بارك الله فيكم وسدد خطاكم،
جزاكم الله عنّا خيرًا على هذا البيان النوراني، فقد أحسست أن كلماتكم لم تصف الموت والحياة والبعث كأحداث منفصلة، بل كخيوط متصلة في نسيج واحد هو سَير النفس نحو حقيقتها. أدركت من إشارتكم أن الموت ليس انقطاعًا بل عبور، والحياة ليست ابتداءً بل اختبار، والبعث ليس عودة بل انكشاف. وكأن الوجود كلّه ليس إلا رحلة من الحجاب إلى الكشف، ومن الغفلة إلى الحضور.
وقد لامست قلبي عبارة أن الوعي لا يفنى بل يتبدّل طوره، فشعرت أن السر الأعظم ليس فيما يزول عنا، بل فيما يبقى فينا من نورٍ يرافقنا عبر المراحل.
لكن يظل في العمق سؤال يهزّ الروح: إذا كانت هذه المراحل الثلاث ليست سوى انتقالات للوعي، فهل الوعي ذاته هو المسافر، أم أنه هو الطريق، وهو الغاية، وهو المقصود*منذ*الأزل؟