المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاجبار بداية للهلاك و الدمار


شيخ الأسرار الباطنية
19-03-2012, 09:39
الاجبار بداية للهلاك و الدمار (http://www.falake.com/showthread.php?t=3910)


لا إكراه حتى في الدّيـن...
تذكّر هذا:
لا تحاول أبداً فرض أي شيء على نفسك...
إذا أردتَ أن تصبح مقسوماً داخلياً عليك بهذه الطريقة...
إذا أردتَ أن تصبح بائساً، وتفقد النقطة المطلوبة الدقيقة...
التزم بهذه الطريقة فوراً ولا تسأل عن الحقيقة...!!!!

يجب أن يتدفق شيء من خلالك...
شيء ينبع من داخلك إلى خارجك...
وهو كيانك الجوهري العميق...
ما عليك إلا أن تزيل العوائق من على الطريق...
لا حاجة لأي شيء جديد لكي تُضيفه أو تستضيفه...
بل في الواقع هناك شيء فائض يجب التخلص منه، وستصبح كاملاً مكتملاً...
لا داعي للإضافة... المطلوب هو عملية طرح لا جمع...
أنت مكتمل بالأساس على صورة الله ومثاله بالطبع...
لكن هناك بعض الأشياء الزائدة عن النبع...
بعض الصخور التي تغلقه وتمنعه...
فاطرح تلك الصخور وسيعود النبع إلى التدفق كما كان في الفطرة الأولى.

لكن لماذا يندهش المرء للالتزام بضبط النفس وتهذيبها،
وتستحوذ عليه فكرة النظام المفروض من الخارج؟
لا بد من وجود سبب وجذر لهذا الاندهاش والانفلاش...
السبب هو أن فرض أي شيء من خارج ذاتك،
يبدو أمراً أسهل وأرخص دون أي ثمن من كيسك وجيبتك...

دعوني أشبّه لكم الأمر بما يلي:
على افتراض أنك لستِ جميلة، تستطيعين شراء قناع جميل ومواد للتجميل من السوق وتستطيعين وضعها على وجهك.
بقناعٍ رخيص جداً لا بالقناعة تستطيعين خداع الآخرين إلى حدّ ما...
لكن ليس لفترة طويلة، لأن القناع شيء ميت...
والشيء الميت قد يمتلك بعض مظاهر الجمال...
لكنه لا يمكن أن يكون جميلاً حقاً... هذا شيء مُحال...
في الواقع، لقد أصبحتِ أبشع مما كنتِ من قبل...
مهما كان وضع وجهك الأصلي، فقد كان حياً على الأقل يشعّ بالحياة والذكاء...
أما الآن لديكِ قناع ميت وأنت تختبئين خلفه مليئة بالخوف والشقاء...
وهكذا ينشغل معظم الناس طوال حياتهم بجمع الأخلاق والفضائل من الخارج، وإخفاء الصفات السيئة داخلهم من طمع وعنف وغضب وكذب....

الغــضــب مثلاً...
إذا كنتَ إنساناً غضوباً: ستقول أنه يجب عليّ أن أتخلص من هذا الغضب، الغضب سيء جداً وهو حرام وغير ذلك... لكن الوصول إلى حالة من اللاغضب يحتاج إلى جهود كبيرة ورحلة طويلة ومكلفة...
لذلك من الأسهل أن تفرض على نفسك كبت الغضب...
في الواقع، تستطيع استخدام طاقة الغضب عندك في كبت الغضب في الحال...
لا يوجد أي مشكلة، لأن أي إنسان غضوب يمكنه بسهولة أن يقهر الغضب ويتغلب عليه... ما عليه إلا القيام بأمر واحد: هو توجيه غضبه إلى نفسه.
في البداية كان غاضباً من الآخرين: أما الآن عليه أن يكون غاضباً من نفسه ويكبت الغضب... لكنك إذا نظرتَ إلى عينيه، ستجد الغضب مخفياً وكامناً...

وتذكّر...
أن تكون غاضباً في بعض الأحيان ليس شيئاً سيئاً... لكن أن تكبت الغضب وتبقى غاضباً باستمرار شيء خطير جداً.... وهذا هو الفرق بين الحقد والكراهية.
عندما تغلي بالغضب تظهر الكراهية، لكنها مؤقتة تأتي وتذهب...
لا يوجد شيء لتقلق كثيراً حياله...
أما عندما تكبت الغضب ستختفي الكراهية ويظهر البُغض والحِقد، وسيكون الحِقد الطابع الدائم لحياتك...

الغضب المكبوت يؤثر باستمرار عليك وعلى سلوكك وعلى جميع علاقاتك.
والآن، أنت لا تغضب أحياناً، بل غاضب في كل الأحيان والأزمان...
الآن، غضبك ليس موجّهاً تجاه أي أحد، بل أصبح غير موجّه، أصبح صفةً تلوّن كيانك وروحك...
الآن، غضبك مرتبط بك أنت....
لا تستطيع أن تحدد تماماً من الذي أغضبك، لأنك في ماضيك كنتَ تجمع وتجمع الغضب... فتَحوّلَ هذا الغضب إلى مستودع مليء بالغضب...
لذلك تجد نفسك غارقاً في الغضب دون أي سبب...






هذا شيء سيء جداً لحدّ كبير... مرضٌ مُزمن وخطير...
في البداية كان الغضب مجرّد توهّج مؤقت، حدثَ وانتهى...
شيء مرتبط بالحالة الراهنة فقط...
كان غضبك مثل غضب الأطفال: يغضبون وينفعلون، يهبّون كلهب النار لكنهم بعدها يخمدون ويهدؤون، ومباشرة تزول العاصفة ويعود الصمت والسلام، وتجدهم جميلين مُحبّين من جديد...
لكنك عندما تكبت وتكبت وتكبت غضبك،
سيتغلغل الغضب إلى دمك وعظمك...
سيدور فيك مع دوران دمك، ومع دخول وخروج نفَسك...
عندها أي كلمة تقولها أو عمل تعمله سيكون غاضباً...
حتى إذا كنتَ تحبّ شخصاً ما فإنك ستحبّه بطريقة غاضبة!
ستجد فيك العدوان والطغيان... ميلاً لتحطيم الأشياء والإنسان...

فرضُ أي شيء من الخارج يبدو شيئاً رخيصاً في البداية...
لكنه في النهاية سيُثبت أنه خطير ومميت للغاية...
والناس يجدونه رخيصاً بسبب وجود خبراء يقولون لهم باستمرار كيف يقومون بذلك ليل نهار...
الطفل يولد ويصبح والداه هم الخبراء...
إنهم ليسوا خبراء لأنهم لم يحلوا مشكلاتهم بعد... وإذا كانوا فعلاً يحبون الطفل يجب ألا يفرضوا عليه النموذج ذاته... ربّوا أولادكم على عادات غير عاداتكم، لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم....
لكن من يحب؟.... لا أحد يعلم ما هو الحب......

يبدأ الأهل بفرض طريقتهم وأسلوب حياتهم، ذات الأسلوب القديم الذي وقعوا في شباكه... إنهم حتى غير مدركين لما يفعلون...
هم أنفسهم قد سقطوا في نفس الحفرة وكانت حياتهم بكاملها حياة بؤس ومعاناة،
وهم الآن يُقدّمون النموذج ذاته لأولادهم ويبرمجونهم طوال الحياة...
أطفال أبرياء لا يعرفون ما هو الصواب وما هو الخطأ سيكونون طبعاً ضحية سهلة.

هؤلاء الخبراء الذين ليسوا بخبراء، لا يعرفون أي شيء لأنهم لم يحلّوا أي مشكلة بأنفسهم، يأخذون شهادة الخبرة مجاناً وبسهولة شديدة...
لمجرد أنهم ولدوا هذا الطفل: أصبحوا بطريقة ما ذوي سلطة وتسلّط وتحكّم... أولادكم وأموالكم فتنة ليسوا لكم....
وبدؤوا يصبّون الطفل اللين في قوالب جامدة....
وعلى الطفل أن يتبع النماذج المفروضة لأنه دون حول ولا قوة...
وعندما يصل إلى مرحلة يُدرك فيها ما حدث له، يكون قد وقع في الفخ وفات الأوان... وتكون عندها المدارس والجامعات وألف طريقة وطريقة للتشفير والبرمجة، ومئات أنواع الخبراء من حوله، كلهم جاهزون لاستقباله، وكلٌّ منهم يفكر ويتظاهر بأنه يعرف...

كُن حذراً من الخبراء وأصحاب الشهادات والألقاب والعمارات...
خُذ حياتك على عاتقك، وافتح طريقك بذاتك إذا كنتَ تريد الوصول إلى جوهر كيانك...
لا تُصغي للخبراء... لقد سمعتَ وأصغيتَ بما فيه الكفاية...

سمعت بإحدى القصص:
كان أحد الخبراء الاقتصاديين يتفقد أحد المكاتب الحكومية، ومرَّ على مكتب كان فيه موظفان شابان يجلسان على طاولة واحدة، ولا أحد منهما مشغول بأي عمل.
سأل الخبير الموظف الأول: "ما هي مهماتك؟"
فأجاب: "صار لي هنا ستة شهور ولم أعطى أي مهمة بعد"
وسأل الخبير الموظف الثاني: "ومهماتك أنت؟"
فأجاب: "وأنا كذلك، صار لي هنا ستة شهور ولم أعطى أي مهمة بعد"
قال الخبير مستنتجاً: "حسناً... يجب أن يذهب أحدكما من هنا... هذه حالة واضحة من سوء تخطيط الوظائف، لأنهم وضعوا موظفين في العمل ذاته"

شخصان يقومان بنفس المهمة: مهمة عدم القيام بأي مهمة!
الخبير دائماً يفكر بمصطلحات المعارف والمعلومات...
اذهب إلى رجل حكيم، ستجد أنه لا يفكر وفق هذه المصطلحات...
إنه ينظر إليك من خلال عيونه العارفة لا بفكره المحشي بالكلمات...
الحكيم هو مَن عنده العلم الحقيقي... من لدنّي علماً وتواضعاً...
الكرة الأرضية محكومة كثيراً من قِبل الخبراء... وقد نسي الناس تقريباً أن يذهبوا إلى الحكماء وأن ينصتوا إلى كلام الأنبياء والأولياء...

الخبير شخص عادي مثلك تماماً، لكن الفرق الوحيد هو أنه قد جمع بعض المعلومات الميتة... يعرف أكثر منك لكن معلوماته ليست من اكتشافه وكدِّ ذراعه...
لقد لمّها من خارج ذاته، وبدأ بإعطاء النصائح لك وللآخرين.

ابحث.... التمس وانشد الرجل الحكيم...
هذا هو البحث عن المعلم.. ولولا المربّي ما عرفتُ ربي...
لقد سافر الناس في الشرق آلاف الأميال ليجدوا أحد الناس الواصلين...
ليجدوا شخصاً قد عرف فعلاً... لكي يكونوا معه وينهلوا من نور علمه...
شخصاً قد نما جيداً وبلَغ، لا قد تدرّبَ وحفظَ وبلَع...
شخصاً قد أزهرت حياته وبدأت بنشر العطر فأتت الفراشات...
لكن زهرته ليست بلاستيكية مستعارة من أحد المحلات...
بل زهرة طبيعية تفتحت داخله لا تحتاج إلى أي إعلانات

bassam66
28-05-2012, 17:54
بارك الله فيك على هذا الكلام الجميل الرائع وجزاك الله بكل خير

ملاك
29-05-2012, 14:04
لك أزكى تحياتي شيخنا الجليل على جمالية الموضوع وروعة وبراعة
الأسلوب و التعبير

بارك الله فيك

همس المشاعر
30-05-2012, 00:34
كفيت ووفيت ياشيخ وكلامك في الصميم
تقبل مروري

شام
01-06-2012, 03:07
ابحث.... التمس وانشد الرجل الحكيم...
هذا هو البحث عن المعلم.. ولولا المربّي ما عرفتُ ربي...
لقد سافر الناس في الشرق آلاف الأميال ليجدوا أحد الناس الواصلين...
ليجدوا شخصاً قد عرف فعلاً... لكي يكونوا معه وينهلوا من نور علمه...
شخصاً قد نما جيداً وبلَغ، لا قد تدرّبَ وحفظَ وبلَع...
شخصاً قد أزهرت حياته وبدأت بنشر العطر فأتت الفراشات...
لكن زهرته ليست بلاستيكية مستعارة من أحد المحلات...
بل زهرة طبيعية تفتحت داخله لا تحتاج إلى أي إعلانات

الرجل الحكيم ...شخصا نما لاحغظ وبلع ..شخصا أزهرت حياته فنشر العطر..الذي لايحتاج الى الاعلانات ....ونحن في عصر الاعلانات
لاتجبر نفسك ...فبالاجبار هلاك .....لاتبلع وتحفظ بل دع نورك الداخلي يوجهك ...
كلام رائع ولكنه بالبداية يحتاج الصدق ..الصدق في المشاعر ...الصدق في النوايا ..الصدق في الأهداف ..
أشياء لاتؤخذ الا يالتجربة الشخصية ....الا من أعماق كل فرد
فالحكمة ليست عدوى ..لاأستطع أن اعطيك اياها أن تبعتني وتعلمت خطواتي فربما خطواتي ابتدعتها لتلائم وصولي لاوصولك...
الفطرة الصحيحة بداخل كل منا ولكنها تحت الأنقاض ..لن تزول هذه الانقاض في هذه المرحلة من الحياة بترنيمة وتعويذة وطقوس خارجية ولو كانت من الخالق نفسه فهو لايصلح عمل المفسدين الااااااااا إن بدأت أنت بذاتك بالبحث والبحث المقصود هو البحث في الداخل لافي الخارج ...والجميع يبحث في الخارج ..ولا يشترون الا الوهم والسراب ..

لنبدأ بالصلاة كل شعوب العالم تصلي كل بطريقة وكل بأسلوب وطقوس والموصولين هم نادرين ...
المهم هو الوصل الداخلي فليبحث كل أنسان عنه...فحتى فروض الله في القرأن الكريم لم ينزلها مع بداية وجود ادم على الارض ومع انه كان موصولا ومتصلا بالله
الحدود وضعت في الكتب عندما شذ الأنسان عن طريق أدميته وضعت كمصباح لينير من يريد للنور أن يوجد في حياته من يريد ازالة هذه الانقاض...
كيف استنار الأنبياء ...؟ عبر السطور أم الصدور ؟
هل باعو الاوهام للناس أم أن الانسان يسعى دائما لنبذ الحقيقة وللسعي وراء السراب والوهم ..
هو رعب قديم من الوحدة رغبة في الثنائية
موضوع جميل ..شكراا لكم

نقاء الروح
09-06-2012, 08:03
http://www.mekshat.com/pix/upload/images17/mk1112_3b160d166b.gif


http://islamroses.com/zeenah_images/w6w_2005100123480072ea9d3f.gif

الواثقة بالله
24-06-2012, 05:03
لطالما كانت الحكمة والرجل الحكيم مطلبا لكل ذي فهم ونبراسا
للعلم والرشد وللفلاسفة والحكماء أقوال جميلة في الحكمة
فقد ذكر زرداشت سبع فضائل من ضمنها الحكمة

كذلك سطرسقراط نظرته للحكمة بالتالي،،،،،
الحكمة ..سلم العروج إلى الله تعالى

راحة الحكماء في وجود الحق .. وراحة السفهاء في وجود الباطل

ووصف بطليموس حظ الجاهل من الحكمة بقوله،،
موقع الحكمة من قلوب الجهال .. كموقع الذهب من ظهر الحمار

موضوع شيق ويدعو للتفكر احترت بين حروفه ف طريقة الرد
فالتقطت ضالتي بأفواه الحكماء لتترافق مع مانثر من درر هنا

فيصل
09-12-2012, 18:58
و صلت الفكرة شيخي .. و فهمت الدرس

و اسال الله ان يعطيك من نعيمة كمان و كمان

و بارك الله فيك

الفتح
17-12-2017, 20:30
لولا المربي ما عرفت ربي...تربية الرضى والاقتناع وليس الجبر والالزام..
فالحكمة والحكيم هما المطلب والغاية في كل زمن ومكان لانهما حلقة الربط ووالوصل للمعرفة والغرف الرشيد..ولكنها تبقى حكمة التجربه وما رسخ في الصدور وليست حكمة النقل والقشور..

شام
18-12-2017, 04:49
http://www.alaalsayid.com/print.php?artid=1624

موضوع زاءع مع الشكر الجزيل لشيخنا الكريم

شام
18-12-2017, 04:57
http://www.alaalsayid.com/print.php?artid=1624

موضوع زاءع مع الشكر الجزيل لشيخنا الكريم

فارس النور
18-12-2017, 13:02
السلام عليكم ورحمة الله
الحكمة هبة ربانية ...والإيمان ساقيها...والعقل راعيها...والصدر يأويها
جزاك الله عنا خير جزاء شيخي الجليل الكريم الطيب على الدرر الثمينة الفريدة
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويثبتنا عليه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
مع كل التقدير والود لأهل هذا الجمع الطيب المبارك :)

الإدريسي
22-12-2017, 02:26
http://www.alaalsayid.com/print.php?artid=1624

موضوع زاءع مع الشكر الجزيل لشيخنا الكريم

https://s10.postimg.org/w6xej389l/picasso-great-artists-steal.jpg