كيف تصل الى المكاشفة و المشاهدة الربانية .. اسرار علم الباطن ..
السلام عليكم و رحمة الله
https://youtu.be/TwUIDi7rLvg
قال تعالى في سورة الأحزاب 23 .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا .. صدق الله العظيم
حينما قال الله عز و جل من المؤمنين رجال .. فالمقصد هو رجال و ليس أطفال او ذكور او اشباه الرجال بل رجال حقيقيون عظم الله تعالى قدرهم بالوصف لكونهم صادقين في العهد الأول الذي عاهدوا الله عليه في الفطرة الأولى بقوة اليقين وعدم الاضطراب ، فلم يتنحوا او يتراجعوا (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) بالوفاء بعهده والبلوغ إلى كمال فطرته (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) محافظا على صدق العهد (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) بالاحتجاب او الانكسار ..
في موضوع سابق اقصد موضوع الديجيتال و الدجال بيننا كيف تمحى العقول و تسلب النفوس و ينزع الايمان نزعا من القلوب.. و لكن لا يزال هناك ايضا رجال في هذا الزمان فهموا و عرفوا ان الحمق و الشرك قد استوقد و احتدم و فهمهم و معرفتهم جعلتهم يعضون على ايمانهم و يقينهم بالنواجد و هذا التسمك لم احياهم و اناردوربهم في الظلمة العثماءو احياهم بين الاموات .. فان كان حتى الوقوف بعرفة فقط لمن عرف فما أكثر الضجيج واقل الحجيج و ما حججت إلا أنا وناقتي.. فان من تمام الايمان الحقيقي الاستمساك بالعهود ..و العهد يكون بين المخلوق و الخالق و بين المخلوق و المخلوق .. استمسك بعهدك للخالق عز و جل و احفظ عهدك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قال الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا احفظ عهدك مع نفسك و احفظ عهدك مع شيخك ان كان لك شيخ و كنت من اهل الطريق و الطريقة لان من استقام على الطريقة يسقى .. و السقوة هي ورد و و عهد و سبحة فان اعطاك شيخك وضيفة ..سواء كانت اسم او اية او حتى قال لك بفهمه لك اعطيك فهذا عهد لا تستهن به و لا تستقله حتى لو كانت كلمات بسيطة او أسماء قليلة .. لا تجي تقول الشيخ اعطاني اسم و قال ردده و تصير تنبش في الفارغ من الأمور و تصير لديك تلك الغبنة قبل ان تبدأ في طرح التساؤات المشككة حوصل للمكاشفة و الرؤية و حشوف و لا مش حشوف و الكلام المعلوم الذي يعرفه المريديون أصحاب الزن و الطن.. فالسر يا احباب الله ليس في القراءة او في الاعداد او في الحروف و لكن السر هو تسليم و اذن و إجازة من الروح الى الروح .. و السر ليس البكاء على العتبة و لوم النفس و الاحباب بل هو الدخول الى الحضرة الربانية من ذالك الباب ..و لكي تدخل يجب ان تطرق الباب بتكرار الاوراد فان لم تستطع اتمسك في المدد من سيدنا عليه الصلاة و السلام فانه من لزم الاعتاب لابد ان يفتح له الباب و الأبواب كثيرة و لكن ابحث عن الباب المكتوب عليه انك لن تستطيع معي صبرا فذالك هو مدخل النور الى عالم النور و هو محطة التنزيل و الحكمة فان دخلت و غرفت و وصلت و فتح القرب بينك و بين شيخك فاحذر ان تصل الى هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا .. لان الطريق طويل و السفر شاق و لكل مجتهد نصيب .. و ان صاحبت فلا تهجر او تقطع او تسأم و تتعب .. ان صاحبت صلاتك وذكرك احذر ان تتركهما و ان صاحبت الورد احذر ان تترك وردك الى ان تصل الى المكاشفة و ان صاحبتك سبحتك احذر ان تترك سبحتك فهي عهد و بها وعد يوصلك الى المشاهدة .. فان لم تستطع ان تخرج بذكرك من شرنقتك فتتحول من دودة قز الى فراشة ترفرف في السماء فاستعن به عز و جل قل لا اله الا الله حتى تتنزل عليك رحمته و يمدك و المدد يكون من صاحب المدد .. استغيث بيه هوووو اللي قال إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ و ان اردت اتخاد شيخ لك فلا تتخد شيخا من شيوخ الكتب و لكن ابحث عن شيخ سيزيل عن قلبك الحجب .. فالشيخ هو من يوصلك للمشاهدة و المكاشفة حتى يضيء جسدك و يستنير فكرك و تبصر بعين قلبك ما لم تره بعيني حقيقتك ..
بكى سيدنا عليه الصلاة و السلام يومًا, فقالوا: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال: اشتقت لأحبابي, قالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي, أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ؟
ألقى أحد الحكماء مزحة فضحك الكل ، ثم أعاد المزحة فلم يضحك أحد فقال : إذا توقفتم عن الضحك على نفس المزحة ، فلماذا تســتمرون بالحزن على نفـــس الالم ..؟