عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2013, 14:24   رقم المشاركة : 16
ديامون





ديامون غير متواجد حالياً

ديامون has a brilliant future


افتراضي رد: قصة من قصص شيوخنا والجن الذي حير العقول (اهياش ٍ اهيل ٍ ياهٍ) حصرياُ

(الحلقة 9)

"السودان"


فكيف سارت الامور هناك ؟ و من هم النجبا و الأوتاد و الأقطاب ؟ و ما هي الملوية ؟ هذا ما سنتعرف علية معا إن شاء الله ...

سافرت الى السودان و إستقبلني الاخ (الضي) ، و أخذني الى غرب دارفور بين السودان و تشاد في قرية صغيرة قريبة من أندوكة و إتجهنا الى القرية ، و هناك استقبلنا (الشيخ محمد) و بعض السكان المحليون ، و كان استقبالاً حاراً و إستضافنا الشيخ محمد في منزله ، و بعد ان قضيت يومين تأكدت ان من ارسلني عمل فينى أكبر مقلب في حياتي ! ..

لأن الشيخ محمد رجل دين لا يقطع المسجد ، (كنت أذهب معه نفاقاً لأن القرية كلهم يصلون) . إخواني أخواتي (لن أعتذر عن صراحتي ، فأنا لم أنشر قصتي لأجعل من نفسي بطلاً ، و إنما لأجعل من نفسي عبرة ، و الفطين من يعتبر في غيره).

طلبت من الضي أن نغادر القرية ، فليس فيها ما أريد . و لكنّه أكد لي ان ما أبحث عنه موجود في هذه القرية ، و أنه شخص ليس له مثيل في كامل أفريقيا ، و أوصاني بالصبر حتى نلتقي به .

كان في القرية شيوخ كثر، منهم شيخ كنت أراه في المسجد له مهابة عظيمة ، الكل يناديه (سيدي موسى) ، و يقبلون يده عند دخول المسجد و عند الخروج منه ، حتى الشيخ محمد يفعل ذلك . و كان دائم الابتسام و كانوا يلتفون حوله بعد الصلاة . فكان يحدثهم بحديث عن عظمة الله لم اسمع له مثيل من قبل ، و كان يولي رسول الله وآل بيته عليه و عليهم السلام إهتماماً و حبا يستحقوه ، سلام الله عليهم ، و قد لاحظت بأن الاغلبية متدينون بشكل مبالغ فيه ، ( مثلاً كانوا يتواجدن في المسجد قبل الآذان و لا يخرجون منه إلا بعد الصلاة بوقت طويل ، كما ان الصلاة لديهم كانت طويلة و كانوا يسبّحون كثيراً و يعقدون الحلقات بعد كل صلاة).

بعد عدة ايام اخبرني الشيخ محمد بأنه (حان الوقت) للقاء الشخص الذي جئت من اجله ، فخرجت معه و أنا في غاية السعادة ، و لكني سألت نفسي كيف هذا الشيخ الفاضل سيأخذني الى مشعوذ ؟ .. سرت معه الى منزل في اطراف القرية ، و دخلنا فكان صاحب المنزل هو الشيخ موسى الذي أراه في المسجد ، فعرّفني عليه الشيخ محمد قائلا (سيدي موسى و قبّل يده) .

طلب منا الشيخ موسى الجلوس ، و لكن الشيخ محمد إستأذن و تركني بمفردي لدى الشيخ موسى ، و قدم الي الشيخ موسى كوب ماء و سألني عن أحوالي .. و عندما بدأت اخبره بأنني بصحة جيدة ، قال انا لا أعني هذا ، أنا اقصد امور دينك و ليس دنياك ، ( صدمني السؤال ، فماذا أقول لهذا الشيخ و أنا من جئت للتعرف على السحر و الشعوذة ، فأي امور دين احدثة عنها ) ؟ .

قلت له و الله يا شيخنا إنني من المقصرين ، فقال كلنا كذلك ، ثم سألني كم مرة تختم القران في الشهر؟ فصعقت لأنني لم أختم القرآن في حياتي الا في مسجد القرية مع الصبية و أنا صبي ، فقلت عفواَ يا شيخ هل لي ان اسأل انا ؟ فقال تفضل ، فحكيت له ما حدث معي و أنني أتيت لأعرف حقيقة السحر و الجن ، و لكن يبدوا أن من أرسلني أراد لي الخير حينما أرسلني إليكم ، (قلت هذا من باب جبر الخواطر ، أما في قرارة نفسي عزمت على تركهم و البحث عما جئت من أجله) .

سألني ماذا تعرف عن السحر و الجن ؟ فقلت له ليس الكثير و لكني سمعت الكثير من القصص و رأيت بعض الأعمال الخارقة ، و عندي شكوك حول بعض الأمور ، قال اسمعني جيداً و دعك من كل هذه الأمور فهناك ما هو أكبر منها ، إنه علم التجلي و الروحانية ، إنه الدرجة الأسمى و الأعظم من العلم ، و لكن الموضوع يحتاج الى صبر فهل تصبر عندي لاكسب فيك الاجر ؟ و إني أرى فيك ما هو أعظم من النُجَبَا ، ( النجبا ، بضم النون و فتح الجيم و الباء و هي مرتبة دينية تأتي أقل من الأوتاد و أرفع من العُدَلا بضم العين) فقلت أصبر إلى متى ؟ .. فقال (سنة سنتين ثلاث سنين ؟ ) .

عقد لساني و إستجمعت قواي و قلت له مجاملاً أستخير الله و أرد عليك ، و الأن يا شيخ أريد أن أعود الى المنزل ، فقال أنت الأن في منزلك فلا تقلق . فأخبرته ان الشيخ محمد قد يغضب ، فقال إنه يعلم أن هذا منزلك و سوف يأتي بأغراضك عندما نراه في صلاة العصر ، و الأن لنتغدى ثم نكمل ، أحضر الغداء و كان لا يكفي شخص واحد ، و رغم ذلك أكلنا و شبعنا و لله الحمد .

خرجنا للمسجد بعد الغداء قبل موعد الآذان بأكثر من ساعة و نصف ، و عندما وصلنا كان في المسجد أناس كثيرون ، و عندما شاهدوا الشيخ موسى وقفوا جميعا فحياهم مبتسماً ، و صلينا و جلسنا نقرأ القران ، ففاجأني الشيخ موسى عندما قال للحضور أغلقوا مصاحفكم و تابعوا معي (ابننا ؟؟؟؟ اللى هو أنا) و هو يقرأ .

تصبب العرق مني و حاولت الخلاص ، و لكن هيهات . فإستسلمت و فتحت المصحف و قلّبت فيه لا ادري من اين اقرأ ؟ و لم أعد أرى الحروف ، و إنعقد لساني ، سميت بالله و لم ازد على ذلك بحرف ، فقد وقف الكلام و أطبقت شفتاى .

فما كان من الشيخ موسى إلا ان تدارك الموقف و اخذ يحكي للموجودين قصة اظنه ابتدعها من اجلى ، ذكر فيها انه مر بنفس تجربتي فشاركه بعض الحاضرين مؤكدين أنهم مروا بنفس التجربة ، ( يالهم من أناس طيبون ) .

أكمل الشيخ موسى حديثه و تطرق الى موضوع (السحر بالسيمياء ، و عالم الروحانيات) كان كلامه عذب و حديثه شيّق و إسلوبه جميل و تعبيره دقيق ، إنتهى الحديث برفع آذان صلاة العصر .

و لكى لا أطيل عليكم ، بقيت في منزل الشيخ موسى يومين أخبرته بعدها بأننى لا أستطيع البقاء و بأنني سوف أسافر الى السعودية و بأنني سعيد بمعرفتهم ، فقال إنتظر يومين فقط و بعدها لك القرار ، و في نفس اليوم أيقظني الشيخ منتصف الليل ، و قال توضأ و تعال .

توضيت و عدت اليه ، فقال إتبعني ، فتبعته الى غرفة كانت مليئة بالبخور و شمعة واحدة و كان الشيخ محمد في الغرفة ، فجلس الشيخ موسى في إحدى الزوايا . ممسكا بالملوية (الملوية هي مسبحة طولها يقاس بالامتار ، البعض يسميها الألفية ، يستخدمونها في التسبيح بالآلآف) ، و أخذ الشيخ موسى يتمتم بكلام لم اسمعه ثم قال بصوت مسموع:

(يا ذا الاسم الأعظم المصان ، افتح لموسى أبواب البيان ، و لتدخل الملائكة السمان ، و ليقيّدوا مردة الجان ...).

و بينما كان الشيخ يتكلم شاهدته يرتفع عن الأرض ، وصل إرتفاعه إلى نصف متر تقريباً و هو جالس متربع ، ثم نظر اليّ و قال ، أنت بجهلك تريد لنفسك الشر و الله برحمته يريد لك الخير . لقد رأيت ما يحدث بأمر السحرة و المشعوذين ، فأنظر الى ما يحدث بأمر الله و قدره . فأشار بيده الى عصا في زاوية الغرفة ، فندفعت العصا الى يده ، فقال كوني بأمر الله طيراً فكانت كما قال و جلست على كتفه ، ثم نظر إلى المسبحة و قال كوني بأمر الله ثعبانا و ألقاها في الارض فكانت كما قال ، كل هذا يحدث أمامي ، ثم نظر اليّ و قال إننا الأن في حضرة الملائكة ، فاسأل ما تشاء عن أمور الدين أو الدنيا ، فلم أستطع .

فردد الشيخ الدعاء السابق و بدأ ينزل إلى الأرض الى ان استقر عليها ، ثم قام و خرج من الغرفة فأمسك الشيخ محمد بيدي و خرجنا خلفه ، فخرج خارج المنزل و نحن خلفه ، و انا اسأل الشيخ محمد ماذا يحدث ؟ و هو يقول لي (الشيخ موسى في حضرة الملائكة) ، و سنسير خلفه و لكن على يساره و يجب ان نحث الخطا و لا تسأل عن شيء و لا تتوقف حتى نعود ، فقط اقرأ ما تحفظ من القرآن أو ردد البسملة.

و كان منزل الشيخ موسى في أطراف القرية ، و المنطقة التي خلفنا شبه فاضية الا من بعض المنازل هنا و هناك ، و كنا نسير في خط شبه مستقيم ، و فجأة قابلتنا إحدى الاشجار و كان جذعها كبير جدا و كانت امام الشيخ موسى بالضبط ، و يا للمصيبة !! .. و الله انني رأيت الشيخ يدخل من جذع الشجرة من الامام و يخرج من الخلف دون ان يتوقف ، فزاد الخوف بداخلي .

ثم صادفنا أحد المنازل في طريقنا ، فتكرر مع الشيخ موسى ما حدث في السابق ، فقد عبر جدار البيت و خرج من الجهة الاخرى ، ثم توقف الشيخ و توقفنا معه ، و قبل ان أتكلم قال الشيخ لنعود و نذهب الى المسجد استعدادا لصلاة الفجر، عدنا و لا اعلم كيف . وصلت المسجد فلم اشعر بالطريق و لا اذكر ملامحه فقط ! كل ما كان يدور في مخيلتى هو ما حدث .

جلست في المسجد اقرأ القران و لا اعرف ماذا كنت اقرأ و انتهت الصلاة و انا في عالم اخر ، و كان في رأسي عشرات الاسئلة للشيخ موسى . عدنا لمنزل الشيخ موسى و معنا الشيخ محمد و وجدنا الافطار جاهز ، فاعتذر الشيخ موسى بأنه صائم و تركنا معتذراً بأن لديه عدد من الدعاء يجب عليه انهائه.

سألت الشيخ محمد عن صحة ما رأيت ، فقال افطر اولا و سأجيبك عن كل اسألتك ، افطرت سريعا و كعادة السودانيين حفظهم الله كان الشيخ محمد ابرد من الثلج ، يأكل على مهله ، و أخيرا انتهى الشيخ من الافطار و قال لي ، ان الشيخ موسى احد الأوتاد الاربعة ، و أن ما رأيته هو من ابسط الكرامات التي اختصه الله بها ، و الأوتاد منهم (سيدنا الخضر و سيدنا الياس عليهم السلام) ، فقلت و هل له كرامات اخرى ؟ قال نعم ( فهو من اصحاب النفحات الالهية ، إستغفر الله و الحضرة النبوية استغفرالله و هو يطوي المسافات و يمشي على الماء و و و و ).

كيف افسر ما حدث ؟ لا يمكن ان يكون الشيخ موسى ساحراً او مشعوذاً و هو يصلي و ليس فيه صفات السحرة التي نعرفها جميعاً . فهل هو من اولياء الله الصالحين رغم ان كراماته تخل بالعقيدة ؟ ففيها النفحات و هي علم غيب و غيرها من الامور التي لا ترضي الله ، إستغفر الله . هذا السؤال و غيره من الحقائق التي اكتشفتها عوضتني عن كل خسائري ...

يتبع ...

إخواني أخواتي لقاءنا القادم في الحلقة 10 اشكركم مقدما على المتابعة و التواصل.






آخر تعديل ديامون يوم 14-11-2013 في 14:31.
رد مع اقتباس