مِن اسباب ضلال كثير من الناس عدم فهم مفهوم النبوة والمصدر الذي نستقي منه المعرفة = مصدر الحقيقة
فالعقل البشري قد يسقط في التيه والضلال والأوهام والأسقام، ولكي نحفظه وجب تحديد مصدر المعرفة.
العقل المجرد لا يمكن ان يصل إلى الحقيقة ولو كان الأمر كذلك لكان الاستغناء عن الأنبياء وهذا ما قال به الفلاسفة، وقال البعض منهم يمكن الاستغناء عن الدين، وقال بعض المتصوفة أن ما يؤخذ من النبي هو لعامة الناس، أما هو فيمكنه الوصول إلى الحقيقة عن طريق الإلهام والعلم اللدني أو الفتح الرباني، بل قالوا لا حاجة للصلاة والصيام والعبادات فهي موجهة لعامة الناس، وادعوا الارتقاء إلى الملأ الأعلى كالحلاج مثلا الذي قال أنه صعد إلى الملأ الأعلى فسأل: أين الله؟ فلم يجبه أحد، فسأل ثانية: اين الله؟ فلم يجبه أحد؛ فجلس على العرش وقال: أنا الله !
فالحق أن بيننا وبين الضلال شعرة .. فإذا لم ترتبط بالمصدر الحقيقي للمعرفة تسقط في الأوهام، إذا لم تعرف حقيقة النبوة ضللتَ وتاه عقلُك.
حين نلصق بأي إنسان صفة مِن صفات النبوة نسقط في الضلال.. أما في التصور الإسلامي فحتى وليُّ الله يقع في الخطأ والزلل لأنه إنسان في النهاية.. وما يسقطنا في الضلال قد يكون ما أسقط الأمم السابقة؛ لذلك ندرس قصص الأنبياء وتاريخ الأديان للعبرة والاتعاظ.
فلتجعل ارتباطك بالله تعالى وبرسالة نبيِّه صلى الله عليه وسلم .. لا بالأشخاص. والله الموفق.