بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى علم ادم الاسماء
ثم أستخلفه وذريته كما شاء
ووعد الله ان يهب العلم للأتقياء
فقال في كلامه القديم الفخيم
في القرآن العظيم
“وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282
وصلى الله على الحبيب المحبوب واله
الذى به تنفك الكروب الذى ارسله الله رحمة نبيا ورسولا
ومعلما ومؤدبا وحكيما
وقال عنه في كتابه
” {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ و
َيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ
}البقرة151
صلى الله عليه وعلى اله وبارك وسلم
ولقد من الله على خادمكم الفقير بنور من الفهم
وأذن لي ان أعلمكم العلم الصحيح
فاغتنموا يا أولى الالباب
وهلموا الى العجب العجاب
فلقد اتيتكم بالعلم الصحيح
فمن شاء فليغتنم
نوركم الله بنور الفهم
وهذه قواعد العلوم الروحانية الصحيحة
ولقد قدمتها لكم فى اوجز عباره لمن كان ذا دراية
فلا تخلطوا الخبيث بالطيب
وخذوا من الفقير صحيح القواعد وستكون الابواب بشكل دروس روحانيه وتصاريف وفوائد عمليه تطبيقيه
فتعلموا ما هو مفيد وتوكلوا على الفعال لما يريد
والله المستعان ذو القوة الشديد
الكفايه لأهل البصائر النيره و العقول المتدبره
نظرا لكثرة الطلبات لفتح هذا الباب ، و بعد استخارة ? ارتأيت انه لا بأس في ذلك نسأل الله ان يلهمنا جميعا الى سبيل الرشاد
اعلموا احبابي الفقراء يا احباب الفقير الصوفي بنحمو ان هذا العلم الشريف له قواعد لا بد لكم من الوقوف عليها و تدبرها جيدا و العمل بها و الحفاظ عليها و من خالف هذه الأمور فلا حظ له في هذا الباب إلا العناء و المشقة و انقلاب اموره الى ما لا تحمد عقباه .
فهذا علم شريف مبني على اساس قوي و متين الا وهو الشريعة الاسلاميه الحنيفه المطهره ومن اتبع غير ذلك فليس روحانيا إنما هو ساحر كاذب ، فليس كل من يعمل عملا او استخداما و يصل الى ما يرغب من امور الدنيا فهو شيخ كلا فهذا غلط كبير لأن الأساس هو الطريق المتبعه في الوصول الى التصريف و نجاح الأمور ، فطريق الشيطان كفر و شرك بالله عز و جل و لا يحسبن احد انه بقسمه او دعوته قهر خدامه من الشياطين كما يخيل اليه في نفسه بل هو خادمهم لان في مثل هذه الدعوات و الأقسام الفاظ تمجيد للشيطان لعنه الله و من والاه من السحرة الكفره المشركين بالله عز وجل ،
اما طريق الروحانيه تعتمد على امور منها ان يكون الطالب قوي الإعتقاد في الله سبحانه عز و جل و ان الله و حده من يسخر الكون كما يشاء لمن يشاء من عباده ، و ان يكون الطالب محافظا على امور دينه مبتعدا عن المحرمات و المهلكات و الموبقات ومتشبتا بالسنة الشريفة ، و من المشايخ من وضع شرطا واجبا مؤكدا و هو ان يكون الطالب متفقها في الدين لسابق معرفة المشايخ انه من الروحانيه حفظة كتاب الله متفقهون في الدين متشبتون بالسنة النبوية الشريفه لا يزيغون عنها ، و مخافة احتجاجهم على الطالب وضعت المشايخ هذا شرطا واجبا مؤكدا و خصصوه لمراتب عليا في هذا الباب ،
فالتقوى اصل كل شيء فهي قوة الطالب و هذا ثابت في كتاب الله كما قال جل جلاله ( و اتقوا الله و يعلمكم الله ) صدق الله العظيم ولا يخيل الطالب ان القوة تكمن في الاقسام او الدعوات فما هذا كله الا اسباب يتخذها الطالب ذكرا لله عز و جل .
و قبل ذلك يستهل الطالب بالثناء الحسن على الله و التوسل اليه بخضوع و خشوع و تذلل مع استحضار عظمته جل جلاله و ان الذكر لله وحده و ليس لاستحضار الروحانيه او قهرهم فهذا جهل و العياذ بالله ، فالذاكر بمجرد نطقه باسماء تذكر الروحانيه بهم خالقها و بارئها عز و جل تحظر فمن يأمرها بذلك او من يامرها بمكاشفتك اهو القسم او الدعوه كلا ، فالامر لله وحده لا شريك له فلا حركة و لا سكون الا بأمر الله ، و من الامور الضابطه كذلك هو ان يكون الطالب حافظا لقسمه الذي يتلوه حفظا متقنا تاما و مُعْرَبًا كي لا ينطق بإسم غير نطقه الصحيح الذي يغير معناه و ان لا يتلوا الطالب من ورقة او كتاب فهذا يذهب الخشوع و يلهي القلب عن التواصل ، و ان لا يطلب من الروحانيه طلبا ذميما حقيرا فهذا يحقر الطالب عندهم و يصبح ممنوعا من التصريف ، و ان لايبوح الطالب بسر بينه و بينهم لمخلوق فهذا يؤدي به الى التهلكه ، و ان لا يطلب منهم ما يخالف شرع الله فالحلال بيّن و الحرام بيّن ف?حذروا من هذا الامر فمن فعل ذلك فالهلاك موعده عفانا الله و اياكم ، و ان لا يعارض الطالب على امر اشاروا به عليه ليمتحنوه و يحتجوا عليه فالشريعة هنا هي المقياس لذلك فما وافق الشرع وافقه و ما خالفه خالفه فما دام الطالب على هذا الطريق ازداد سمعة و رفعة و مهابة بإذن الله عز و جل و في هذا كفاية لأهل البصائر النيره و العقول المتدبره .
والى درس قادم ان شاء الله .