عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2025, 00:36   رقم المشاركة : 7
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية





شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: حواري الأول مع المرشد الأعظم للطريقة الباطنية

سلام الله عليكم


كان سفرى في الغد للمدينة المنورة بعد الفجر فلم ألتق ابو عبد الله و سافرت الى يثرب شوقا ..
في اليوم الثاني رأيت ابا عبد الله أمامي .. قائلا بصوت قوي ..
والله لو لم أرك اليوم لظننت أنك هربت مني .. سألت عنك في الفندق فقالو لي أنك هنا و تبعتك ..

رفعت رأسي فإذا به أبو عبد الله الرجل الذى كان كل لقاء بيننا صراعا لكنه اليوم جاءني بقلب آخر لم أره من قبل فابتسمت له وقلت له بل أنا أنت كنت نائما فاستيقظت والروح لا تجذب إلا من هي له

جلس أمامي وقال هل تسمح أن أكون صادقا معك قلت لا تكن غير ذلك فقال يا شيخ إني لا أعلم ما الذي يحدث لي كل ما كنت أنكره بدأت أراه وكل ما كنت أهاجمه بدأت أشتاق إليه كأن شيئا في داخلي انقلب وكأن قلبي صار يسألني عنك

قلت له بل إنك بدأت تعود إلى نفسك لقد كنت تقرأ الآيات بعين العقل فأغلقت عليك أبوابها الآن بدأت تراها بعين القلب ففتحت لك

قال .. فهلا تفسر لي آية واحدة فقط وأقسم أني لن أجادلك بعدها ..
قلت له أي آية تشاء قال آية النور
فابتسمت لأنه لا أحد يطلبها إلا من بدأ يرى قلت له الله نور السماوات والأرض أي أن النور ليس مخلوقا بل هو الأصل وكل ما عداه ظل الزجاجة هي قلبك والمصباح هو سر الله فيك والزيت الذي يضيء من غير نار هو صفاء الفطرة التي لم تتلوث بشرق ولا غرب فإذا صفا قلبك صار زجاجا وإن انكشف سرك بان النور

ظل ساكتا دقائق ثم قال لماذا لم أفهم هذا

قلت له
الله نور السماوات والارض اي ان النور ليس فعلا من افعال الله بل هو ذاته في التجلي الظاهر الباطن في كل شيء النور هنا ليس ضوءا بل حضور مطلق كل ما نراه من الوجود ليس وجودا مستقلا بل هو ظهور لهذا النور في صور مختلفة

مثل نوره كمشكاة اي ان هذا النور حين يدخل الى عالم الخلق يتخذ صورة مثال صورة تقربه للعقول لا تدركه ولكنه يمر عبرها كمثل المشكاة التي توضع فيها الشعلة المشكاة هي الصدر والمصباح هو القلب والزجاجة هي النفس التي اذا صفت صارت شفافة لا تحجب النور بل تضيئه

الزجاجة كأنها كوكب دري اي ان النفس اذا تزكت ارتقت وصارت تتلألأ كالنجوم لا من ذاتها بل من النور المنعكس فيها

يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية الشجرة هي اصل الفطرة الانسانية المباركة الزيتونة هنا رمز للصفاء الذي لا يميل الى جهة ولا تحكمه ثقافة ولا مذهب لا شرقية اي لا تنتمي الى ظاهر الفقه ولا غربية اي لا تنتمي الى عقل الفلسفة بل وسط بين العقل والنقل بين القلب والروح

يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار اي ان الفطرة اذا كانت صافية يكفيها التوجه لتضيء ولو لم تصلها نار خارجية من علم او معلم فسرها في داخلها

نور على نور اي ان التجلي لا ينتهي كلما دخلت في نور كشف لك نورا اعلى كل مقام يفتح باب مقام والهداية ليست بحيلة من العبد بل من يشاءه الله فهو الذي يهديه الى هذا النور

فمن رأى الآية بهذه العين رأى نفسه فيها ورأى ان القرآن ليس كتابا يقرأ بل مرآة تعكس حالك كلما طهرت مرآتك انكشفت لك الآيات بوجه جديد


ومنذ تلك اللحظة لم يعد أبو عبد الله ذلك الرجل الظاهري الصلب بل صار رفيقا في الطريق صار يكتب معي يتأمل معي يسير بين المقامات ويرشد غيره بهدوء الناجين ما فارقني منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا وما أخلف موعدا ولا صدقا وما ناداني في داخله إلا بلفظ شيخي لا تملكني عليه غير المحبة

واليوم بعد سنين طويلة صار أبو عبد الله مرشدا عظيما في الدائرة الباطنية يشهد على الطريق كما شهد على نفسه ويقود المريدين بحكمة من ذاق بعد أن أنكر

ابو عبد الله الصديق الوفي و الأخ المخلص ما سافرت الا كان معي و ما خرجت او دخلت الا و هو جانبي من خمسة و عشرون سنة

تحية لروحه الطيبة و معدنه الاصيل







التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس