35:ق
في هذا العالم، ليست الأشياء المتشابهة أو المنتظمة، بل المتناقضات الصارخة،
هي ما يجعلنا نتقدم خطوة إلى الأمام.
ففي داخل كل منا توجد جميع المتناقضات في الكون، لذلك يجب على المؤمن
أن يلتقى بالكافر القابع في داخله؛ وعلى الشخص الكافر أن يتعرف على المؤمن
الصامت في داخله. وإلى أن نصل إلى اليوم الذي يبلغ فيه المرء مرحلة الكمال،
مرحلة الإنسان المثالي، فإن الإيمان ليس إلا عملية تدريجية، ويستلزم وجود نظيره:الكفر.

ق:36
لقد خُلق هذا العالم على مبدأ التبادل؛ فكلّ امرئ يُكافأ على كلّ ذرة خير يفعلها،
ويعاقب على كلّ ذرة شرّ يفعلها.
لا تخف من المؤامرات، أو المكر، أو المكائد التي يحيكها الآخرون؛ وتذكّر أنه إذا نصب
لك أحدهم شركاً، فإن الله يكون قد فعل ذلك.
فهو المخطط الأكبر.
إذ لا تتحرك ورقة شجرة من دون عِلمه.
آمن بذلك ببساطة وبصورة تامة.
فكلّ ما يفعله الله يفعله بشكل جميل.
ق:37
إن الله ميقاتي دقيق.
إنه دقيق إلى حد أن ترتيبه وتنظيمه يجعلان كل شيء على وجه الارض يتم في حينه.
لا قبل دقيقة ولا بعد دقيقة.
والساعة تمشي بدقة شديدة بالنسبة للجميع بلا إستثناء.
فلكل شخص وقت للحب ووقت للموت.
ق:38
ليس من المتأخر مطلقاً أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟
هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟
وحتى ولو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذي سبقه، ففي كل لحظة
ومع كل نفس جديد، يجب على المرء أن يتجدد ويتجدد ثانية. ولا توجد إلا وسيلة واحدة
حتى يولد المرء في حياة جديدة وهي أن يموت قبل الموت.
ق:39
مع أن الأجزاء تتغير فإن الكل يظل ذاته. لأنه عندما يغادر لص هذا العالم، يولد لص
جديد، وعندما يموت شخص شريف، يحل مكانه شخص شريف آخر. وبهذه الطريقة
لا يبقى شيء من دون تغيير بل لا يتغير شيء أبداً أيضاً. لأنه مقابل كل صوفي يموت
يولد صوفي آخر في مكان ما في هذا العالم. إن ديننا هو دين العشق وجميع البشر
مرتبطون بسلسلة من القلوب فإذا إنفصلت حلقة منها حلت محلها حلقة أخرى في
مكان آخر.
إن الأسماء تتغير تأتي وتذهب لكن الجوهر يبقى ذاته.
ق: 40
لا قيمة للحياة من دون عشق.
لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تُريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي.
فالإنقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الإنقسامات.
ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف.
إنه كما هو، نقى وبسيط. "العشق ماء الحياة والعشيق هو روح من النار"، يُصبح الكون مختلفاً عندما تعشق النار الماء.