لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكر المهدي فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض عدلا".
وجاء كذلك عند أبي داود من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة". وجاء كذلك عند أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم :" المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة". وجاء كذلك عند أحمد:" المهدي منّي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ويملك سبع سنين".
فكانت وظيفة الإمام المهدي عليه السلام ان يملأ الدنيا عدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وكل الدعوات الان التي تدعي المهدوية إنما هي داعية لنفسها او لشيخها او لقائدها وليس داعية إلى دعوة المهدي عليه السلام الحقة لان المهدي عليه السلام يبايع وهو كاره وجاء في الأثر أنه فر من البيعة لعلمه بانها تكليف وليست بتشريف .
وكل ما قيل وما يقال في ادعاء المهدوية إنما ضرب من تخاذل الأمة عن واجبها ونصرة الحق ودحض الباطل , فكثير من الناس يسمونه المنقذ من البغي والضلال والكفر وغير ذلك. في حين أن الله جل جلاله أمر المسلمين باعداد العدة وحمل الراية ورفع المشعل لا بالتسويف والتقعيس ووضع اليد على الخذ بانتظار خروج المهدي .
فإن أنصار المهدي عليه السلام الحقيقين ليسوا من هذا النوع من الخنع, وليسوا كذلك من الذين يستعجلون الشيء قبل أوانه فيعاقبون بحرمانه.
والله اعلم