بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم وبه نستعين
لا إله الا الله محمد رسول الله
اية جمعت أصول الدين ولب توحيد رب العالمين الذي بعث من اجل تحقيقه و الدعوة اليه جميعالأنبياء والمرسلين
فالاية بينت و أبرزت مراتب التوحيد الثلاثة :
* فالمرتبة الأولى بيان أن الله وحده هو المستحق أن يدعى فلا يدعى غيره لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة فهو سبحانه المستحق أن يدعى فيرجى و يشكر فلا يجحد ويسأل فلا يستكبر عن دعوته وعبادته في هذا التفرد باستحقاق العبادة والدعاء والتوجه واللجوء إبراز لصفات الرب المتميز بصفات الجمال ونعوت الكمال وأسماء الجلال ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
* المرتبة إثبات المعاد والجزاء والبعث والنشور والحساب والقدوم بين يدي رب الأرض والسماء فحيث ان الله سبحانه أثبات لنفسه انه الحي الذي لا يموت فكل شيء ماعدا الله هالك ميت ولكنه هلاك أو فناء مؤقت إلى أجل معلوم وزمن محتوم قال تعالى : افحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق
فلابد من يوم نرد فيه على الله لمحاسبة الخلائق يجزي المحسن على إحسانه ويجزي المسيء على إيساءته وإلا فإن نفي البعث والمحاسبة وأن العباد مجزيون بما فعلوا في دار الابتلاء والامتحان فلاشك انه يصف خلق الله بالعبث الذي طائل ولا حكمة من وراءه وحاشاه سبحانه فهو ربنا الحكيم الذي يضع الأمور في نصابها و على أكمل وجه تمامها
* المرتبة الثالثة عند قوله تعالى له الحكم وإليه ترجعون وهي إثبات قضاء الله وقدره الكوني وشرعي فلا نخرج عن إرادة الله وما قدره الله علينا فإن خيرا فبفضله وإحسانه وان شرا عياذا بالله فمن عدله وحكمته
ولا يظلم ربك أحدا
فمن تأمل أيها الأحباب الكرام هذه الاية هان عليه كل شيء وعظم ربه أشد تعظيم و استشعر عظمة الله وكبريائه و عزته فعرف قدر نفسه وخشي عليها أن يوردها المهالك فإن الأجل محتوم وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا
اللهم تجاوز عنا بمحض جودك وكرمك علينا
اللهم عاملنا بعفوك واحسانك ولا تعاملنا بعدلك
اللهم اغفر لشيخنا وارزقنا واياهم جنة الفردوس فأن سقفها عرش الرحمن
امين امين امين
وصلى اللهم على محمد واله الطبين وصحبه الاكرمين وسلم تسليما