|
|
11-06-2011, 12:38 | رقم المشاركة : 1 | |
|
قراءة باطنية لكلام الانبياء
مفهوم الثقب الأسود مهم جداً لفهم كلام الأنبياء!!! البذرة هي اختفاء الشجرة...... انتقالها من الشكل إلى اللاشكل... يمكنك حمل بذرة في جيبك بل آلاف البذور، لكن لا يمكن حمل شجرة! الشجرة لديها أغصان وفروع وأوراق وساق وجذور، أما البذرة فشيء صغير يكاد لا يُرى... ولو أنك لم تكن تعلم أن هذه البذرة التافهة ستتحول إلى شجرة، فلن تصدّق أبداً هذا السحر العجيب الذي يحوّل البذرة إلى شجرة تحمل مئات الثمار والأزهار كل سنة... لكنك تعلم علم اليقين بهذا السحر المُبين... من البيان لسحرا... لذلك فأنت لا تولي أي اهتمام لهذا الموضوع. تحوّل البذرة إلى شجرة معجزة بحدّ ذاتها... البذرة الصغيرة تحمل كل معلومات الشجرة وأوراقها وثمارها وكل أجزائها... بتفاصيل مذهلة لم يستطع العلم كشفها حتى اليوم... يقول العلماء أن بذرة واحدة قادرة على جعل الأرض بكاملها خضراء... البذرة فيها طاقة كامنة مذهلة، ليست قادرة على ملئ الأرض فحسب بل الكواكب كلها.. الكون كله يمكن أن يولد من بذرة واحدة... هذه البذرة الضئيلة عظيمة القدرة... هذا الفناء الهزيل قوي جداً وضخم الإمكانيات وغير محدود! يقول العارفون أنه لا يوجد أي شخص يخلق الوجود ولا أحد يوقفه... ولا حاجة للذهاب إلى المعابد للصلاة والدعاء والطلب المتواصل من الله: يا الله افعل هذا، ولا تفعل هذا!!... لا يوجد أحد ولا أحد سيستجيب لمثل هذا الدعاء لأنه مجرد رياء وغباء... ما هي الرسالة وراء هذا الكلام؟؟ هل هو مجرد تحدّي وتشويش للمعتقدات المنتشرة بين العموم كما قد يشك البعض ويرجم؟؟؟؟ أبداً.... المقصود بين السطور أن يحلّ الرضى والتسليم في الصدور... ألم نشرح لك صدرك؟... اقبَل كل الأشياء كما هي فهذه طبيعتها دون بداية ولا نهاية... تأتي وتختفي كشيء طبيعي لا يحتاج منك كثيراً من التفسير والتحليل.... في هذا الرضى، في التسليم لشيئية الأشياء والمشيئة الكونية، ستختفي كل المشاكل وكل ما يقلق حياتك... لا يمكن إيقاف شيء ولا تغييره ولا إنتاجه من جديد... الأشياء كما هي من الله وإلى الله، لذلك ليس عليك القيام بشيء.. أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد... وهو الفعل الأكبر الله أكبر، لا فاعل أكبر أو أصغر من فاعل آخر.... تستطيع الشهادة على الأشياء وحدوثها... وتستطيع المشاركة معها والسباحة في نهر تغيراتها والتغيير نظام ثابت... عندما تكون في سكون هذا الكون الداخلي سيكون هناك فرح عظيم... وهذا السكون هو الحرية الحقيقية. في الحياة كل شيء نور... ليس طاهراً ولا نجساً... ولا يوجد كذلك إنسان خاطئ إبليس ولا إنسان صحيح وقديس... البصيرة هي الثورة المنيرة: ترى الأشياء بنور الله كما هي، لا كما يفسرها الفكر ويصنفها حسب فكرة الطهارة، فتأتي معها فكرة النجاسة... نصنع فكرة القديس المتديّن فنجد ظهور الشرير الكافر... هل تريد أن يختفي الأشرار والمخطئون من الحياة؟ قال الحبيب: يا أيها الكافرون، لكم دينكم ولي ديني... هذا القبول والرحمة هو السر... لا يمكن أن يختفي المذنبون الضالّون إلا عندما يختفي القديسون ومن يسمّون أنفسهم أصحاب الأديان... إنهم يتواجدون معاً كوجهين لعملة واحدة... هل تريد أن يختفي الشر والفسق والفجور من الأرض؟ إذاً يجب على الأخلاق وفرضها أن تزول..... الأخلاق هي التي تصنع عدم الالتزام بالأخلاق... المثل والقيم الأخلاقية هي التي تسبب الإدانة لبعض الناس الذين لا يستطيعون الالتزام بها، لا يستطيعون السير والحياة معها... ويمكنك جعل أي شيء غير أخلاقي وحرام: فقط قم بنشر فكرة أن "هذا شيء أخلاقي وحلال"...!!! يمكنك تقديس أي شيء، وراقب كيف يصبح مشكلة كبيرة وفرصة لتنجيسه أو الكفر به... يمكنك تحريم أي شيء، وراقب كيف يصبح الممنوع مسموح ومرغوب وموجود... البصيرة ترى الحقيقة، دون تقديس ولا تنجيس، دون إعجاب ولا إدانة... الحلال والحرام أو الطهارة والنجاسة كلها مواقف فكرية.. هل يمكن أن تقول عن الشجرة أنها حلال أم حرام؟ هل يمكن أن تقول عن العصفور أنه مؤمن طاهر أم كافر عاهر؟؟؟؟ حاول أن ترى الآن بهذه النظرة التجاوزية: لا خطأ ولا صح... لا مُسيء ولا محسن.. لا شيء حلال ولا شيء حرام..... في هذا القبول اللامشروط أين هي إمكانية تشكل القلق أو أي مشكلة لديك؟؟؟ هذا الرضى هو جنة أخاذة بحد ذاته ولا يمكنك حتى أن تحسنها أو تزينها... ولا يوجد أي هدف لتحققه، لأنه من الأساس لا يوجد أي قيمة لأي عمل... وما خلقتُ الجنّ والإنسَ إلا للعبادة والتعبّد.. الرحلة رحلة داخلية دون هدف.. هدفها الرحلة نفسها، الحياة لعبة لا علبة... ولا يوجد أحد يؤديها أو يوجهها من وراء الكواليس.. كل شيء يحدث دون أن يقوم به أحد... الله فعل وليس اسم أو فاعل... إذا كان الفاعل موجوداً ستظهر المشاكل: عندها ابدأ بالصلاة له وقم بملاحقته بالدعاء والطلبات وتقرّب منه ليحبك ويحقق طلباتك، وهذا الفاعل سيساعد كل محبيه والمؤمنين به فقط، أما أولئك الغير مؤمنين به سيُحرمون من العطاء وسيعانون في نار جهنم... هذا هو ما يفكر به كل التابعين لأي دين مهما كان! |
|
|
|
24-02-2015, 21:40 | رقم المشاركة : 2 | |
|
رد: قراءة باطنية لكلام الانبياء
وجب قراءة المضوع عدة مرات |
|
|
|
25-02-2015, 09:40 | رقم المشاركة : 3 | |
|
رد: قراءة باطنية لكلام الانبياء
سعيد جدا بهذا الموضوع.. |
|
|
|
21-07-2016, 10:41 | رقم المشاركة : 4 | |
|
رد: قراءة باطنية لكلام الانبياء
زادك الله شيخي علما على علم ونورك بنور اليقين. علما نافعا ونورا ساطعا ورحمك الله ورحم والديك برحمته التي وسعت كل شيء انه سميع مجيب. كلام صريح وفي قمة التواضع. سبحان الله. |
|
|
مواقع النشر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
|
|