[امير المشاعر]

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وبارك فيكم مولانا الشيخ الكريم والشيخ ابو شاهين ووفقكم الله لكل خير
الجن والشياطين والأبالسة هي مخلوقات خفية لا يمكن مشاهدتها بعيني الإنسان المادية تقول الآية الكريمة في سورة الأنعام إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِن حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ مما يدل على طبيعتهم الغير مرئية وقدرتهم على التفاعل مع عالمنا بطريقة خفية هنا تأتي نقطة ضعفنا كبشر حيث أننا نعيش في عالم مادي بحت بينما هم موجودون في بعد آخر وهذا بعدهم يحمل خصائص تختلف عن خصائص عالمنا.
الله تعالى حذرنا من الشيطان لأنه يمثل رمز الفتنة والوسوسة وهو يسعى دائماً لإبعادنا عن الطريق المستقيم ومنهج الحق كما ورد في سورة البقرةإِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فالشياطين تلعب على وتر الضعف البشري وتستخدم الثغرات في النفس لتغوينا تحذيرات الله تعالى هي بمثابة تنبيه لنا لأنها تشير إلى أن الخطر ليس دائماً واضحاً بل يمكن أن يأتي بأساليب غير متوقعة

إن تحذيرات الله تتعلق بالحفاظ على الروح والنفس الإنسانية من الانزلاق في الظلمات وهو يعلم أن النفس قد تغفل عن هذه المخلوقات وذلك بسبب عدم قدرتنا على رؤيتها ولكن تحذيراته تُجسد لنا مرآة لواقع النفس ومدى تعرضها للفتن في سورة الإسراء يقول الله وَلا تَتَّبِعُوا خُطواتِ الشَّيْطانِ مما يوضح أن التوجيه الإلهي يمثل سبيلاً للحماية من السقوط في الشرك والضلال

إن الوعي بوجود الشياطين والجن يحثنا على تطوير صفاء النفس والاستمرار في ذكر الله وقراءة القرآن كوسيلة لحماية أنفسنا من تلك التأثيرات الخفية
بالتالي وحتى في غياب الرؤية ينبغي علينا أن نكون على وعي كامل بالرسائل الإلهية والاستعانة بالله تعالى في مواجهة تلك التحديات والتأمل في إرادته التي تدعونا دائماً إلى النور والهداية