في مكان بعيد من هذا العالم يوجد عالم آخر؟ولكن!هل تعلم أن في الكون عالمين؟! عالم مليء بالحروب والجرائم والقتل والتعذيب, والسكوت عن الخطأ, والمحاولة لتجريب شيء غير معقول , كذلك الدمار والتخريب , من المسئول عن هذا! أليس هو الإنسان؟ بالطبع هو لأنه مَلِك الكون , لنكمل الحديث ,حتى الطبيعة لم تسلم منه , فهو الذي صنع الضوضاء , وجعل الغابات تختفي واحدة تلو الأخرى , فالأشجار قطعها , والأنهار سلب مجراها, والهواء النقي الذي من خلاله يتنفس الكائن الحي لوثه , فما الذي بقى منه؟! لم يسلم منه شيء , فالاختراعات وإن كانت مفيدة فهي مصدر من مصادر التخريب , فهل لاحظت أن الحيوانات في تناقص ملحوظ ؟
لطالما حلمت منذ نعومة أظفاري أن أرى بعض الطيور الجميلة المنقرضة , وأستمع لصوتها العذب وتغريدها الذي يشرح القلب.
أما المدن التي يعيش عليها معظم البشرية فهي قائمة على أماكن صالحة للزراعة , فيا حسرتا ويا أسفا على هذه الأماكن التي تعتبر جنان حية على الأرض تنقرض يوما بعد يوم , فأنا أكره المدن التي تعج بضوضاء محركات
الشاحنات وأصوات الآلات في المصانع القريبة منها.فلنبتعد عن هذه الأمور كلها ونذهب إلى عالم آخر من هذا الكون , والذي يعتبر بالنسبة لي عالم أحلامي, فكل مواصفات الحياة السعيدة الحالمة الهانئة المليئة بالأمان موجودة فيه , فهو مليء بالسلام والأمان والسعادة والحب والهدوء ,
فالهدوء صفة من صفاتي فـأنا أحب أن أكون هادئة لهذا السبب أكره الضوضاء , فالهدوء شيء ثمين لا يتحلى به إلا محبي السلام , فأنا أحب السلام لكل الناس , فهذا العالم لديه كل ما أتمناه للعيش الهنيء,حيث الهواء النقي والسماء الصافية والأرض المخضرة وعبق الزهور الذي ينتشر بكل أرجائها , كل هذا وأكثر موجود داخلها.
فتخيل معي أن نكون في عالم الأحلام نكون معاً نعيد للأرض سابقها , ونرى كل ما هو جميل من الجبال الشاهقة الارتفاع , وأن نعتليها ونكون في أعلى قمة هذا الجبل , وننظر للعالم نظرة سلام و شوق لحمايته , ونذهب إلى البحر على قارب صغير مصنوع من خشب السنديان نجدف معاً ونتعاهد على كتم هذا السر!! وهو أن لا نقول الحقيقة , وهي أنكم في عالم الخيال الذي ليس له بداية وليس له نهاية , فالقارب الذي ركبنا به هو جزء من هذا العالم ,
وهذا العالم هو جزء من هذه الصفحات ، والقارب في وسط البحر ليس إلا جوهرة في القلب , فنشاهد وجوهنا في مرآة البحر ونرى الماء يعكسها في لحظات من التفكير العميق فيما مضى , والذي كان ومازال موجوداً : عالم الحقيقة أو بالمقلوب حقيقة العالم , فتخيل لو ترى الغابات تتلاشى من أمام عينيك بصورة رهيبة كالسراب , بالطبع ستغضب وإن كانت قواك كامنة باطنة وتحمي ما تبقى منها , فهذه اللحظات تذكرني بالماضي الذي تناسيناه! ولكن لن ننسى ذكرياته الجميلة ولن تمحى من شريط ذكرياتك أبدًا , ولو ترى حياة الحيوانات على الرغم من أنهم لا يملكون عقول يستنيرون بها حياتهم ,
إلا أنها منظمة كنظام المجموعة الشمسية, فمثلاً : انظر إلى خلية النحل فسترى إبداع وإمتاع للناظر فيها , بالتأكيد ليس له مثيل , فالإنسان وإن ملك سوار كسرى غرباً والأهرامات في قلب اليابسة وسافر لسند شرقاً حتماً لن يصل إلى ما توصلت إليه تلك المخلوقات العجيبة . أما عن الحيوانات ذوات الأرجل الأربع كقطيع الماشية فهي تحمي نفسها بنفسها عن طريق التخفي بين قطعانها , فلن تستطيع الثعالب الماكرة والذئاب الخادعة من التقدم والتهامها أو افتراسها , أما الطيور فتحمي صغارها عن طريق ملاذ الطير ألا وهو العش , فهو مصنوع من غصون الأشجار الصغيرة والكثيفة و مجوفة من الداخل فهو يشبه البيضة عندما نشطرها إلى شطرين, ثم إن الطائر يضع البيض داخل العش , حيث مقرها ومستقرها إلى أن تفقس تلك الروح وتخرج للعالم فهي بلا شك أو يقين في مأمن بداخله , وهناك الكثير من الأمثلة لكن لا تكفي صفحاتي لسردها , فالذئب يعوي ليحذر مجموعته ,كذلك القردة تصيح لتحذر مجموعتها.
فلابد للإنسان أن يفهم ويعي كيف؟ ومتى ؟ولماذا يستطيع العيش بأمان ؟ كل هذه الأسئلة تدور في عقلي في حلقة مغلقة تريد من يرشدها إلى هذه الأساطير والمخضرمين الذين يسعون جاهدين في البدء من حيث انتهى الآخرون , ويضعون بصماتهم للحد من تلك المهازل التي تقوم حتى هذه اللحظة في شتى بقاع العالم , أولئك فقط هم الذين يستحقون الإشادة بهم , فهم صانعو السلام , وكفى بالتاريخ شاهداً على إنجازاتهم البطولية! هم تلك
الجواهر المنثورة على صفحات التاريخ.
ولا أريد سماع لكن! أو ماذا؟ أو كيف ؟! إنما الأسئلة تطرح على كل من يعيش على هذه المعمورة ويلتزم بتحري المصداقية , لأن هذه الإجابة حتماً
ستكون شافية كافية للإجابة على كثير من التساؤلات.
وأخيراً وليس آخراً أقول لكم وأنهي خط قلمي المتواضع الذي لا ينقطع عن نزيف الإبداع والإمتاع لكل من لديه حب الشغف والاستطلاع على كل ما هو مفيد أقولها لكم : الحياة بطبعها جميلة لكن! هناك من يدمرها . أنت تعرفه جيدا , ولن أتفوه باسمه , فالعمل من أجل الحياة لا الحياة من أجل العمل واللبيب بالإشارة يفهم , فنحن نعيش في زمن كثر فيه التلاعب , والأزمات العالمية تتكاثر !! وهذا ليس بحديثي بل حديث الساعة , ولا يعلم أحد منا متى ستأتيه منيته , فنحن على عتبة نهاية التاريخ , فلنأخذ الحيطة والحذر.