عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-2012, 18:01   رقم المشاركة : 3
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية





شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: اسماء الله الحسنى شرح مستفيض 1

: اسماء الله الحسنى شرح مستفيض
* العظيـــم :


العظيم لغويا بمعنى الضخامة و العز و المجد و الكبرياء ،

والله العظيم أعظم من كل عظيم لأن العقول لا يصل الى

كنة صمديته ، و الأبصار لا تحيط بسرادقات عزته ، و كل ما

سوى الله فهو حقير بل كالعدم المحض ، و قال تعالى

( فسبح باسم ربك العظيم ) و قد كان النبى صلى الله عليه

وسلم يدعو عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم ، لا إله إلا الله

رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات و رب العرش

العظيم ) . قال تعالى : ( ذلك و من يعظم شعائر الله فإنها

من تقوى القلوب ) وحظ العبد من هذا الاسم أن من يعظم

حرمات الله و يحترم شعائر الدين ، و يوقر كل ما نسب الى

الله فهو عظيم عند الله و عند عباده .


* الغفــــــور :


الغفور من الغفر و هو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا

و إحسانا منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة و أقبلت عليه

فهو غفارك و ساترك ، لتطمئن قلوب العصاة ، و تسكن نفوس

المجرمين ، و لا يقنط مجرم من روح الله فهو غافر الذنب و

قابل التوبة .

و الغفور هو من يغفر الذنوب العظام ، و الغفارهو من يغفر

الذنوب الكثيرة . و علم النبى صلى الله عليه وسلم ابو بكر

الصديق الدعاء الأتى : اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ،

ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فإغفر لى مغفرة من عندك ،

و ارحمنى إنك انت الغفور الرحيم .


* الشكـــور :


الشكر فى اللغة هى الزيادة ، يقال شكر فى الأرض إذا

كثر النبات فيها ، و الشكور هو كثير الشكر ، والله الشكور

الذى ينمو عنده القليل من أعمال العبد فيضاعف له الجزاء ،

و شكره لعبده هى مغفرته له ، يجازى على يسير الطاعات

بكثير الخيرات ، و من دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى

النعمة ، و قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن

عذابى لشديد ) ، و الشكر من الله معناه أنه تعالى قادرا

على إثابة المحسنين و هو لا يضيع أجر من أحسن عملا .


* العلـــــي :


العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فلا

تدرك ذاته و لا تتصور صفاته أو ادراك كماله ، و الفرق بين

العلى و المتعالى أن العلى هو ليس فوقه شىء فى المرتبة

أو الحكم ، و المتعالى هو الذى جل عن إفك المفترين ، والله

سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل

وحظ العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا ، حيث

أن أعلى درجات العلو هى للأنبياء ، و الملائكة ، و على العبد

أن يتذلل بين يدى الله تعالى فيرفع شأنه ويتعالى عن صغائر

الأمور .


* الكبيـــــر :


الكبير هو العظيم ، والله تعالى هو الكبير فى كل شىء

على الإطلاق و هو الذى مبر و علا فى "ذاته" و "صفاته"

و "افعاله" عن مشابهة مخلوقاته ، و هو صاحب كمال الذات

الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه أزلا وأبدا ، و الثانى :

أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ، و جاء اسم الكبير

فى القرآن خمسة مرات أربع منهم جاء مقترنا باسم

(العلى ) . و الكبير من العباد هو التقى المرشد للخلق ،

الصالح ليكون قدوة للناس ، يروى أن المسيح عليه السلام

قال : من علم و عمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت

السموات .


* الحفيـــظ :


الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى

حفيظ للأشياء بمعنى أولا : أنه يعلم جملها و تفصيلها علما

لا يتبدل بالزوال ، و ثانيا : هو حراسة ذات الشىء و جميع

صفاته و كمالاته عن العدم و قال رسول الله صلى الله عليه

و سلم ( إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسى ، لايزال

عليك الله حارس ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على

جوارحه من المعاصى ، و على قلبه من الخطرات و أن

يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف و البخل .


* المقيــــت :


القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت

بمعنى هو خالق الأقوات و موصلها للأبدان و هى:الأطعمة

و الى القلوب و هى : المعرفة ، و بذلك يتطابق مع اسم

الرزاق و يزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشىء

بالقدرة و العلم ، و يقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات

عباده مختلفة فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربة

و هم : الآدميون و الحيوانات ، و منهم من جعل قوته الطاعة

و التسبيح و هم :الملائكة ، و منهم من جعل قوته المعانى

و المعارف و العقل و هم الأرواح .

وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك كلها إلا من الله تعالى

لأن خزائن الأرزاق بيده ، و يقول الله لموسى فى حديثه

القدسى : يا موسى اسألنى فى كل شىء حتى شراك

نعلك و ملح طعامك .


* الحسيــــب :


الحسيب فى اللغة هو المكافىء و الاكتفاء و المحاسب

و الشريف الذى له صفات الكمال ، و الله الحسيب بمعنى

الذى يحاسب عباده على أعمالهم ، و الذى منه كفاية العباده

و عليه الاعتماد ، و هو الشرف الذى له صفات الكمال و الجلال

والجمال و من كان له الله حسيبا كفاه الله ، و من عرف أن

الله تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب .


* الجليــــل :


الجليل هو الله ، بمعنى الغنى و الملك و التقدس و العلم و

القدرة و العزة و النزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال :

و هى العظمة و العزة و الكبرياء و التقديس و كلها ترجع الى

الجليل ، و صفات جمال : و هى اللطف و الكرم و الحنان و

العفو و الإحسان و كلها ترجع الى الجميل ، و صفات كمال :

و هى الأوصاف التى لا تصل اليها العقول و الأرواح مثل

القدوس ، و صفات ظاهرها جمال و باطنها جلال مثل

المعطى ، و صفات ظاهرها جلال و باطنها جمال مثل الضار ،

و الجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال

الظاهر فأقل قدرا .


* الكريــــــــم :


الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، و هو أيضا

السخى النفاح ، و الفرق بين الكريم و السخى أن الكريم

هو كثير الإحسان بدون طلب ، و السخى هو المعطى عند

السؤال ، والله سمى الكريم و ليس السخى فهو الذى لا

يحوجك الى سؤال ، و لا يبالى من أعطى ، و قيل هو الذى

يعطى ما يشاء لمن يشاء و كيف يشاء بغير سؤال ، و يعفو

عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب الجزيل العمل

القليل .. و كرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله

عليه و سلم ( إنى لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، وآخر

أهل النار خروجا منها ، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا عليه صغار

ذنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا و كذا ، و عملت يوم كذا..

كذا و كذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر ، و هو مشفق من

كبار ذنوبه أن تعرض عليه ، فيقال له : فإن لك مكان كل

سيئة حسنة ، فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها هنا )

و ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه .


* الرقيـــب :


الرقيب فى اللغة هو المنتظر و الراصد، و الرقيب هو الله

الحافظ الذى لا يغيب عنه شىء ، و يقال للملك الذى يكتب

أعمال العباد ( رقيب ) ، و قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا

لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب الذى يرى أحوال العباد و يعلم

أقوالهم ، و يحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،

و الحديث النبوى يقول ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن

لم تكن تراه فإنه يراك )، وحظ العبد من الاسم أن يراقب

نفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص لربه بنية طاهرة .


* المجيــــب :


المجيب فى اللغة لها معنيان ، الأول الأجابة ، و الثانى أعطاء

السائل مطلوبه ، و فى حق الله تعالى المجيب هو مقابلة

دعاء الداعين بالاستجابة ، و ضرورة المضطرين بالكفاية ،

المنعم قبل النداء ، ربما ضيق الحال على العباد ابتلاء رفعا

لدرجاتهم بصبرهم وشكرهم فى السراء والضراء ، و

الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( أدع الله و أنتم موقنون

من الأجابة)

الواســــع :


الواسع مشتق من السعة ، تضاف مرة الى العلم اذا اتسع ،

و تضاف مرة أخرى الى الإحسان و بسط النعم ، الواسع

المطلق هو الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى علمه فلا ساحل

لبحر معلوماته ، و اذا نظرنا الى إحسانه و نعمه فلا نهاية

لمقدوراته ، و فى القرآن الكريم اقترن اسم الواسع بصفة

العليم ، و نعمة الله الوتسع نوعان : نعمة نفع و هى التى

نراها من نعمته علينا ، و نعمة دفع و هى ما دفعه الله عنا

من انواع البلاء ، و هى نعمة مجهولة و هى أتم من نعمة

النفع ، وحظ العبد من الاسم أن يتسع خلقك و رحمتك عباد

الله فى جميع الأحوال .


* الحكيــــم :


الحكيم صيغة تعظيم لصاحب الحكمة ، و الحكيم فى حق

الله تعالى بمعنى العليم بالأشياء و إيجادها على غاية

الإحكام و الإتقان و الكمال الذى يضع الأشياء فى مواضعها،

و يعلم خواصها و منافعها ، الخبير بحقائق الأمور ومعرفة

أفضل المعلومات بأفضل العلوم ، والحكمة فى حق العباد

هى الصواب فى القول و العمل بقدر طاقة البشر .


* الــــــودود :


الود و الوداد بمعنى الحب و الصداقة ، والله تعالى ودود أى

يحب عباده ويحبونه ، والودود بثلاث معان الأول : أن الله

مودود فى قلوب اوليائه ، الثانى : بمعنى الوادّ و بهذا

يكون قريب من الرحمة ، والفرق بينهما أن الرحمة

تستدعى مرحوم محتاج ضعيف ، الثالث: أن يحب الله

اوليائه ويرضى عنهم . وحظ العبد من الاسم أن يحب

الخير لجميع الخلق ، فيحب للعاصى التوبة و للصالح

الثبات ، ويكون ودودا لعباد الله فيعفو عمن أساء اليه

و يكون لين الجانب لجميع الناس وخاصة اهله و عشيرته

و كما حدث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

حين كسرت رباغيته و أدمى وحهه فقال

( اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ) فلم يمنعه سوء

صنيعهم عن أرادته الخير لهم .


* المجيـــد :


اللغة تقول أن المجد هو الشرف والمروءة و السخاء ، والله

المجيد يدل على كثرة إحسانه وأفضاله ، الشريف ذاته ،

الجميل افعاله ، الجزيل عطاؤه ، البالغ المنتهى فى الكرم ،

و قال تعالى ( ق و القرآن المجيد ) أى الشريف و المجيد

لكثرة فوائده لكثرة ما تضمنه من العلوم و المكارم و المقاصد

العليا ، و اسم المجيد و اسم الماجد بمعنى واحد فهو تأكيد

لمعنى الغنى ، وحظ العبد من الاسم أن يكون كريما فى

جميع الأحوال مع ملازمة الأدب .


* الباعـــــث :


الباعث فى اللغة هو أثارة أو أرسله أو الإنهاض ، و الباعث

فى حق الله تعالى لها عدة معان الأول : أنه باعث الخلق

يوم القيامة ، الثانى : أنه باعث الرسل الى الخلق ، الثالث:

أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة بخلقه للإرادة و

الدواعى فى قلوبهم ، الرابع : أنه يبعث عباده عند العجز

بالمعونة و الإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما

يريد مولاه فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى

لترقى النفس وتدنو من الكمال .


* الشهيـــد :


شهد فى اللغة بمعنى حضر و علم و أعلم ، و الشهيد اسم

من أسماء الله تعالى بمعنى الذى لا يغيب عنه شىء فى

ملكه فى الأمور الظاهرة المشاهدة ، إذا اعتبر العلم مطلقا

فالله هو العليم ، و إذا أضيف الى الأمور الباطنة فهو الخبير ،

و إذا أضيف الى الأمور الظاهرة فهو الشهيد ، و الشهيد فى

حق العبد هى صفة لمن باع نفسه لربه ، فالرسول صلى

الله عليه وسلم شهيد ، و من مات فى سبيل الله شهيد

اللهم امنحنا الشهادة فى سبيل جهاد النفس و الهوى فهو

الجهاد الأكبر ، واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى

بالقدر ، واجعلنا شهداء لأنوارك فى سائر اللحظات .


* الحـــــق :


الحق هو الله ، هو الموجود حقيقة ، موجود على وجه لا يقبل

العدم و لا يتغير ، و الكل منه و اليه ، فالعبد إن كان موجودا

فهو موجود بالله ، لا بذات العبد ، فالعبد و إن كان حقا ليس

بنفسه بل هو حق بالله ، و هو بذاته باطل لولا إيجاد الله له ،

و لا وجود للوجود إلا به ، و كل شىء هالك إلا وجه الله الكريم ،

الله الثابت الذى لا يزول ، المتحقق وجوده أزلا و أبدا

و تطلق كلمة الحق أيضا على القرآن و العدل و الإسلام و

الصدق ، و وصف الحق لا يتحلى به أحد من الخلق إلا على

سبيل الصفة المؤقتة ، وسيزول كل ملك ظاهر و باطن بزوال

الدنيا و يبقى ملك المولى الحق وحده .


* الوكيــــل :


تقول اللغة أن الوكيل هو الموكول اليه أمور و مصالح غيره ،

الحق من أسماء الله تعالى تفيض بالأنوار ، فهو الكافى لكل

من توكل عليه ، القائم بشئون عباده ، فمن توكل عليه تولاه

و كفاه ، و من استغنى به أغناه و أرضاه . وا لدين كله على

أمرين ، أن يكون العبد على الحق فى قوله و عمله و نيته ، و

أن يكون متوكلا على الله واثقا به ، فالدين كله فى هذين

المقامين ، فالعبد آفته إما بسبب عدم الهداية و إما من عدم

التوكل ، فإذا جمع الهداية الى التوكل فقد جمع الإيمان كله .


* القوي المتين :


هذان الإسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى ، القوة تدل

على القدرة التامة ، و المتانة تدل على شدة القوة والله القوى

صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ، والله المتين شديد القوة

و القدرة والله متم قدره و بالغ أمره و اللائق بالأنسان أن لا

يغتر بقوته ، بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه ، كما كان

يفعل عمر الفاروق حين يدعو ربه فيقول ( اللهم كبرت سنى

وضعفت قوتى ) لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو ذو القوة أى

صاحبها و واهبها ، و هذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده

أقوياء بالحق و فى الحق و للحق .


* الولـــــي :


الولى فى اللغة هو الحليف و القيم بالأمر ، و القريب و الناصر

و المحب ، و الولى أولا : بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم ،

و ثانيا : بمعنى الناصر ، و الناصر للخلق فى الحقيقة هو الله

تبارك و تعالى ، ثالثا : بمعنى المحب و قال تعالى ( الله ولى

الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى الوالى أى المجالس ،

و موالاة الله للعبد محبته له ، والله هو المتولى أمر عباده

بالحفظ و التدبير ، ينصر أولياءه ، و يقهر أعدائه ، يتخذه المؤمن

وليا فيتولاه بعنايته ، و يحفظه برعايته ، و يختصه برحمته

وحظ العبد من اسم الولى أن يجتهد فى تحقيق الولاية من

جانبه ، و ذلك لا يتم إلا بلإعراض عن غير الله تعالى ، و الإقبال

كلية على نور الحق سبحانه و تعالى .


* الحميـــد :


الحميد لغويا هو المستحق للحمد و الثناء ، والله تعالى هو

الحميد ، بحمده نفسه أزلا ، و بحمده عباده له أبدا ، الذى

يوفقك بالخيرات و يحمدك عليها ، و يمحو عنك السيئات ، و

لا يخجلك لذكرها ، و ان الناس منازل فى حمد الله تعالى ،

فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ، و الخواص

يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ، والمقربون يحمدونه

لأنه هو لا شىء غيره ، و لقد روى أن داود عليه السلام قال

لربه ( إلهى كيف اشكرك ، وشكرى لك نعمة منك علىّ ؟ )

فقال الأن شكرتنى

و الحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله

و أقواله ، و لم تظهر أنوار اسمه الحميد جلية فى الوجود إلا

فى رسول الله صلى الله عليه وسلم .


* المحصـــي :


المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء و ما شأنه

التعداد ، الله المحصى الذى يحصى الأعمال و يعدها يوم

القيامة ، هو العليم بدقائق الأمور ، واسرار المقدور ، هو

بالمظاهر بصير ، و بالباطن خبير ، هو المحصى للطاعات ،

و المحيط لجميع الحالات ، و اسم المحصى لم يرد بالأسم

فى القرآن الكريم، و لكن وردت مادته فى مواضع ، ففى

سورة النبأ ( وكل شىء أحصيناه كتابا ) ، وحظ العبد من

الاسم أن يحاسب نفسه ، و أن يراقب ربه فى أقواله و أفعاله ،

و أن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ، ( وان تعدوا نعمة الله

لا تحصوها ) الآية


* المبدئ المعيد :


المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ، و الأيات القرآنية التى فيها

ذكر لاسم المبدىء و المعيد قد جمعت بينهما ، والله

المبدىء هو المظهر الأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم

على نسق الكمال ، و أدب الإنسان مع الله المبدىء يجعله

يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين و بداية هذا الهيكل

من الماء المهين ، ثانيهما أن روحه من النور و يتذكر بدايته

الترابية ليذهب عنه الغرور .

المعيد لغويا هو الرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ،

و فى سورة القصص ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك الى

معاد ) ، أى يردك الى وطنك و بلدك ، و الميعاد هو الآخرة ،

والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة الى الممات ، ثم

يعيدهم بعد الموت الى الحياة ، و من يتذكر العودة الى

مولاه صفا قلبه ، و نال مناه ، و الله بدأ خلق الناس ، ثم هو

يعيدهم أى يحشرهم ، و الأشياء كلها منه بأت و اليه تعود .


* المحيي المميت :


الله المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ، و

هو محي الحياة و معطيها لمن شاء ، و يحيى الأرواح

بالمعارف ، و يحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ، و أدب

المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى

يحيى الله قلبه بنور المعرفة .

والله المميت و الموت ضد الحياة ، و هو خالق الموت و

موجهه على من يشاء من الأحياء متى شاء و كيف شاء ،

و مميت القلب بالغفلة ، و العقل بالشهوة . و لقد روى أن

الرسول صلى الله عليه وسلم كان من دعائه اذا أوى الى

فراشه ( اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ) و إذا أصبح قال :

الحمد لله الذى أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور .


* الحــــــــي :


الحياة فى اللغة هى نقيض الموت ، و الحى فى صفة الله

تعالى هو الباقى حيا بذاته أزلا و أبدا ، و الأزل هو دوام الوجود

فى الماضى ، و الأبد هو دوام الوجود فى المستقبل ، و

الإنس و الجن يموتون ، و كل شىء هالك إلا وجهه الكريم ،

و كل حى سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى ، و

قيل إن اسم الحى هو اسم الله الأعظم .







التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس