سنعود يوما الى التراب
الجسد ظاهرة مؤقتة.... من التراب وسيعود إلى التراب...
في يوم من الأيام لم يكن موجود، وفي يوم آخر سيختفي من الوجود...
إنه يظهر لفترة محددة فقط مثل ندف الثلج... شيء جميل جداً لكن بمجرّد أن تحملها بيديك تبدأ بالزوال... وهكذا هذا الجسد الفاني... الموت مخبّأ فيه.... يكبر يوماً بعد يوم...
والموضوع ليس أن يوماً ما بانتظارك لكي تموت... في الواقع، إنك تبدأ بالموت من يوم ولادتك!
الطفل الذي عمره يوم... قد مات قليلاً بمقدار يوم..... وهكذا يموت يوماً فيوم...
طالما نحن غارقون في هذا النوم... فالموت يلتهمنا ونضيع في الهموم.....
الجسد شيء مؤقت فاني، فلا تضع كل اهتمامك به، ولا تنخدع بأنك عشتَ مئة عام.... فالمئة عام ليست شيئاً مقارنةً بالأبدية والخلود وعمر الكون اللامحدود.
وعندما يموت الجسد؟؟
الجسد الميت جسم وشيء ميت ببساطة... حتى صاحبه قد تخلّى عنه، لأن ليس فيه شيء يستحق أن يبقى من أجله...
فلماذا القلق والحزن؟؟؟ لماذا تستمر بحب الجسد الميت؟؟
توقّف عن هذا الوهم ووجّه حبك إلى الأحياء.... والترحّم على الحي أهم من الميت....
أحب الحي في كل جسد... مهما كان جسده قذراً وبشعاً... كن ودوداً تجاهه فهو ليس مجرد الجسد...
يوما ما سنعود الى عالم الحقيقة
قد يكون الجسد كبيراً في السن.... مريضاً معاقاً... احترم الساكن فيه والحياة داخله... أما عندما يموت فلا يبقى فيه أي شيء جدير بالاهتمام...
ونقوم بغسل الميت وتكفينه ودفنه وغيرها من التقاليد التى يتبعها أخرون في اعتقادات أخرى أو ديانات أخرى كحرقه و رميه في البحر ... أو ... أو...
إذا مات أحدهم ودفناه مباشرة في التراب، سيكون أمراً بشعاً.. لذا نحاول أن نجعل ذلك يحدث بالتدريج.... وبصورة جميلة قدر الإمكان... لكن يجب أخذ الموضوع ببساطة....
جسد من التراب وسيعود إلى التراب.... شيء طبيعي جداً... فلا تشعر بالذنب تجاه ما حدث... وامسح الهم والحزن.. عش اللحظة وانظر إلى المستقبل وأبعاد الأجساد التي لا تموت...