السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول تعالى فى محكم التنزيل: (ان الدين عند الله الاسلام) و يقول سبحانه (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) و يقول أيضا: (ما كان ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما و ما كان من المشركين)
و من هذه الايات نستنتج أن الديانة التى أمر الله بها كافة الرسل هي الاسلام منذ خلق ادم الى يوم القيامة, اليهود و النصارى ارسلت اليهم الرسل ليبينوا لهم معنى الاسلام (الدين الذى كان عليه ابراهيم) و تبليغ دعوة توجيد الله سبحانه و القيام بشرائع الدين ظاهرا و باطنا, المسيح عليه و على رسولنا الصلاة و السلام جاء مبشرا و نذيرا و كان ممن اتبعه الحواريون و لقد سموا بهذا الاسم نظراً لصفاء قلوبهم ونقاء سيرتهم و توحيدهم لله سبحانه. والمعروف أن كلمة حواري بحدّ ذاتها تعني باللغة العربية "الناصح" أو "أبيض القلب" و هم من اتبعوا ما جاء فى الانجيل قبل تحريفه. كما ان اليهود الذين قالوا لسيدنا موسى (انا هدنا اليك) و ذلك بعد عبادتهم للعجل عادوا و هادوا الى الحق و الى توحيد الله و اتباع الشرائع التى نزلت فى التورات قبل تحريفه ايضا
اذا فالنصارى و اليهود اللذين شهدوا لانبيائهم بالرسالة و اتبعوا نهجهم هم فى الحقيقة مسلمون لكن جاء بعدهم من ضلوا و اضلوا و يبقى دين الاسلام هو الدين الذى أراده الله لعباده
نعود للموضوع و عذرا على الاطالة اختنا أمل: من غير دينه فاقتلوه
لا توجد ديانة على وجه الحقيقة غير الاسلام لان الدين عند الله الاسلام و ابراهيم عليه السلام كان مسلما و جميع المرسلين مسلمون و من غير دينه من الاسلام الذى جاء به رسولنا محمد صل الله عليه و سلم الذى يتم جميع رسالات الرسل الاخرون و ينسخها داعيا الى توحيد الله و معرفته و القيام بشرائعه و من بدل هذا الامر فانما اثمه عليه لانه (لا تزر وازرة وزر اخرى) و نحن نؤمن بحرية المعتقد لكننا نبغض من خالف أمر الله و سنة نبيه صل الله عليه و سلم و لا يصل بنا الحد الى قتل من خالفنا لانه دين دعوة قبل كل شيء و الدين اذا احذ باللين و نحققت دعوة العقول بالبيان و الدليل و البرهان كانت المجتمعات متقدمة و كانوا أرقى فى حياتهم و قناعاتهم و معاملاتهم و انتجنا عقولا متسعة الفكر و أجسادا سليمة و ارادات قوية تتقدم على جميع الامم فلو حكمنا على كل كافر بالقتل بدل دعوته بالعلم و السلوك و الاخلاق لكان الاسلام دين ارهاب و تقتيل و ذبح مثل هو حاصل فى العراق و سوريا و تونس و ليبيا و غيرها