بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم
ليس هناك أديان سماوية
هناك دين سماوى واحد ، نزلت به كل الرسالات السماويه و بلغات الأنبياء فى الأمم السابقة ، وكان القرآن هو الرسالة الخاتمة المعبرة عن هذا الدين السماوى . وهو بكل لغات الكتب السماوية يعنى ( لا اله إلا الله ) أو ( إسلام الوجه والقلب لله جل وعلا وحده والسلام مع الناس ) ، أو تقوى الله عز وجل ) أو هو ( الايمان بالله وحده لاشريك له والايمان باليوم الآخر ) كلها نزل به الوحى لكل الأنبياء
الدين له معنيان
كما شرح الشيخ حفظة الله
فى أحد المواضيع من قبل
الدين بمعنى اللإيمان و الدين بمعنى المعتقد
الدين بمعنى "الإيمان
له معنى فى اللغة العربية يعنى الثقة مع التصديق المطلق
و الدين بمعنى "المعتقد"
أى العقيدة و يقال أعتقد الشئ أى أشتد و صلب
و هذا معناه أن العقيدة لا تقبل أن تكون محل شك عقلى من صاحبها أو من يعتنقها
و يمكن القول أن - الإيمان -
محصور فى القلب حيث الحدس و الشعور فى حين أن "المعتقد" محصور فى العقل و لكن العقل المقصود هنا ليس هو العقل المنفتح المفكر و المتدبر و لكن هنا يكون العقل المنغلق غير المفكر الذى يحيل المعتقد و تفاصيله إلى حقيقة مطلقة
و عليه يكون الدين عند الناس مطلق بمفهومى ـ الإيمان و العقيدة ـ هو الثقة و التصديق المطلق و الحقيقة المطلقة
و هكذا يتحول دين الفرد أو الجماعة من الناس فى نهاية المطاف و يتحور إلى مطلق، و المطلق بحكم طبيعته واحد، لا يقبل المشاركة أو التعدد أو التغير
و بتواجد مطلق آخر فى الساحة فإنه يدخل معه فى صراع من أجل أن يفنيه و من أجل بقائه هو وحده و تحقيق ذاته، و ينقلب ذلك على الأفراد و الجماعات من أصحاب الأديان المختلفة و بل و يصل إلى الملل و المذاهب فى الدين الواحد و يتخذ شكل الصراع بينهم من أجل بقاء المطلق الذى يؤمنون به و يعتقدون فيه و لا يكون مطلق غيره، و إلا يكون ما يؤمنون به و يعتقدون فيه غير مطلق بوجود مطلق غيره حيث من المستحيل قبول فكرة تعدد المطلق أو وجود مطلق غير ما يدين به الفرد أو الجماعة.
وعلينا أن نتخذ من رسولنا والكتاب الذي أوحاه الله إليه قوله تعالى ( وقل للأميين وأهل الكتاب أأسلمتم فإن أسلموا فقدإهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )
هذا ما وصى به الله رسوله وأوصانا به أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام
لذلك لم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالصراع من أجل الدين أو المعتقد إنما بلاغ وذكرى بما جاء بكتابنا القرآن الكريم وتبيانه للناس بما بين الله فيه للناس من آيات محكمات
يكون الفصل بين الناس بما يدينون حق أوحد لله
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
أما ما نراه من صراع بين أتباع الرسالات السماوية والمذاهب فلم ينزل الله بها من سلطان
ومعنى ذلك إلى عدم قبولنا بالإختلاف مع أننا نقرأ قوله سبحانه ( وما إختلفتم فيه من شيء فمرده إلى الله ...)
ولكن علينا ان لا ننسى الدفاع عن ما هدانا الله لنحقق ذاتنا في الحياة الدنيا
أما من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا ولم يظاهروا على إخراجنا فعلينا أن نبرهم ونقسط إليهم مهما كانت معتقداتهم ما دام لايضرنا " ضلالهم" ومادموا يمدون لنا أيدهم بالسلم والتعايش الإنساني
