|
|
15-05-2011, 16:00 | رقم المشاركة : 1 | |
|
النفوس و تأثيراتها المتبادلة ...
ذهب أهل الحق إلى أن النفوس مختلفة بحسب جواهرها. فمنها نفوس علوانية نورانية لها شعور بعالم الأرواح فتستفيد بالفيض من عالم الأرواح أكزرا عجيبة . و منها نفوس كثيفة كدرة مشغوفة بالجسمانية لا حظ لها من عالم الروحانيات . و ذهب بعض الحكماء إلى أن النفوس الناطقة جنس تحته أنواع و تحت كل نوع افراد لا يخالف بعضها بعضا إلا بالعدد و كل نوع منها كالولد لروح من الأرواح السماوية , و هذا هو الذي نسميه أصحاب الطلسمات بالطباع التام . فمن النفوس الفاضلة نفوس الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .. فإن الله تعالى لما أراد أن يجعلهم قدوة للخلق جمع في نفوسهم أنواع الفضائل و نفى عنهم أصناف الرذائل لإقتداء الخلق بهم و أظهر عليهم الآثار العجيبة لإنقياد الخلق إليهم . و منها نفوس الأولياء .. فإنها لما كانت تابعة لنفوس الأنبياء متشبهة بها صدرت عنها آثار عجيبة من شفاء المرضى بشفائهم و سقي الأارض باستسقائهم و صرف الوباء و المؤذيات بدعائهم و تبدل نفرة الطيور بالهدوء و الوقوع , و سؤرة السباع بالخضوع , و إلى غير ذلك من الأمور التي تحكى عنهم . و منها نفوس أصحاب الفراسة .. و هي نفوس تستدل بالأحوال الظاهرة على الأمور الباطنة و أنَه لإستدلال صحيح . و قد قال الله تعالى (( إن في ذلك لآيات للمتوسمين )), و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى )). و حكى أبو سعيد الخزار قال : رأيت في الحرم رجلا فقيرا ليس عليه إلا ما يستر عورته فأنفت نفسي منه فتفرس في ذلك و قال (( و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )) , فندمت على ذلك و استغفرت الله في نفسي فقال : (( و هو الذي يقبل التوبة من عباده و يعفو عن السيئات )). و حكى الشافعي رضي الله عنه و محمد بن الحسن رحمه الله رأيا رجلا فقال أحدهما : إنه نجار و قال الآخر بل حداد . فسألا عنه فقال : كنت حدادا قبل هذا و الآن صرت نجارا . و منها نفوس الكهنة .. و هي نفوس تتلقى الروحانيات و تكتسب أحوال الكائنات التي تدل عليها المنامات و غيرها من الحادثات . و حكى أن ربيعة بن نصر اللخمي رأى رؤيا هائلة فبعث إلى أهل مملكته يسأل عن تفسيرها . فقالوا : ليبعث الملك إلى " سطيح " و " شق " فلا يجد أعلم منهما بها . فبعث إليهما , فقدما . فقال الملك لسطيح : رأيت رؤيا هالتني فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها . فقال سطيح : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض نعمة فأكلت منها كل ذات جمجمة . فقال الملك : ما أخطأت منها شيء فما تأويلها ؟ فقال : ليهبطن بأرضكم الحبش و يملكن ما بين أبين و جرش . فقال الملك : إن هذا لغائظ فأخبرني متى هو كائن أفي زماني أم بعده . فقال سطيح : بل بعده بحين أكثر من ستين إلى سبعين سنة تمضين من السنين ثم يقتلون بها أجمعين أو يخرجون منها هاربين . فقال الملك : و من الذي يملك قبلهم ؟ قال : ابن ذي يزن يخرج عليهم من عدن ولا يترك منهم أحدا باليمن . قال الملك : أيدوم ملك ذلك أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع . قال ومن يقطعه ؟ قال : نبي زكي كريم عظيم يأتيه الوحي من قبل العلي . قال الملك : و من هذا النبي ؟ قال : رجل من و لد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه لآخر الدهر . قال الملك : و هل للدهر من آخر ؟ فقال : نعم يوم يجمع فيه الأولون و الآخرون و يسعد فيه المحسنون و يشقى فيه المسيئون . قال الملك : أحق ما تخبر به ؟ قال : نعم و الشفق و القمر إذا اتسق إن ما نبأتك به لحق . فلما فرغ من حديثه دعا الملك بـ"شق" و خاطبه مثل ما خاطب به سطيحا و كتم جواب سطيح لينظر أيتفقا أم يختلفان. فقال شق : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فأكلت منها كل ذات نسمة . فعلم الملك اتفاقهما فقال : ما أخللت بشيء منها يا " شق " فما تأويلها ؟ قال : لينزلن أرضكم السودان و ليملأن ما بين أبين و نجران . فقال الملك : إن هذا لغائظ فمتى هو كائن , في زماني أم في زماني بعدي ؟ فقال بل بعده بزمان ثم ينقذكم منه عظيم ذو شأن و يذيقهم أشد الهوان . قال الملك من هذا العظيم الشأن ؟ قال : غلام من بني ذي يزن يخرج من عدن . قال الملك : أيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع برسول من الرسل يأتي بالحق و العدل من أهل الدين و الفضل , و الفضل يبقى في قومه إلى يوم الفصل . فكان ما تنبأ به عندما استولى الحبشيون على اليمن و ملوكها إلى أن جاء سيف بن ذي يزن إلى كسرى و استنجده فأمده بعساكره برا و بحرا و قتلوا الحبشة قتلا ذريعا و أخرجوهم من اليمن . و ملكها سيف بن ذي يزن فاجتمع على بابه رؤساء العرب و دخل عليه عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه و سلم مع قومه فأكرمه و خلع عليه. و قال سيف بن ذي يزن : إنا نجد في كتبنا أن هذا الملك صائر إلى أحد أولاده فليتني كنت أدركه . و منها نفوس أصحاب العرافة .. و هي نفوس تستدل ببعض الحوادث على بعض لمناسبة بينهما أو مشابهة خفية . كما حكي , أن الإسكندر تملك بعض البلاد فدخل هيكلها فوجد فيها امرأة تنسج ثوبا فقالت : أيها الملك أعطيت ملكا ذا طول و عرض . ثم دخل عليها الوالي فقالت له : إن الإسكندر سيعزلك . فغضب الوالي . فقالت له : لا تغضب إن النفوس تعلم أمورا بعلامات .. فإن الإسكندر لما دخل عندي كنت أدبر طول الثوب و عرضه .. و أنت لما دخلت فرغت منه و أردت قطعه . فكان الأمر كما قالت .. و حكى صاعد بن محمود النهاوندي أنه كان ببغداد عراف من الطرقيين يخبر بأشياء قلما يخطئ فيها فجائه رجل و قال له : إن لي مسألة إن أصبت فلك كذا و كذا . فقال : سلها . فقال : إن أخرجتها لك لا أطمئن إلى جوابها . فمكث يسيرا ثم قال : تريد أن تسألني عن محبوس . فقال أصبت و الله فأخبرني عن حبسه ؟ فقال الشرط أملك ,إذا وفيت بالوعد أخبرتك بحاله . فمضى الرجل إلى بيته و أتاه بما و عده و قال : أخبرني عن حبسه . فقال : إنه يخرج عن قريب و يُخلع عليه. فلم يمضي أيام حتى كان الأمر على الحو الذي تنبأبه و قاله . فأتى السائل إلى العراف و قال له : أخبرني بكيفية معرفتك أمر هذا المحبوس ؟ فقال له : اعلم أني اذا سُألت عن شي فإني أنظر أمامي و عن يميني و يساري فإن رأيت شيئا يكون بينه و بين المسؤول مناسبة أو مشابهة أجبت على وفق ذلك .. فإنك لما سألتني رأيت قربة فيها ماء مع رجل سقاء .. فقلت السؤال عن محبوس و لما سألتني ثانية رأيت القربة بعينها قد أفرغت و ألقاها الرجل السقاء على منكبه فقلت : يخرج و يُخلع عليه .. و الله أعلم بغيبه .. |
|
|
|
09-09-2014, 04:22 | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: النفوس و تأثيراتها المتبادلة ...
صدقت يا شيخنا و و الله لن يوفيك حقك على هذه العلوم التي تنفعنا بها الا الله وحده سبحانه |
|
|
|
11-09-2014, 13:58 | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: النفوس و تأثيراتها المتبادلة ...
ذهب أهل الحق إلى أن النفوس مختلفة بحسب جواهرها. |
|
|
|
27-05-2016, 17:45 | رقم المشاركة : 4 | |
|
رد: النفوس و تأثيراتها المتبادلة ...
نور الله تعالى طريقكم شيخنا شيخ الاسرار |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
|
|