام الصاق ( عليه السلام ) في ليلة النصف من شعبان (( اَللّـهُمَّ فَلاتَحْرِمْني ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ، وَلا تُخَيِّبْني مِنْ جَزيلِ قِسْمِكَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ لاَِهْلِ طاعَتِكَ )) . ( مفاتيح الجنان ) ، وورد في دعاء كميل (( فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي )) . (( وَها اَنَا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ مُلْتَجِيٌ اِلَيْكَ )) والذي حكاه أبو الخطاب عن العرب من قوله : هذا أنا وأنا هذا هو في معنى: ها أنا ذا ولو ابتدأ إنسان على غير الوجه الذي ذكرناه فقال: هذا أنت وهذا أنا يريد أن يعرفه نفسه كان محالا لأنه إذا أشار إلى نفسه فالإخبار عنه ثابت لا فائدة فيه لأنك إنما تعلمه أنه ليس غيره ولو قلت: ما زيد غير زيد وليس غير زيد كان لغواً لا فائدة فيه وإذا قلت: هذا أنت والإشارة إلى غير المخاطب جاز وبمعناه: هذا مثلك كما تقول: زيد عمرو على معنى: زيد مثل عمرو. والذي حكاه يونس عن العرب: هذا أنت تقول كذا وكذا هو مثل قوله: " ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم " لأن قولهم: هذا أنت كقولك: أنت هذا أحدهما مبتدأ والآخر خبره أيهما شئت جعلته المبتدأ والآخر الخبر. ( إعراب القرآن للسيوطي ) . ( مُقبل ) وأقْبَلَ : نقيض أدْبَرَ. يقال: أقْبَلَ مُقْبَلاً. وأقْبَلَ عليه بوجهه . (الصّحّاح في اللغة) ، وقد ورد في مناجاة المريدين (( وَمِنْكَ اَقْصى مَقاصِدِهِمْ حَصَّلُوا، فَيا مَنْ هُوَ عَلَى الْمُقْبِلينَ عَلَيْهِ مُقْبِلٌ، وَبِالْعَطْفِ عَلَيْهِمْ عائِدٌ مُفْضِلٌ )) ، والمقطع في الدعاء يشير إلى الحالة الآنية التي يكون عليها العبد وهي الإقبال على الله عز وجل مع ملاحظة التتابع في الإقبال ثم اللجوء ولا يمكن حدوث اللجوء قبل الإقبال . وقد ورد شرح (الملجأ ) في مقطع ( لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجى مِنْكَ إلاّ اِلَيْكَ، وَلا اِعانَةَ إلاّ بِكَ وَلاَ اِتّكاءَ إلاّ عَلَيْكَ ) . (( باعِدْ بَيْني وَبيْنَ اَعْدائي، كَما باعَدْتَ بَيْنَ اَعْدائي )) قال تعالى في كتابه المحكم ((َلا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ )) [الحشر : 14] ، وقوله: { تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى } أي تظن أنهم مجتمعون في أُلفة واتحاد والحال أن قلوبهم متفرقة غير متحدة وذلك أقوى عامل في الخزي والخذلان. ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ولو عقلوا لاتحدوا ووحدوا الكلمة. ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي ) ، والمباعدة تأتي على جهتين لا جهة واحدة أي إبعاد العدو عن العبد وكذلك إبعاد العبد عن العدو للحيلولة دون وقوع الضرر ، فقد يكون العدو في وضع الإستقرار وإنما ياتي الحراك من العبد دون علم نحو عدو ما فيقع الضرر والعكس صحيح في هذا ، وجاءت ( كما ) للإشارة لمطابقة ذات الفعل ولمثليته في سائر الأزمان ، أي مثلما فرّقت يا ربي قلوب أعدائي ( أي ذات الفعل ) ، كذلك أبعدهم عني وأبعدني عنهم ( بذات الفعل أيضاً وهو المباعدة والتفريق ) . (( اِخْتَطِفْ اَبْصارَهُمْ عَنّي بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ )) (اختطف ) الخَطْفُ: الاسْتِلابُ، وقيل: الخَطْفُ الأَخْذُ في سُرْعةٍ واسْتِلابٍ. خَطِفَه . ( لسان العرب ) ، والمعنى هو أستلاب الأبصار بحال السرعة . جاء في كتاب ( بحار الأنوار للمجلسي ج91 ) دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الاحزاب (( اللهم إني أعوذ بنور قدسك ، وعظمة طهارتك، وبركة جلالك، من كل آفة وعاهة، من طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير.. )) . ( نور قدسك ) هو النور المجرد لكمال الله عز وجل المنزه عن كل نقيصة ، جاء في مناجاة الراغبين (( اَسْاَلُكَ بِسُبُحاتِ وَجْهِكَ وَبِاَنْوارِ قُدْسِكَ.. )) . وحال أبصار الأعداء في تقلب بيد الله عز وجل فقد تُخطف أبصارهم أو تُصرف أو تقلّب أو يغشى عليها ، قال تعالى في كتابه الكريم (( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ )) [يس : 9] ، وإستلاب البصر يتم بنور الله عز وجل وكذلك بعظمة رفعته وكرمه . (( اِنَّكَ اَنْتَ اللهُ المُعْطي جَلائِلَ النِّعَمِ الْمُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ )) المعنى : اللهم أنك أنت الله الكريم المعطي دون حدود للنعم المعظمّة لأهل مناجاتك الذين ناجوك سراّ وقد أختصصتهم بلطائف رحمتك ، والمناجاة هي حديث مع الله سبحانه وتعالى يتصف بالتساور والإخفات . ذكر الأمام علي ( عليه السلام ) في وصف الملائكة في نهج البلاغة (( لَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُنَاجَاةِ أَسَلَاتُ أَلْسِنَتِهِمْ وَ لَا مَلَكَتْهُمُ الْأَشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الْجُؤَارِ إِلَيْهِ أَصْوَاتُهُمْ ..)) ، وجاء في مناجاة الخائفين (( اِلـهي اَتَراكَ بَعْدَ الاْيمانِ بِكَ تُعَذِّبُني، اَمْ بَعْدَ حُبّي اِيّاكَ تُبَعِّدُني، اَمْ مَعَ رَجائي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُني..)) . (( يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذَا الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ )) والحي هو الله الموجود والواجب الوجود ، والباقي والدائم من الأزل إلى الأبد ، والقيوم هو الغني عن غيره ، والقائم بنفسه في تدبير الخلق وحفظه والمقيم لكل شيء ، وقيل أن القيوم هو الباقي الذي لا يزول فيكون تأكيداً للأسم الذي قبله ( الحيّ ) ( عن كتاب الذكر معراج الروح - عبدالرسول محمد ) ، يا ذا الجلال والإكرام ( تم إيضاح المعنى في مقطع ( مَهيباً بِهَيْبَتِكَ عَزيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْليمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ ) . بسم الله الرحمن الرحيم (( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) الأعراف : 180 . |
|
|
|
12-02-2013, 20:56 | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: شرح الدعاء السيفي
بارك الله فيك شرح كافي ووافي جعلها الله في ميزان حسناتك |
|
|
|
14-02-2013, 15:24 | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: شرح الدعاء السيفي
محمد أبوالياس مشكور وجزاك الله عنا خير الجزاء على هذا الشرح الجميل والوافي |
|
|
|
14-02-2013, 17:25 | رقم المشاركة : 5 | |
|
رد: شرح الدعاء السيفي
بارك الله فيكم إخواني أخواتي الطيبين وجزاكم خير الجزاء آخر تعديل محمد ابو الياس يوم 15-02-2013 في 18:14.
|
|
|
|
15-02-2013, 00:33 | رقم المشاركة : 7 | |
|
رد: شرح الدعاء السيفي
علمك الله من بحر الاسرار وتفع بك كل الاخيار |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|