الموضوع: الغذاء دواء
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2020, 12:57   رقم المشاركة : 2
modey
 
الصورة الرمزية modey






modey غير متواجد حالياً

modey has a brilliant future


افتراضي رد: الغذاء دواء

(5)
( حرف الألف )
الاُترج
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالأُترُج (1) فإنه ينير الفؤاد (2) ويزيد الدماغ.
( الفردوس بمأثور الخطاب ج 3 ص 30 حديث 4062 ، وفيه : ( يشد ) بدل : ( ينير ) ، وكنز العمال ج 10 ص 40 حديث 28257 ، وبحار الانوار ج 62 ص 297 ).
قال الإِمام الباقر ( عليه السلام ) : إن الاُترج لثقيل ، فاذا اُكِلَ ، فإِن الخبز اليابس يهضمُهُ مِنَ المَعِدَة. ( امالي الطوسي ص 369 حديث 786 ، وبحار الانوار ج 66 ص 191 حديث 1 ).
قال إبراهيم بن عمر اليماني : قلت للإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنهم يزعمون انَّ الاُترج على الريق اجودُ ما يكونُ ، فقال ( عليه السلام ) : ( إِن كان قبل الطعام خير فهو بعد الطعام خير وخير وأَجود ). ( فروع الكافى ج 6 ص 360 حديث 5 ).
1 ـ الاُترج : جنس من الليمون ويقال له : الترنج ، والعامة تسميه : الكباد ( لطائف المعارف ص 186 ).
2 ـ الفرق بين القلب والفؤاد : لم يفرق بينهما اهل اللغة ، بل عرَّفوا كلاً منهما بالآخر ، وقال بعض اصحابنا من اهل الحديث : الافئدة توصف بالرقة ، والقلوب باللين ، لأن الفؤاد : غشاء القلب : إذا رق : نفذ القول فيه وخلص إلى ما وراءه ، وإذا غلظ : تعذر وصوله إلى داخله ، وإذا صادف القلب شيئاً علق به إذا كان ليناً. ( معجم الفروق اللغوية ص 433 برقم 1742 ).
(6)
وقال ( عليه السلام ) : لأصحابه : إخبروني بأي شيء يأمركم به اطباؤكم في الاُترج ؟
فقال احدهم : يابن رسول الله يأمروننا به قبل الطعام.
قال : مامن شيء اردأ منه قبل الطعام ، وما من شيء انفع منه بعد الطعام ، فعليكم بالمُربّى منه; فإِن له رائحة في الجوف كرائحة المسك ( طب الأئمة لابني بسطام ص 135 ، وبحارالانوار ج 66 ص 192 حديث 7 ).
وقال ( عليه السلام ) : ( كُلُوا الاُترج بعد الطعام ، فإن آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يفعلون ذلك ) (1).
قال أبو بصير : كان عندي ضيف فتشهّى اُترُجاً بعسل فأطعمتُهُ وأكلتُ معه ثم مضيت إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، واذا بالمائدة بين يديه ، فقال لى : اُدنُ فَكُل.
فقلت : إِني اكلت قبل ان آتيك اُترُجاً بعسل ، وأَنا اجد ثِقلَهُ; لأني اكثرت منه.
فقال : ياغلام انطلق إلى الجارية ، فقل لها : ابعثي إِلينا بحرف رغيف يابس من الذي تجففه في التّنور ، فأُتىَ بهِ ، فقال لي : كل من هذاالخبز اليابس ، فانه يهضم الاُترج.
فأَكلته ثم قمت فكأني لم آكل شيئاً. ( الكافي ج 6 ص 359 حديث 1 ، والمحاسن ج 2 ص 373 حديث 2305 ، وبحار الانوار ج 66 ص 192 ، حديث 5 ).
وقال ( عليه السلام ) : ( أكْلُ الاُترج بالليل ، يقلب العين ، ويورثُ الحَوَلَ (2) ).
طب الإمام الرضا ص 27 ، وبحار الانوارج 62 ص 321 ، وفيه : « يوجب » بدل : « يورث ».
وقال ( عليه السلام ) : الخبز اليابس يهضم الاُترج. ( الكافي ج 6 ص 360 حديث 4 ، طب الائمة لابني بسطام ص 136 ، وبحار الانوار ج 66 ص 275 حديث 8 ).
1 ـ الكافي : ج 6 ص 360 حديث 3.
2 ـ الحَوَلَ : ظهور البياض في مؤخر العين ، يكون السواد من قبل المآق ، أو قبال الحدقة على الانف ، أو ذهاب حدقتها قبل مؤخرها. ( القاموس المحيط : ج 4 ص 375 ).
(7)
وقال ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كان يعجبه النظر إلى الاُترج الاخضر والتفاح الاحمر. ( الكافي ج 6 ص 360 حديث 6 ، وبحار الانوار ج 16 ص 267 حديث 72 ).
قال جالينوس : جوف الاُترج هو الذي فيه البزر حامض الطعم وقوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً حتى كأنه في الدرجة الثالثة (1) من درجات الأشياء التي تُبرِّد وتجفف.
وشحم الاُترج الذي بين قشره وحماضه يولِّد اخلاطاً غليظة باردة.
وأما قشر الاُترج فيجفف بما في قوته ومزاجه تجفيفاً معه من الحِدَّة أمر ليس باليسير ولذلك صار يجفف في الدرجة الثانية وليس هو بارد ، لكنه إما معتدل وإما دون الاعتدال بشيء يسير وقال في كتاب الاغذية قشر الاُترج عسر الانهضام عَطِرُ الرائحة ينفع في الاستمراء كما تنفع أشياء أُخر مما لها كيفية حارة حريفة; ولذلك صار اليسير منه يقوي المعدة وصار ماؤه يخلط مع ما يشرب من الأدوية المسهِّلة.
وبزر الاُترج مر الطعم ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يحلل ويجفف في الدرجة الثانية.
وورق هذه الشجرة قوته أيضاً مجففة محللة.
قال ديسقوريدوس : هو نبات تبقى ثمرته عليه جميع السنة وهو معروف عند جميع الناس ، والثمر بنفسه طويل; لونه شبيه بلون الذهب طيب الرائحة مع شيء من كراهة; وله بزر شبيه ببزر الكمثرى.
إذا شرب بشراب كانت له قوة يضاد بها الأدوية القتّالة ويسهِّل البطن وقد يتمضمض بطبيخه وعصارته لتطييب النكهة.
وقد يشتهيه النساء الحوامل للشهوة (2) الخارجة عن الطبيعة ، العارضة لهن
1 ـ راجع درجات الادوية في حرف الدال.
2 ـ الشهوة هي حالة تعرض للنساء الحبالى وتسمى الوحم ، والوحم : اسم لما يُشتَهى وهي شهوة الطعام ، وَحِمَت الحبلى أي اشتهت شيئاً على حبلها وبعض الحبالى ليشتهين أكل الطين والفحم وغير ذلك; أعانها الله.
(8)
في الحبل ، وقد قيل إنه إذا جعل مع الثياب حفظها من التآكل فيها.
قال ابن ماسويه : بارد رطب في الأُولى وبرودته أكثر من رطوبته ، وهو عسر الانهضام يطفئ حرارة المعدة.
قال إسحاق بن سليمان : لب الاُترج يكون على قسمين; لأنَّ منه ما هو تفه مائل إلى العذوبة اليسيرة قليلاً ، ومنه الحامض القطّاع فما كان منه تفهاً كان بارداً رطباً في الدرجة الثانية (1) إلا أنَّ برودته أكثر من رطوبته ، وما كان منه حامضاً كان بارداً يابساً في الدرجة الثالثة وكانت له قوة تلطفه وتقطع وتبرد وتطفئ حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدَّة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها وتسكِّن العطش وتقطع الاسهال والقيء المريين وتنفع من القوباء والكلف إذا طلي عليهما وإن كان بالنفع من القوباء أخص وَيُستدَلُّ على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع على الثياب ; فإنه إذا طلي عليه قطعه وذهب به.
اما ورق الاُترج ففيه عطرية وذكاء رائحة مع حرافة بيّنة ، ولذلك صار مقوياً مجففاً ملطفاً ينفع مما ينفع منه قشر الثمرة.
واما بزره يحلل الاورام ، ويقوي اللثة بفضل مرارته.
قال اسحاق بن عمران : طبيخه نافع من الحمى مطفئ لحرارة الكبد.
وقشر الاُترج مُشَهٍّ للأكل معطش.
وورق الاُترج : هاضم للطعام مسخن للمعدة موسع للنفس إذا ضاق من البلغم ، لأن من شأهنه فتح السدد البلغمية.
1 ـ راجع درجات الادوية في حرف الدال.
(9)
والاُترج عسر الخروج رديء الغذاء (1).
قال أبو حنيفة : هو كثير بأرض العرب وهو مما يغرس غرساً ولا يكون برياً ، وأخبرني بعض الأعراب بأن شجرته تبقى عشرين سنة تحمل وحملها مرة واحدة في السنة وورقها مثل ورق الجوز وهو طيب الرائحة وفقاحه شبيه بنور النرجس إلأ أنه ألطف منه وهو ذكي ولشجره شوك حديد.
كتاب التجربتين : حماضه يشهي الطعام للمحرورين وينفع من الماليخوليا (2) المتولدة من احتراق الصفراء (3).
قال ابن سينا : حماض الاُترج من المقويات للقلب الحار المزاج النافعة من الخفقان الحار وفيه ترياقية تنفع لذلك من لسعة الجرارة وقملة النشر والحية أيضاً.
1 ـ الغذاء : هو ما استحوذ عليه البدن ، فأحاله إلى طبعه ، كالخبز ، فإن البدن يجعله كيلوساً ، ثم دماً ، ثم لحماً وعظماً ، وغير ذلك من أعضائه. ( مفتاح الطب : 146 الفصل 8 في قوانين الأدوية والأغذية ).
2 ـ الماليخوليا : هو الوسواس السوداوى. ( مفتاح الطب : 121 ).
3 ـ كيس الصفراء ( المرارة ) : هو كيس يشبه الحويصلة في مظهره الخارجي ذو لون أخضر مائل إلى الصفرة ، يقع على السطح الداخلي للكبد عند الإنسان والحيوانات الفقرية وتتجمع في هذا الكيس ما تعرف بعصارة الصفراء المرة المذاق والقاعدية التفاعل.
وتنتقل عصارة الصفراء عن طريق قناة خاصة تسمى قناة الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة حيث تصب في الاثني عشري لتساعد في أداء بعض الوظائف المهمة ثم تطرح إلى الخارج ، وعصارة الصفراء بحد ذاتها مادة سامة وخاصة عند بقائها في الجسم; ولكن مرورها عبر الأمعاء يؤدي إلى إنجاز عملية هضم المواد الدهنية المختلفة جنباً إلى جنب مع الخمائر الخاصة بهذه العملية. ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص 129 ).
الصفراء : رغوة الدم. ( مفتاح الطب ).
الصفراء : سائل شديد المرارة يختزن في كيس المرارة لونه أصفر يضرب للحمرة. ( المعجم الوسيط ).
(10)
وهو نافع من اليرقان ، يكتحل به فيزيل يرقان العين وهو رديء للعصب (1) والصدر ، وإذا طبخ بالخل وسقي منه نصف سكرجة (2) قَتَلَ العلق المبلوعة وأَخرجها ، وعصارته تسكن غلمة (3) النساء.
ولحمه ردي للمعدة منفخ بطيء الهضم يورث القولنج ويجب ان يؤكل مفرداً ولا يخلط بطعام قبله ولا بعده والمربى منه بالعسل اسلم وأقبل للهضم وقد ينفع اكله من البواسير.
وورقه مسكن للنفخ مقو للمعدة والاحشاء وبعده فقاحه وهو الطف منه.
وقشره من المفرحات الترياقية التي حرارتها تعين خاصيتها وهو حار يابس في الثالثة (4) ويقرب منه ورقه وفقاحه وهما ألطف منه.
وحراقة قشره طلاء جيد للبرص (5) وقشره يطيب النكهة إمساكاً في الفم وإذا جعل في الأطعمة مثل الأبازير (6) أعان على الهضم ونفس قشره لا ينهضم لصلابته وله قوة محللة وطبيخه يسكن القيء وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي وقشره ضماداً أيضاً ، ورائحة الاُترج تصلح فساد الهواء والوباء.
1 ـ العصب : ما يشد المفاصل ويربط بعضها ببعض وهو شبه خيوط يسري فيها الحس والحركة من المخ إلى البدن.
2 ـ السكرجة الصغيرة : ثلاث آواق ، السكرجة الكبيرة : وهي الصدفة تسع آواق ، والسكرجة المطلقة : ستة أساتير. ( مفتاح الطب : ص 165 ، الفصل 11 في ذكر الأوزان والأكيال ).
3 ـ الغلمة : شدة الشهوة للجماع. ( المعجم الوسيط ).
4 ـ في نسخة الثانية.
5 ـ البرص : بياض ظاهر في ظاهر البدن ويكون في بعض الأعضاء دون بعض; وربما كان في سائر الأعضاء حتى يصير لون البدن كله أبيض; وعلامته أن يكون أبيض اللون براقاً لكثرة المائية في العضو. ( شرح الأسباب : ص 373 ).
6 ـ التوابل : إِبزار الطعام أى يُطيَّبُ به المآكل من فلفل وغير ذلك ( فقه اللغة ص 16 ).
(11)
قال علي بن رضوان (1) : وجدت في كتاب الأطعمة أن من خواص حماضه مقاومة لحرارة المعدة وما يتولد فيها من المرة ، والأطبخة التي تتخذ منه تشهي الطعام وتنفع الخفقان الحار والخمار والاسهال العارض من قبل الكبد وفي المرة الصفراء وتحبس ما يتحلب من الكبد إلى المعدة والأمعاء.
قال الإسرائيلي : ينفع من الأدوية المسمومة شرباً.
قال سفيان الاندلسي : يقطع العطش البلغمي ، والشراب (2) المتخذ منه يفعل ذلك إذا مزج بماء كثير.
قال مسيح : الاُترج نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة.
قال مجهول : إذا أُلقي قشر الاُترج في الخمير (3) صار حامضاً سريعاً.
قال الطبرى : خاصة حب الاُترج : النفع من لدغ العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين (4) مقشراً بماء فاتر وطُلي به مطبوخاً; وإن دق ووضع على موضع اللدغة كان نافعاً لها (5).
قال الأنطاكي معروف باليونانية ناليطيسون يعنى ترياق السموم ومنه يوناني وبالعربية متكا أيضاً والسريانية لتراكين وهو ثمر شجر يطول ، ناعم الورق والحطب
1 ـ ابن رضوان ولد في مصر 376 ـ 460 هـ /986 ـ 1067 م. ( الكفاية في الطب ).
2 ـ الشراب : ماء الفاكهة وغيرها إذا طبخ مع السكر أو العسل حتى يكون له قوام مثل السكنجبين وشراب التفاح. ( اقراباذين السمرقندي ).
الشراب بفتح الشين جمعه أشربة : كل مائع رقيق يندفع إلى الجوف من غير مضغ.
3 ـ الخمير : خمير العجين.
4 ـ المثقال : درهم وثلاثة أسباع الدرهم وقيل المثقال : درهم وثلاثة أرباع الدرهم وقيل المثقال : 48 حبة وقيل المثقال : 6 دوانيق وقيل المثقال : درهم ونصف وقيل المثقال : 18 قيراطاً وقيل المثقال : 4 غرامات و 4 بالعشرة من الغرام.
5 ـ الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 1 ص 10 و 11.
(12)
ويدرك عند شمس القوس وأجوده الأملس الطوال الكبار النضيجة وأردؤه ما مال إلى استدارة ومنه ما في وسطه حماض وهو مركب القوى ، قشره حار يابس في آخر الثانية أو يبسه في الأولى ولحمه حار فيها ، رطب في الثانية وكذا بزره وقيل بارد وحماضه بارد يابس في [ الدرجة ] الثانية مفرح ينفع [ الاعضاء ] الرئيسة ويزيل الخفقان والسدد ويحلل الرياح الغليظة ويقوي المعدة ، ورماد قشره يذهب البرص طلاء.
وحماضه يحلل الجواهر وينفع من اليرقان ويقوي الشهوة و [ شرب ] بزره الى ثلاثة دراهم ترياق السموم بالشراب خصوصاً العقرب ، وإِذا حل مع اللؤلؤ بحماضه في الحمّام في قارورة نفع بالأشربة من كل سم ومرض في الأعضاء الأربعة والزحير مجرب ، ولحمه رديء يضر المعدة ويصلحه السكنجبين (1) ورائحته تجلب الزكام ويصلحه العود وشربته إلى عشرة دراهم (2) ، (3).

الأُذنان وكيف تعملان :
لا بد للأصوات التي نسمعها من قطع رحلة عجيبة في الأُذن ، وبرغم أن طول هذه الرحلة لا يتعدى بوصتين (4) ، إلا أن الأصوات تمر في أنواع كثيرة من أشكال
1 ـ السكنجبين : قد يراد به في الطب القديم كل شراب مركب من حلو وحامض وقد ذكر جل المحققين يمكن الاستغناء به عن الأدوية إِذا عرفت نسب أقسامه المخلوطة ( دائرة معارف القرن العشرين : ج 5 ص 220 حرف السين ).
2 ـ الدرهم : 16 قيراطاً وقيل : 125/3 غراماً وقيل : ثلاثة أرباع المثقال وقيل : 6 دوانيق وقيل : 18 حمصة وقيل : نصف المثقال وخمسه وقيل : 12 قيراطاً وقيل : 186/3 غرام وقيل : 1/49 حبة.
3 ـ تذكرة أُولي الألباب : ج 2 ص 37.
4 ـ البوصة : وحدة قياس تساوي 1 من 12 من القدم ، أو 54 ، 2 سم.
(13)
المادة ، فهي تمر بهواء وبأغشية وعظم وسائل.ولا تنتهي رحلة الأصوات بذلك بل لا بد لها من أن تتحول إلى إشارات عصبية (1) تنقلها الأعصاب إِلى المخ (2) حتى يتعرف عليها ويفهمها ويعرف معناها.
فالأُذنان اللتان تراهما على جانبي رأسك لا تعملان إلا عمل القمع تجميع الاهتزازات الصوتية ، ولذلك يسميها الأطباء صوانا الاُذنين.
ويوجد داخل صوان كل أُذن فتحة تؤدي إلى دهليز قصير يسمى قناة السمع ، وتتكون الاُذن الخارجية من صوان الاُذن وقناة السمع.
وتمتد قناة السمع مسافة بوصة واحدة تقريباً داخل الجمجمة ، ولا تستطيع الامتداد أكثر من ذلك لأنها مسدودة من الداخل بغشاء مرن هو طيلة الاذن. فعندما تدخل الاهتزازات الصوتية في الاذن الخارجية تصل إلى غشاء (3) طبلة الاذن فتحدث فيها اهتزازات مماثلة.
وفي الناحية الأُخرى من غشاء ( طبلة ) الاذن يوجد تجويف صغير يسمى الاذن المتوسطة ، فيها نجد ثلاث عظام دقيقة ، تسمى بأسماء تصف شكل كل منها ، هي المطرقة والسندان والركاب.
وتتصل هذه العظام الدقيقة الثلاث بشكل معين يسمح لها بتوصيل الاهتزازات الصوتية التي نسمعها فترى أن مقبض المطرقة مثبت في غشاء « طبلة »
1 ـ العصب : جسم لَدن ( اللدان اللين في كل شيء ) عَلِك ، ينبت من الدماغ والنخاع ، وينفد في جميع البدن ، فيفيده الحس والحركة ( الاغذية والادوية ).
2 ـ المخ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُك المخ المُجعَّد من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويمُكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإِنسان ص 106 ).
3 ـ الغشاء : هو ما غشى العضو ، ليكون وقاية مثل الغشاء بين اللذين على البطن ، والفرق بين الغشاء والطبقة : ان الطبقة من جرم العضو ، والغشاء : كسوة له تقيه وتستره ( مفتاح الطب ص 111 ).
(14)
الاذن وبذلك يلتقط اهتزازاتها وينقلها إلى السندان الذي يوصلها إلى الركاب.
وتسد قاعدة الركاب فتحة صغيرة توصل إلى الأذن الداخلية. فعندما يهتز الركاب ، تتسلل الموجات الصوتية خلال سائل يسمى ( برى ليمف ) إلى ممر حلزوني منحوت في العظم يسمى « القوقعة » إذ أنه يشبهها في الشكل.وتوجد بداخل القوقعة الخلايا العصبية الخاصة بحاسة السمع.
وفي الختام ، تمرر هذه الخلايا الإشارات العصبية في الأعصاب إلى مركز السمع في المخ.
وفي الاذن الداخلية عضو آخر وظيفته المحافظة على اتزان الجسم ، يتركب من ثلاث قنوات صغيرة هلالية الشكل وكيسين صغيرين مملوء كل منهما بالسائل. وعند كل حركة من حركات الرأس يهتز السائل في القنوات وبذلك تتنبه نهايات أعصاب فيها. وبذلك تنشأ إشارات عصبية تنقلها الأعصاب إلى المخ تمكنه من إحداث تغييرات في توتر العضلات تؤدي إلى المحافظة على توازن الجسم (1).

الاسپرين
اصبح الاسپيرين ، الفعّال ضد الحُمّى (2) ، والالم ، والالتهابات (3) الدواء
1 ـ كل شيء عن جسم الإنسان ج 7 ص 89 ـ 91.
2 ـ الحمى : ارتفاع غير سوي في حرارة الجسم ، قد يكون عارضاً لعديد من الامراض ، إلاّ انها في العادة إِشارة لانهماك جسمك في محاربة الالتهابات ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 30 ).
3 ـ مضادات الالتهاب : وهي تقاوم الالتهاب ( مثل الاحمرار ، والحرارة ، والورم ، والالم ، وزيادة تدفق الدم في الجروح ) في العديد من الامراض المزمنة وغير المعدية كالروماتيزم ، والتهاب المفاصل والنقرس. اما تأثيراتها الجانبية : فهي الطفح الجلدي ، وتهيج المعدة ، وأحياناً النزف ، واضطرابات السمع ، وحصول صفير اثناء التنفس. ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 15 ).
(15)
الاكثر انتشاراً في العالم اجمع ، على رغم ان العلماء مافتئوا (1) غير متأكدين من كيفية عمله.
اوصى ابقراط (2) ( 460 ـ 377 ق.م ) ، « ابو الطب » بخلاصة لحاء (3) الصفصاف (4) لمداواة آلام الروماتيزم (5) ، والحُميّات ، وكان الهنود الحمر الاميركيون يستخدمون شاي لحاء الصفصاف لمداواة الاوجاع نفسها.
وفي سنة 1763 م ، قُدِّمت إلى الجمعية الملكية في لندن ورقة حول نجاح مداواة الملاريا ( الحمى الصفراء ) بلحاء الصفصاف ، وقد عُزل ، فيما بعد ، المقوِّم الفعّال ، الحامض الساليسيليك ، وفي الستينات من القرن التاسع عشر تم تطوير اساليب عملية لتحضير ساليسيلات مركّبة بكميات كبيرة.
غير أن الدواء لم يُستعمل استعمالاً عامّاً إلاّ بعد سنة 1893 م ، عندما إكتشف ( فيليكس هوفمان ) ، وهو كيميائي يعمل في شركة باير الالمانية ، طريقة سهلة لصنع مركّب الاسيتيل لحامض الساليسيليك ، وكان والده ( هوفمان ) مصاباً بالروماتيزم ، ويشكو من المستحضرات الموجودة في الساليسيلات ، فلقد كانت هذه
1 ـ مافتئوا : اي مازالوا ، يستعمل للماضي والمضارع.
2 ـ ابقراط : طبيب يوناني ، من وصاياه : ينبغي ان يكون المتعلم للطب محتملاً للشتيمة ، لأن قوماً من المبرسمين ( المصابون بالبرسام وهي علة يهذي فيها ) واصحاب الوسواس السوداوي يقابلونا بذلك ، وينبغي لنا ان نحتملهم عليه ، ونعلم انه ليس منهم ، وان السبب فيه المرض الخارج عن الطبيعة. ( اذكياء الاطباء ص 181 ).
3 ـ اللحاء : قشر ساق الشجرة ، اما الدكتور امين رويحة فقد قال فى كتابه التداوي بالاعشاب ص 201 : اللحاء : قشور اغصان الشجرة بعد السنة الرابعة من عمرها.
4 ـ الصفصاف : سوحر ، المواد الفعالة فيها : مركبات السالسلات ، مواد دابغة مسكنة للآلام ، معرّقة ، ومدرة للبول ، ومضادة للالتهاب والحمى ( التداوي بالاعشاب ص 201 ).
5 ـ الروماتيزم : اسم يطلق على امراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي ، وَصِفَته الالم والتيبس في المفاصل ( دليل البدائل الطبية ص 727 ).







رد مع اقتباس