عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2013, 14:33   رقم المشاركة : 17
ديامون





ديامون غير متواجد حالياً

ديامون has a brilliant future


افتراضي رد: قصة من قصص شيوخنا والجن الذي حير العقول (اهياش ٍ اهيل ٍ ياهٍ) حصرياُ

(الحلقة 10)

" أبو جعفر"

كيف افسر ما حدث ؟ لا يمكن ان يكون الشيخ موسى ساحراً أو مشعوذاً و هو يصلي و ليس فيه صفات السحرة التي نعرفها جميعاً . فهل هو من أولياء الله الصالحين رغم ان كراماته تخل بالعقيدة ؟ ففيها النفحات و هي علم غيب و غيرها من الأمور التي لا ترضي الله، إستغفر الله .

هذا السؤال و غيره من الحقائق التي اكتشفتها عوضتني عن كل خسائرى .
دخل علينا الشيخ موسى و قال، إسمع يا إبني ، انت قررت السفر و انا اردت ان اريك بأن من ارسلك اختار لك المكان الصحيح ، و ان الخوارق إما معجزات للانبياء او كرامات للصالحين بعون من الله ، او سحر و شعوذة بعون من الشيطان و اتباعه ، و لك الاختيار ، ثم قال و كأنه علم بما في نفسي .

اعلم ان الكرامات يسبقها الايمان و الإخلاص و يتبعها العلم و الخلاص ، ثم قال ان وجدت في نفسك الميل للايمان و الاخلاص بالصبر فعد الينا ، فإما ان تجدني و اما ان يسخر الله لك من هو احسن مني المهم ان تكون صادقاً .

قررت السفر الى السعودية لترتيب بعض اموري و العودة في اقرب فرصة ، غادرت القرية و قد أصبح لي فيها اصدقاء و احباب اجتمعوا لوداعي ، و تأخر الشيخ موسى ليكون اخر من يودعني ، و عندما حضنني اصبت بنوبة بكاء ، شاركني فيها اغلب الحضور ، اقترب الشيخ موسى من اذني و همس قائلاً ، سوف تعود قريباً بأذن الله و لا تشغل بالك ، فهنا لن ينقصك شيء (المأكل و المشرب و السكن و الزوجة ايضاً ان رغبت في ذلك) .

لا انكر انني احببتهم جميعاً ، و لكن الشيخ موسى اخذ في قلبي الحيز الاكبر ، وصلت الى جدة و انا محمّل بكثير من الذكريات عن هذه الرحلة ، مرت ايام و أسابيع ليس لي حديث سوى عن الشيخ موسى ، و كل ما أجد سوداني اختلق حجة للحوار معه ، و بدون ان يشعر احول الحوار الى الحديث عن القرية و أهلها ، و عن الشيخ موسى الذي وجدت ان اناس كثيرين يعرفونه و يشككون في مقابلتي له ، نظراً لمكانته الدينية و لوقته الذي لا يصرفه الا في العبادة و حل مشاكل الناس .

و في المقابل قابلت اناس شككو في الشيخ موسى و أقسم بعضهم ان الشيخ موسى ليس إلا مشعوذ من الدرجة الاولى ، لذا زودني بعض الافارقة بعناوين بعض السحرة في السودان و تشاد ، كما ان (إدريس فلاتة) الذي أحضره لي صديقي عادل اعطاني عنوان شخص اسمة (ابو جعفر) تشادي مسلم يتحدث العربية و قال لى قابله قبل ان تقابل صديقك موسى و سوف يختصر عليك مسافة كبيرة .

و بعد ان زاد في قلبي الشوق للقرية و للشيخ محمد و الشيخ موسى ، قررت السفر اليهم ، فبعت سيارتي و بيتي في حي الجامعة ، بهدف الهجرة الى السودان و البقاء فيه حتى اصل لهدفي مهما كانت المدة ، سنة سنتين عشرة ، لن اتراجع حتى اعرف حقيقة الجن ، هذا العالم المجهول الذي نسجت حوله كثيرا من القدرات الخارقة .

و هذا ما حدث ، بعت السيارة و البيت و خلال أقل من ثلاثة اشهر ، عدت الى السودان محملاً بالهدايا (مصاحف و مسابح و ماء زمزم و بعض الملابس البسيطة) ، و كنت في غاية الفرح عندما وصلت الى القرية . أقام لي السكان وليمة اجتمع فيها كل أهل القرية عدى الشيخ موسى ، الذي علمت انه في خلوة و لن أستطيع مقابلته قبل عدة ايام ، مرت تلك الأيام بطيئة فقد كنت في شوق لمقابلة الشيخ موسى و كأنه أبي ، و أخيراً تم هذا اللقاء في مسجد القرية حيث سلمت الهدايا للشيخ موسى ليوزعها على من يرى و قد وزعها و لم يترك لنفسة شيء (بدأت اشك أنه من اولياء الله الصالحين رغم أن بعض أفعاله تخالف العقيدة ) ، و لكن ربما لأنني احببته كنت اتغافل عن بعض الاشياء .

قضيت اكثر من شهر برفقة الشيخ موسى و لاحظت انه عبارة عن مجموعة من المتناقضات ، فهو يحفظ القران الكريم كاملاً و الكثير من الاحاديث و الروايات و يحضر للمسجد قبل الصلاة بوقت كافي و يبقى بعد الصلاة يحدث الناس و يحل مشاكل بعضهم .

و في نفس الوقت يقول بأنه ليس مكلّف بالعبادة ، و أن الله رفعها عنه و أنما هو يفعلها تطوعاً ، لذا فإنه احياناً لا يصلي ، و يدّعي أنه في حضرة الله (إستغفر الله ) كما أنه يدّعي بعضاً من علم الغيب و أنه يجلس مع الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام .

بعد وقت ليس بطويل غادرت القرية متجها الى تشاد ، أو بالاصح لضواحي (أدري) ، لملاقاة الساحر (أبو جعفر) ، و قد أبدى استعداده من اول لقاء لي معه على تعليمي الخطوات الأولى للسحر خلال 3 اشهر ، كما أنه سيأمن لي المسكن و المأكل و الخدمة و أنا أكمل الباقي ، و اكد لي ان الموضوع ليس سهل و يعتمد علىّ بالدرجة الاولى ، و كل ذلك مقابل (700) ريال في الشهر . فوافقت دون تردد ، بشرط ان يريني ما يثبت انه ساحر ( فما كان منه الا ان ادخلنا الى منزله و هو عبارة عن عشة مغطاة بسعف النخيل ، و اخذ يردد عبارات فامتلأ المكان بالفئران . كانت تخرج من كل مكان ، ثم قال سأريك شيء اخر و كان لديه خزان ماء فرفع الغطاء و تركه فبقي معلق في الهواء . ثم اخذ يرفع الماء من الخزان بوعاء صغير فكان الماء يخرج في كل مرة بلون مختلف ، قلت هذا يكفي .

و قررت البقاء و التعلم من (أبو جعفر) اساسيات السحر ، فحدد لي غرفة صغيرة قريبة من مسكنه مبنية من اغصان الشجر و مكسيّة بسعف النخيل و قال هذه صومعتك فإما تخرج منها ساحر و إما ان تفقد عقلك .

فقلت له و هل أستطيع ان اصلي ؟ فقال جملة سيكون لها اثر كبير في مسيرتي في هذا الطريق ، قال (إفعل ما تشاء فالدين ليس له علاقة بما سوف تتعلم) .

و قال سوف نبدأ بالقراءة ، القراءة فقط ، ثم فتح صندوق عنده و أخرج لى كتاباً قديماً اسمه (العزيف) ، و إسم كاتبه (الحضرد) مكتوب بخط اليد ، و قال يومياً تقرأ منة 10 صفحات و أنا معك ثم سأتركك لتقرأ وحدك الى ان أعود اليك ، فقلت موافق .

بدأنا القراءة ثاني يوم في صومعتي ، كانت القرية بعد صلاة العشاء تكتسي بالظلام فيحل عليها سكون مخيف لدرجة انك قد تعتقد انها قرية اشباح فلا صوت و لا نور الا بعض الاضاءة البسيطة هنا و هنك على مسافات متباعدة ، و كنا نشعل شمعتين و اجلس انا في احدى الزوايا كما أمرني ، و هو في الزاوية المقابلة و أبدأ بالقراءة و هو يستمع الي .

كانت الصفحات الاولى من الكتاب تتحدث عن القبور و الموتى و كيف يمكن ان تلتقي أرواح الموتى معنا (أصبت بالرعب من الصفحة الأولى ، فكيف بقية الكتاب) ؟ أكملت الصفحات العشر بينما هو مشغول بالمسبحة يردد كلاما غير مفهوم ، و عندما رفعت رأسي لارى ان كان سيذهب كما قال ، فلم اجده ! ..

إختفى دون ان يترك اثر أو يحدث صوت ، (استطيع ان اقول انني اصبت بحالة خوف لم اشهدها من قبل رغم كل تجاربي) ، حاولت ان أغادر الغرفة فلم استطع حاولت ان أصرخ فلم استطع ، ( فتكومت في زاويتي ابكي من الخوف) .

و رغم هذه الظروف الصعبة واصلت القراءة ، و كان (أبو جعفر) يأتي و يختفي و لم أعد أهتم لذلك و لا اخاف من حدوثة ، اكملنا الكتاب و بدأنا في غيره ، و توالت الكتب ، فقضيت في تلك الغرفة اكثر من (7 اشهر) قرأت و شاهدت و سمعت مالم يكن ليدور في ذهني في يوم من الايام ! ...

و خرجت من تلك الغرفة بلا قلب فلم يعرف بعدها الخوف طريقه الى نفسي ، و خلال بقائي تلك الفترة و التي تلتها رأيت من ذلك الرجل قسوة لم ارها من اي انسان ، و لكن النتيجة كانت مذهلة ، و في فترة بسيطة لم تتجاوز السنة و النصف استطعت ان اتعلم جزء كبير من علم (السيمياء) و (الحرف) و (الأرقام) و (النجوم) و (الرمل) .

في الحلقة القادمة ، سأفصّل فترة السبعة أشهر التي قضيتها في تلك الغرفة ، و ما رأيتة فيها و سمعته و هو شىء يفوق الخيال ، أشكركم مقدماً على المتابعة و التواصل ..

_____________________
* و بدورى أستأذنكم للتوقف هنا لهذا اليوم ، أتمنى أن يكون بلغ بكم التشويق مبلغاً للمتابعة و المواصلة ..






آخر تعديل ديامون يوم 14-11-2013 في 14:43.
رد مع اقتباس