للذنوب أضرار جسيمة على القلوب، منها القسوة، والخشونة، والوحشة، والظلمة، والوهن، والشؤم، والغفلة، وتتفاقم هذه الأضرار حتى تميت القلب.
ولقد ورد بالقرآن الكريم آيات عديدة منها قوله تبارك وتعالى: " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (محمد:24) وقوله عز وجل: " وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة:88).
اذا فكثرة الذنوب تعتبر مغاليق للقلوب و كلما كثرت الا وازدادت الروح ظلمات و بقى العبد محجوبا فلا يفقه قولا و لا يعتبر و لا يتعض و تبقى المعاصى حائلا بين العبد وربه، لأنها تدنس النفوس في وحل الخيبة، والوهن، وكراهية لقاء الله، أي يصبح بين قلب العبد وربه غشاوة فلا يرى نور الله عز وجل، وفي هذا المقام يقول الله عز وجل: " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج:46)، وقوله سبحانه وتعالى: " خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (البقرة:7)، وعندما يعمى القلب يكون صاحبه بعيدا عن الله عز وجل يصيب الإنسان الوهن وخشية الناس، وهذا ما حذرنا منه رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة منكم من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت"
قال ابن أدهم لجماعة: ان قلوبكم ميتة، قيل: وما الذي أماتها؟ قال ثمان خصال:
- عرفتم حق الله ولم تقوموا بحقه.
- وقرأتم القرآن ولم تعملوا بحدوده.
- وقلتم نحن نحب رسول الله صل الله عليه وسلم ولم تعملوا بسنته.
- وقلتم نخشى الموت ولم تستعدوا له.
- وقال الله: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا، فواطأتموه على المعاصي.
- وقلتم نخاف النار، وأرهقتم أبدانكم فيها.
- وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.
- وإذا قمتم من فراشكم رميتم عيوبكم وراء ظهوركم، وافترشتم عيوب الناس أمامكم فأسخطتم ربكم.
فكيف يستجيب لكم؟
لذلك كان من الأصح و الأسلم و الأعقل للعبد ان يبدأ طريقه مثلما قال و ذكر أخونا شقران بارك الله فيه و به بالتوبة النصوح و العزم على عدم الرجوع الى اقتراف المنهيات سواء كانت ظاهرة او باطنة و الاجتهاد قدر الاستطاعة على الاستغفار و الانابة الى الله تعالى فى السراء و الضراء, فى السر و العلن, فى النوم و اليقضة
أستغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه