|
|
28-01-2012, 17:06 | رقم المشاركة : 1 | |
|
سر وليلي
((سر ولیلي)) إلى تدعیم ھذه القضیة استقاء من علم الباطن بالقول القاتل من ابني آدم بعد أن وارى سوءتھ لجأ إلى من سول لھ القتل(إبلیس) فعقد معھ اتفاقا على تكملة الحلقة (مشوار الشر) بعد أن حقت علیھ اللعنة ، فانتقل بإیعاز من الشیطان إلى حیث أقام أول معقل للظلمات . ونظرا لأن لكل ھیكل أساسا اعتقادیا یقوم علیھ ، خصوصا المعابد والأضرحة ، فقد كان أساس ھذا المعقل الأول في التاریخ البشري یقوم على((مثلث ظلماني)) یمكن أن ینطلق علیھ اسم ((مثلث الشیطان)) الذي یعتبر قلبا وتحریفا لمثلث النور أو ما یسمى بمثلثي((المعرفة الثابتة)) . یقوم مثلث الظلمات المذكور على الاستمداد من قوى الطبیعة ، وعلى استخدام ھذه القوى بأسالیب سحریة لشحن البناء بقوة شریرة تحكم سیطرتھا على كل مقترب أو قاصد إلیھ بفعل ما ركز في ھذا البناء من قوة سحریة لھا التأثیر على الأفئدة والعقول . وكتاب ((سر ولیلي)) ، یتناول ھذه الأسالیب بالشرح والتحلیل ، ویعطي أمثلة على ما یتوفر في بعض المعابد الوثنیة والأضرحة القدیمة من ھذه القوى المركزة بواسطة رموز وطلاسم لاتزال تشھد بھا الوثائق الحجریة القابعة بین أطلالھا والظاھرة للعیان ، وإن كان معظمھ ا یظھر في شكل زخارف ورسوم للزینة وھي أبعد ما تكون عن ھذا الاستعمال الأخیر . ویتبین من دراسة الكتاب لھذه الأسالیب القدیمة السبب الكامن وراء ما عرف عن مقیمي ھذه الأبنیة من شیطنة ، وشر مقیم ، وسلطة ، وقوة ، لم تجنبھم جمیعا مع ما كان لدیھم من جاه ومال ، والمصیر المظلم الذي یألوا إلیھ تارة بالطوفان ، وتارة بالرجفة ، وطورا بالریح الصرصر العاتیة ، وآخر بطیر الأبابیل...إلى غیر ذلك من مظاھر العذاب الدنیوي الذي لحقھم في انتظار عذاب الآخرة . ومن بین البنایات القدیمة التي یتناولھا ھذا الكتاب بالوصف والتحلیل والتبریر نجد الأھرام الماقبل فرعونیة ، وأھرامات الفراعنة (وطرق تحنیطھم) ومعابد الھنود القدامى ، ثم بنایات مدینة ولیلي سواء في شكلھا الأول الذي سبق الطوفان ، أو شكلھا الذي صارت علیھ بعده في عصر الرومان . یقول كاتبا((سر ولیلي)) في ھذا الموضوع : (( ...إن كان لمدينة وليلي من أسرار في صفة بنيانھا ، وفي صخرھا وأرضھا ، فإن للمدن كلھا أسرارا تكفي دراستھا لتبين لنا معنى رمزھا البنياني المتأصل في الظلمات أو في النور ، وإن كل صورة عرضناھا فھي شاملة للغة يعرفھا كل متطرق للعلم الديني . وأغلب الآثار التي تركھا القدماء تظھر حقيقة تاريخ ضلالة الإنسان . ولو كان ما يبنيه البشر على حق في شيء ، لما أصاب الإنسان من مصيبة . فالله سبحانه وتعالى لا يحطم شيئا بني على حق ، ولا يعذب أو يھلك أمة آمنت بربھا . فما أكثر البنيان الذي وجد في الأرض ، وما أعظم أمر الخالق حين يواجه أمر البشرية الضالة وتنجي المؤمنين . إن الإنسان يختلف عن بعضه في أفكاره واستنتاجاته ، فكثير ممن رأى الأھرام فكر في عظمة الفراعنة ، وكم من آخرين فكروا في عظمة الله حين رأوا الأھرام وتذكروا آل فرعون الذين أغرقوا وبنو إسرائيل ينظرون . كم من مدينة دمرت ، وكم من قوم أصبحوا في ديارھم جاثمين . وإن كان من تاريخ وجب أن يعرف بدقة، فلن يكون غير تاريخ الضلالة لموجب العبرة وإجبارية العبادة... )) ویضیف الكاتبان : ((كم من أمم تنازعت الأراضي فيما بينھا ، وخاضت حروبا طويلة لا لشيء ذي أھمية دفاعية دينية أو توحيدية إسلامية ، بل طمعا في اكتساب القوة ، وطمعا في السيطرة . فالقدماء كان أول اعتمادھم في طرقھم السحرية على استيطان المراكز الأساسية في الأرض ، والتي عرفت فيھا فعالية قصوى قابلة لإسباغ القوى على جسم وعقل الإنسان . فالدراسات الأولى تركزت في البحث عن نوعية الجبال ، ونوعية الصخور التي منھا تنحت الأصنام؟ ثم تطورت بحوث أخرى لمعرفة الأصل التقابلي في قوى المعادن والنباتات والحيوانات )) . إن ھذا لیعني أن الدور والمعبد والمدن المعروفة قدیما بقواھا وتأثیرھا على المترددین علیھا لابد أن لھا أصلا في البحوث التي ذكرھا كتاب((سر ولیلي)) وأفاض فیھا القول مدعم ا ذلك بالصور والرسوم والجداول البیانیة ، بما فیھا مدینة ولیلي نفسھا . وھذه الأصول تكون دوما إما من نور أو من ظلمات ، أو منھما معا في وضع متضارب متصارع (عندما یتعلق الأمر ببنایات تعاقب علیھا السحرة والمصلحون . ویستطرد الكاتبان : ((إن موضع وليلي كان يتضمن غابات واسعة تسكنھا حيوانات مختلفة ، وسمي المكان بالأرض الخضراء، ودرست قواھا الأرضية، وبنيت عليھا أبنية للسكن، كما أقيمت فيھا المعابد الأولى...فالحديث عنھا في فترة ما قبل الطوفان يشمل موضوعا خاصا <بالمدينة الثلاثية>، والفترة التي جاءت بعد الطوفان تتضمن حديثا خاصا بمدينة <رع> أما مدينة وليلي(أي نفس المدينة بھذا السم الجديد) فلا يبدأ أمرھا عند الرومان إلا بظھور <مدين> في عھد موسى وھارون وشعيب عليھم السلام ، وفي تلك الفترة كان الرومان الأوائل في أوج التطور حاملين لواء الضلالة يسعون إلى السيطرة الكاملة ، وغلى نشر عقيدتھم الأسطورية الخاصة بالآلھة الأولمبية المزعومة )). إن البنایات والمعابد التي تتمركز فیھا قوى الظلمات تكون أحجارا البناء الأساسیة فیھا ملطخة بدماء القرابین التي كانت غالبا أطفالا وعذراوات ، مما جعل الاتصال بقوى الشر وتركیزھا في ھذه الدور والمعابد أمرا ممكن الوقوع، لمن لدیھم علم في ھذا المضمار، وقد كان ھؤلاء كثیرین في الأزمنة الغابرة ، ویبدو من ھذا ، أن الأساطیر القدیمة لم تكن مجرد خیالات شاسعة وتحلیقات في أجواء اللامعقول فحسب ، بل كانت تشكل رموزا لأشیاء واقعیة حقیقیة في الباطن . إن الدارس لھذا الموضوع الباطني المحض سیخلص في النھایة إلى إدراك أشیاء وحقائق قد تبدو غریبة بالنسبة للإنسان العادي ، مضحكة بالنسبة للفكرین المادي ،الوجودي ، إلا أنھ ا تظل ذات قیمة قصوى ، على الأقل ،في فھم ما تحملھ الأبنیة والمعابد والأضرحة القدیمة من رموز وطلاسم لا یمكن نكران تأثیرھا الباطني السیئ حتى من لدن دعاة الفكر المادي الإلحادي المكذبین بعلم الباطن ، وقد یصل الدارس إلى فھم الفرق مثلا بین بناء الكعبة المشرفة وأھرام الفراعنة ، وإلى إدراك كون ھذه الأخیرة ما بنیت بالشكل الذي علیھ إلا لتضاد قوى النور الكامنة في صرح الكعبة والتي لا یجحد مؤمن مالھا من تأثیر على نفس ووجدان وعقل زائرھا في مواسم الحج والعمرة وخارجھما . إلا أن ھذا الإدراك سیظل رھین ا بدراسة مقومات قوى النور وقوى الظلمات على السواء ، وفھم رموز كل منھا ، وإدراك التأثیر الإیجابي للأولى والسلبي للثانیة ، على الإنسان وغیر الإنسان ، وھذا ما تناولھ صاحب ا كتاب((سر ولیلي)) بالدراسة والتمحیص . |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
|
|