كيف يقول الامام بن عربى هذا الكلام (الرب و العبد واحد) هذا كفر بواح يا أخى ماجر, تثبت من الكلام فان حرفا يغير قولا و كلمة تغير معنى و ان سطرا يغير فكرا. و ابن عربى رحمه الله و أسكنه و الجنة و جعلنا مثله و حشرنا معه أكبر من ينسب اليه هذا الكلام,
و اما من قال بان الصوفية تقول بالاتحاد و الحلول فأنصح بمراجعة أقوال هذا أهل هذا المقام و تفسير كلامه فستجد أن الاتحاد و الحلول ليس بمفهوم التوحد بل بمفهوم الفناء و الغياب عن الأنا فيصبح هو, بمعنى أنك اذا أخلصت فى عملك و جاهدت نفسك و تحليت بجميع الصفاة المحمودة و تخليت عن الصفاة المذمومة و صقلت نفسك بذكر البارى جل جلاله و اكتسبت العلوم الشرعية و اغتسلت بماء الحب و توضأت بماء الصفاء فلن ترى شيئا الا بالله و لن تتكلم الا بالله و لن تتحرك الا به و سوف تلتمس هذا الأمر. ألم ترى قوله سبحانه فى الحديث القدسى (كنت سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر به و يده التى يبطش بها) و هذا يعنى أن العبد اذا وصل الى مرتبة من التقوى و الفلاح و الرقي الروحى و الصفاء الذهنى فتحت له العوالم و صار فى معية الله دائما
و صار هو و هو صار هو فغابت هي و أشرقت هي بنور ربها و من شدة المعرفة لم يشهد الا الله و غاب عنه من سواه
اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه