أخي العزيز الباسل
لا يمكن أن يكون العدم فقط،
فالعدم هو عدم للظاهر (الوجود ) و غيب للباطن (أصل الأسباب و مأتاها)
فبذلك : الباطن هو غيب للظاهر
و الغيب هو غيب للباطن
فكان بذلك الله هو غيب الغيب : سر في سر.
فحلول الصفات في الظاهر (مادة و طاقة، لحما و دما، فراغا و إمتلاء، نور و ضلمة)
مدفوعة بنبض الباطن (قوانين و طبيعة المادة و الطاقة و التفاعل و الحركة و دورة الحياة و الموت ..)
حاضرة بغياب الغيب (كن)
هي الله (تعالى عمى نصفه)
و الدليل : "احتجب عن خلقه رحمة بهم" لو ضهر غيب الغيب إلى الظاهر (الوجود) لذاب الوجود(نحن و من معنا من مخلوقات) في العدم، و انعدم الوجود و أوجد العدم، و كان إلا الله .
فالغياب للغيب (الله ) كان ضروري للحاضر الضاهر، كي يكون ما هو كائن: أنا و أنت و من معنا و ما نحن فيه.
فالعقل في حد ذاته كان هو الحجب عن الله ليكون المخلوق كائنا منفصلا واعيا و محتويا بذاته، لا ذائبا منصهرا في أصله،
و الفكر هو كفر بالفطرة: لذلك كانت كل الأديان الكلامية هي حجب فوق حجب، و كان الإيمان و الكفر ضاهرة إنفعالية لا توجد إلا كالواحة السراب في العقل /الفكر /الحجب.
و القلب عارف بالفطرة و الأديان الصامة هي نبض القلوب بسر الحياة فيها.
بألنسبة للذكورية الإهية فقد بدأت منذ أن "تعلم" الإنسان الكتابة فإكتشف العقل،
و الديانات الإبراهمية بجذعها اليهودي هي أبوية قبلية إرتوت من الديانات المدنية الأبوية لحضارات الشرق القديم ثمة حاكتها معاكسة لها بنفس ما كان فيها من مقدس لكن بأسماء مختلفة و تعديلات و حذوفات لما يبني لواقع زمان الألفيتين.
*88