|
|
11-06-2011, 13:20 | رقم المشاركة : 1 | |
|
الحياة بعد الحياة
الحياة بعد الحياة هناك مؤرخ مشهور في اليابان أسمه لافساديو هيرن كتب مرة عن قصة صبي أسمه كاتسوغرو. هذه القصة هي برهان عن التقمص. يقول هيرن, أنه عندما كان كاتسوغورو ولداً صغيراً, كان كثيراً ما يلح على رغبته بزيارة إحدى القرى, حيث كان يقول ويكرر أنه كان يعيش هناك من قبل. في البداية, إعتقد والديه أن كلامه ليس إلا تخيلات أطفال, ولكنه أصر على طلبه هذا, إلا أن وافقوا على القيام بتلك الزيارة الى هذه القرية. فعندما وصلوا الى هناك, إبتدأ كاتسوغورو بالبحث عن بيت محددٍ الى أن وجده وركض اليه صارخاً, "هذا هو بيتي." كنت ساكناً هنا." حيث تقدم عجوزان الى الباب الأمامي, وهنا قال, "أنهما والداي!" إعتذر والدا كاتسوغورو لتصرف إبنهما, وشرح للعجوزين عن سبب زيارتهم الى هناك. وبينما يتبادلون الأحاديث, قاطعهم كاتسوغورو سائلاً, هل يمكنني رؤية جدول الماء وشجرة البرسيمون التي خلف المنزل؟ فنظر العجوزان الى بعضهما البعض متعجبين, قائلين له,نعم بالطبع, "ولكن كيف عرفت بوجودهما هناك؟" فأجابهم كاتسوغورو بأنه ولد في هذا المنزل وغالباً ما كان يلعب في الفسحة الخلفية. عندها, طلب العجوزان من كاتسوغورو وصف طفولته لهما. وبعد إخبارهم عدة مقتطفات من طفولته, شحب وجه العجوزان, وصرحا عندها أنه منذ عشرين سنة, كان لهم أبن توفى وهو ما زال طفلاً. وإن الوصف الذي وصفه كاتسوغورو يتطابق تماماً مع إبنهم الغائب. ثم طلب العجوزان رؤية ساق كاتسوغورو اليمنى. وكأنه كان لدى إبنهم علامة فارقة في ساقه اليمنى منذ ولادته. وتفاجئوا عندما رأو أن لدى كاتسوغورو علامةً فارقة في نفس الموقع من ساقه. وعندها أدركوا جميعاً أن كل ما قاله كاتسوغورو كان مقنعاً وصحيحاً. إن التقمص يحدث في كل الكون وعلى كل المستويات من هذه الحياة. إنها ببساطة طريقة آخرى لوصف الطوفان الدائري واللولبي "للين واليانغ." كل الأشياء محكومة بالطوفان التمددي والإنكماشي. حركة الماء خير مثالٍ على ذلك. فعندما تتبخر المياه, تتمدد في الجو صعوداً بشكل بخار خفي, حيث تتكثف بعدها وتتساقط مجدداً كحبيبات مرئية من الندى أو الأمطار. فهي ترتفع وتتساقط في طوفان تمددي وإنكماشي, أو بحركة تصاعدية وإنحدارية. وبالتالي, ففي المحيط الحيوي للأرض, عناصر في التربة, ماء, وهواء تتحول الى حياة نباتية, وعندما تموت النباتات, تتحلل وتفرج عن تلك العناصر التي تعود الى الأرض أو الطبيعة, حيث يجري إعادة إحيائها مجدداً بأجيال جديدة من النباتات. إن التقمص ليس محصوراً بدورة الحياة التي تدور في هذا العالم الطبيعي, ولكن بين العالم المادي المرئي أو المنظور والعالم الروحي اللامرئي أو الغير منظور, وبين مختلف المراحل من العالم الروحي. فإن الحياة هي عملية إستمرارية من الذهاب والإياب بين عالم وآخر. فمثلاً, عندما يموت شخصاً ما ويدخل العالم الروحي, فإن كان ما زال متعلقاً بهذا العالم, من الممكن إعادة ولادته على هذه الأرض بدلاً من الإنتقال الى مرحلة آعلى قي العالم الروحي. وفي هذه الحالة, لن يكون التقمص بالخصوبة ذاتها التي تتم مع آحدٍ آتى من أبعادٍ أسمى من هذه. فللأشباح تعلق قوي بحياتها السابقة وبالتالي لن تكون مستعدة للإنتقال الى حياةٍ جديدة. لن يكون باستطاعتها الولادة مجدداً غلى الأرض حتى يتم تخرجها بنجاح من العالم الهوائي لتدخل العالم الروحي من بابه الواسع. غالباً ما يكون للأطفال القدرة على تذكر حياتهم السابقة. فإن ذاكرتهم تكون خصبة وقوية في الفترة التي تسبق إلتحام عظمة سطح الرأس. فهم يتذكرون تصورات حية لحياتهم السابقة, ولكن لن يكون باستطاعتهم وصفها بكلمات. وحالما تلتحم عظمة سطح الرأس عند الطفل, سيبدأ بأخذ دورٍ جديدٍ لهوية جديدة, وتنحل ذاكرة وعيه لكل ذكريات حيواته السابقة. ويتم تخزين هذه الذكريات في العقل الباطني مع إمكانية ظهورها لاحقاً. إن ذكريات الحيوات السابقة تظهر أحياناً على شكل مقدرات أو مواهب طبيعية. غالباً ما يكون في داخلنا مقدرات ومواهب لم يتم إكتشاف الا القليل منها. وفي بعض الأحيان, يتفوق إنسان على غيره في النجارة مثلاً أو يتعلم العزف على البيانو بدون تحصيل علمي أو تمرين. إن قابلية الإنسان على إكتشاف قدراته ومهاراته الطبيعية الموجودة فيه هو مثل حي على وجود هذا الكنز الدفين من حيوات سابقة في داخلنا. وكأن الكثير من المعرفة موجودة فينا, ولكن بكل بساطة يجب علينا أن نذكر أنفسنا بها. وهناك شعور يولد فجأة عند الكثير من الناس عندما يجدون أنفسهم منجذبين بقوة الى منطقة ما أو جزء معين من هذا العالم. علماً, أنهم لم يزورونه من قبل ولم يتعرفوا على معالمه, ولكن بمجرد زيارته يتكون عندهم شعور وكأنهم طالما عرفوا هذا المكان من قبل وأن ما يشعرون به الأن هو شوق وحنين لهذه البقعة من العالم. إن هذا الشعور يشبه ذلك الإحساس الذي ينتاب الإنسان عندما يهاجر من بلدٍ الى آخر. فسيكون عنده شوق وحنين للرجوع يوماً ما الى بلده الأم. إن هذه المشاعر غالباً ما تكون نابعة من ذكريات موجودة في العقل الباطني من حيواته السابقة. كردة الفعل التي تحدث مع أحدهم عندما يسمع لغة غريبة, أو يقرأ عن حقبة ما في التاريخ, أو الإنفتاح على ثقافة ما لجزءٍ آخر من هذا العالم. إن التقمص محكوم بالمبدأ ذاته, أي التكافؤ الموجود في هذا الكون. ففي كل مكان, هناك "الين" "واليانغ" يتبادلان الطاقة مع بعضيهما. فعندما نمشي, نحرك الساق اليمنى الى الأمام لتليها اليسرى. ونأخذ الوضعية العامودية في النهار لتتكافئ معها الوضعية الأفقية إثناء الليل. ففي النهار نختبر فترات من الحركة والراحة. ومهما فعلنا, فهناك شيء سيحصل بالمقابل لخلق توازن ما بينهما. ففي حياتنا الحالية, إذا تناولنا الكثير من لحوم الحيونات ولعدة سنوات, قد نمرض أو نسأم من طريقة أكلنا هذا ونتحول الى نباتيين. أو, إذا كنا جادين في مرحلة الشباب من عمرنا بالعمل والنجاح المادي, فإن الوقت قد يأتي لنجد فيه نفوسنا عطشة للأمور الروحية, لننكب على المعرفة الكونية وممارسة التأمل. هذه كلها أمثلة عن التكافئ, أو التعادل الذي يحصل في الحياة الواحدة. ويطبق هذا المبدأ نفسه من حياة الى حياة. فإدغار كايسي مثلاً المسمى "بالنبي النائم," كان الكثير مما أشار اليه نابعاً من "قراءاته الباطنية" لحيوات سابقة. فعندما كان كايسي يدخل في حالة الإنخطاف ليقدم إستشارة عن حمية أو صحة, كان غالباً ما يقيم صلة بين الأمراض والصعوبات التي نواجهها في هذه الحياة والحلول التي كانت تعتمد في الحيوات السابقة. على سبيل المثال, إذا أصيب أحدهم بأذى في ساقه وقام باستشارته, سيدخل كايسي بحالة الإنخطاف التي ستعيده الى الحياة السابقة, حيث سبق وأن أذى أحدهم ساقه حينها. فيكون هذا ببساطة شكل من أشكال التكافئ أو التوازن لشىء حدث معه سابقاً. ولكن في كل الأحوال, إن هذا التكافىء – والذي يشير اليه بعض الناس أحياناً "بالكارما"- لا يتضمن "العقاب," وإنه ببساطة شكل من أشكال التوازن بين"الين واليانغ." إن معدل دورة التقمص هي مرة كل 700 سنة تقريباً. فبكلام آخر, إن الفرد الذي يتوفى وفاة طبيعية وبسن متأخر, يبقى في العالم الروحي حوالي 700 سنة تقريباً قبل عودته مجدداً الى الأرض. أما إذا كانت الوفاة غير طبيعية أو قبل حينها, فغالباً ما سيبقى الجسد الروحي في أولى مراحل العالم الروحي ليتقمص مجدداً بوتيرة أسرع. فمن الممكن أن تتم ولادته بعد عدة سنين أو حتى بعد عدة أيام من تاريخ الوفاة, علماً, أن الروح في العموم تأخذ 49 يوماً للإنتقال من هذا العالم الى العالم الروحي. أما الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الوعي الروحي فقد لن يعودوا الى الأرض, ليبقوا في العالم الروحي وينتقلون الى "الراي-كاي," أو "العالم المجري الروحي." وهناك, سيكون لديهم المقدرة على التقمص مجدداً في كواكب آخرى عبر تلك المجرة. فهم سيختارون إذا كانوا يريدون العودة الى الأرض, أو التوجه الى كوكب آخر لسبب من الأسباب. فإذا أرادوا أن يتجسدوا, فسيولدون في الكوكب الذي يختارونه ويعيشون حسب رغباتهم. وغالباً ما يصبحون مرشدين أو معلمين يساعدون الكثير من الناس على تطوير نموهم الروحي. |
|
|
|
19-10-2017, 11:43 | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: الحياة بعد الحياة
سبحان الله قصة فريده من نوعها على مستوى جميع الثقافات الإنسانية...... |
|
|
|
19-10-2017, 11:47 | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: الحياة بعد الحياة
[QUOTE=شيخ الأسرار الباطنية;6741] |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
|
|