بسم الله الأول بلا ابتداء و الاخر بلا انتهاء الظاهر فلا شيء فوقه و الباطن فلا شيء دونه خلق الخلق ليبلوهم أيهم أحسن عملا و ألف بين عباده المؤمنين بنور الحكمة و خلق من ملائكته ملائكة نصفها ثلج و نصفها نار فسبحان من ألف بينهما
و صل الله و سلم على المبعوث رحمة للعالمين طه الأمين على حبيب الروح و الجسد و منقذ الأمة من الجهل و الحسد و التباغض و الكره و علمهم محامد الصفاة النبيلة و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
وبعد
أشكرك أخينا على هذا الموضوع الرائع الذى لو توسعنا فيه شرحا لما بغض أحدنا الاخر و ما احتقر احد أخيه و لفاضت صفات المحبة لله تغمرنا و لأقصينا من بيننا كل شيطان مريد لعنه الله
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه معلقا مجزوما به عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . " صحيح البخاري : كتاب أحاديث الأنبياء : باب الأرواح جنود مجندة .
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث : .. قوله : ( الأرواح جنود مجندة إلخ ) قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد , وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر , فإذا اتفقت تعارفت , وإذا اختلفت تناكرت . ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام , وكانت تلتقي فتتشاءم , فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم . وقال غيره : المراد أن الأرواح أول ما خلقت خلقت على قسمين , ومعنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتعارف . قلت : ولا يعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا , لأنه محمول على مبدأ التلاقي , فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب . وأما في ثاني الحال فيكون مكتسبا لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء . وقوله " جنود مجندة " أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة, وقال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها . ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف وبعضها يتنافر , وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتفاق والانفراد بسببها .
و في مسند أبي يعلى وفيه قصة في أوله عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت " كانت امرأة مزاحة بمكة فنزلت على امرأة مثلها في المدينة , فبلغ ذلك عائشة فقالت : صدق حبي , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكر مثله . انتهى
والحديث قد رواه مسلم رحمه الله في صحيحه 4773 وقال النووي رحمه الله في شرحه : قوله صل الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة , فما تعارف منها ائتلف , وما تناكر منها اختلف ) قال العلماء : معناه جموع مجتمعة , أو أنواع مختلفة . وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه , وقيل : إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها , وتناسبها في شيمها . وقيل : لأنها خلقت مجتمعة , ثم فرقت في أجسادها , فمن وافق بشيمه ألِفه , ومن باعده نافره وخالفه . وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ , وكانت الأرواح قسمين متقابلين . فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه , فيميل الأخيار إلى الأخيار , والأشرار إلى الأشرار .
الارتياح او التقلق من شخص لأول مرة بتشوفو راجع الى ذبذبات الطاقة التى يكتسبها لكل منها و كلما كانت طاقة المرء مرتفعة أي نورانية كلما تالفت روحه مع أجناس من صنف الذبذبة التى يحملها و كلما كانت طاقته منخفضة أو ظلمانية ان صحت العبارة كلما انجذبت اليه الطاقات الشيطانية و الأجسام الظلمانية(الطيور على أشكالها تقع) لذلك كان و لا بد فى علم الباطن و السير الى الله سبحانه و التعامل مع الأرواح النورانية من طاقة تستقيم مع ما تصبوا الى الوصول اليه
أعجبنى موضوعك أخى فسردت ما بوسعى تقبل مرورى و شكرا
أخوك المهندس وليد