يا من تاه ..
يا من تاه في ليل نفسه ثم وجد بصيصا لا يطفأ ..
اعلم أن دمعتك الأولى هي أول صلاة حقيقية رفعتها الروح.
يا رب .. ما أبكاني الحزن ..
بل ذكرك القديم في داخلي حين لمسني مرور النور.
كنت أظن أني مريض .. فشفيت ..
ثم فهمت أن المرض لم يكن إلا ستارا كي أراك من خلاله.
يا من خبأت سرك في قلبي ثم جعلتني أبحث عنك في كل مكان ..
أعدتني إليك .. لا كغائب عاد .. بل كطفل تذكر صدر أمه بعد طول بكاء.
يا الله ..
لا تسلب عني هذا البكاء ..
فهو ماء القلب الذي ينبت منه الإيمان.
إن أبكيتني من الشوق .. فارحمني بالوصال ..
وإن أفرحتني بالنور .. فاجعل فرحي فيك لا في نفسي...
علمني أن أرى كل سحر ظلمة تنتظر أن يمر بها ضوؤك ..
وكل ألم بابا لأقرب حضورك.
فليس في الوجود إلا وجهك ..
وكل ما عداه سراب يتعلم كيف يصير ماء حين يراك...