المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه هي حقیقة الیقین


شيخ الأسرار الباطنية
13-11-2010, 15:32
ظل رجلان طريقهما في غابة كبیرة ومظلمة ومليئة بالحیوانات المفترسة،الاثنین كانا یؤمنان بالله و كان أحدهما يؤمن بالقلب و الاخر يؤمن بالعقل ولكن العالم بالقلب كان یحاول إثبات وجوده عن طریق العلم لأنه كان یشك ویتردد طول الوقت والثاني كان مؤمناً فقط ولا یملك أي دلیل.

وفي لحظة هبّت عاصفة وابتدأ الرعد والبرق، حین ضرب النور الغابة نظر الأول إلى السماء ونظر الثاني إلى الطریق ...

الكثیر منا یبحث عن مرشد أو معلم وفي هذا البحث یظل الطریق، أي یسأل عن المرشد نفسه...

كم عمره؟ وأين تعلم؟ وكم مره تزوج؟ وهل عنده أولاد أم لا؟

كل هذه الأسئلة لا تنفعنا یجب أن ننتبه للطریق الذي یدلنا علیه. موسى عليه الصلاة نور (http://www.bloura.com/vb/index.php) و السلام المسیح عليه الصلاة السلام نور (http://www.bloura.com/vb/index.php)، وكذلك محمد عليه الصلاة و السلام هو نور (http://www.bloura.com/vb/index.php) أيضاً و كل الانبياء و الرسل و المسنيرين نور (http://www.bloura.com/vb/index.php) ولكن إذا التهينا بهم و شغلنا عقولنا بسيرتهم و اصلهم و فصلهم وبما فعلوه فسندخل في دوامة لیس لها نهاية .. سنظل ننظر الى السماء و لن نعرف الطريق ... و هذا حال الامة الاسلامية .. حين بزغ نور محمد نظرو جميعا الى السماء و فاتتهم رؤية الطريق .. و لا يزالون للأن ينظرون فقط الى السماء .

هو جاء حتى یخبرنا عن شيء أهم ویمكنه أن یدلنا علی الطریق اصلا جاء لينير لنا الطريق بنوره فقط لنرى نحن الطريق و لكن عقولنا نحن علقت بالنور و لم نرى الطريق ... ونحن مبهورین بسیرته وأعماله ومعجزاته وتركنا الطریق الحقيقي " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل "... هــــــــــــــــو جاء بشيرا و نذيرا .. ''و من كان يعبد محمدا فان محمد قد مات و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت''

الفترة الزمنية التي عاشها الأنبياء بالنسبة للوقت بشكل عام هي لا شيء. تصور المسیح عاش 33 سنة وهو یشیر إلى الطریق من 2000 سنة إذن ما عاشه هو لا یأتي بالحسبان وهكذا بالنسبة للرسول (ص) 63 سنة بالنسبة إلى 1400 سنة لا شيء ولكن كم شخص استخدم النور للوصول إلى نهایة هذا الطریق، كم شخص تمسك بهذا النور وتصور (http://www.bloura.com/vb/index.php)أنه وصل إلى آخر الطریق وهو!!! رأی النور فقط ...

هذه هي حقیقة الیقین....

علم الیقین هو الإيمان الخالص بشيء أو بشخص... حین قال الرسول (ص): لا إله إلا الله... صدقه البعض من الأصحاب، هم لم یروا شيئاً بعد ولكنهم مؤمنین بما یقوله المرشد ویتطلعون بالطریق ویرونه مفتوحاً.... ولم یصدقه البعض وسألوه أن یأتیهم بمعجزة أو شيء حتى یثبت إيمانهم، هذا هو عین الیقین... الإيمان الموجود عند العلماء والفلاسفة... یجب أن تعطیني دلیل علی ما تقوله... والبعض قال حین أموت سأری الله وحینها سأؤمن به... هذا هو حق الیقین... أي أن الدلیل والبرهان لا یفي بالغرض بل أريد أن یتحقق الشيء ثم أؤمن به... هذا هو أضعف الإيمان..

لا تتمسك بأحد وعلی طول الطریق تطلب منه أن یساندك أو یساعدك، لأن هذا غیر معقول ... ابحث وفتش عن الطریق وإذا اخترته فكن مؤمناً به ولا تلتهي بأي شيء.. اجعل إيمانك خالصاً......

لا تتبع الاشخاص الذين لا زالوا ينظرون الى السماء مبهورين بالنور ...

فانهم فقط ينظرون الى النور و ارجلهم التصقت بالوحل بفعل العاصفة .. حرر قوتك و أجعل النور يقودك لأتمام طريقك فكلما تحركت و ابتعدت عن المبهورين ستصل الى خارج الغابة حيث تجد الشمس بانتظارك .

هادى
14-11-2010, 03:50
أخى الكريم مواضيعك كلها مميزه ورائعة
نفع الله بك وبارك فيكم وننتظر منك المزيد

chanda777
11-03-2011, 13:57
بارك الله فيك شيخنا

تسابيح من نور
11-03-2011, 17:56
نعم اليقين اليقين اليقين
شكرا سيدنا الشيخ
:):):):):):):):)

فيصل
28-01-2014, 12:01
لا تتبع الاشخاص الذين لا زالوا ينظرون الى السماء مبهورين بالنور ...

فانهم فقط ينظرون الى النور و ارجلهم التصقت بالوحل بفعل العاصفة .. حرر قوتك و أجعل النور يقودك لأتمام طريقك فكلما تحركت و ابتعدت عن المبهورين ستصل الى خارج الغابة حيث تجد الشمس بانتظارك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الله اكبر كلام في غاية الاهمية .. و يدخل علي القلب مباشرة

و خاصة هذه السطر الثلاثة الاخيرة و التي استعرتها من مقالكم مولاى الشيخ .. فيها كل شئ اى انها خلاصة الخلاصة .

بارك الله فيكم مولاى الشيخ شيخ الاسرار الباطنيه علي مقالكم الطيب و الرائع كروعتكم .. و نفعنا الله بهذه الدروس

و الحكم و اثابكم الله الجنة مع من تحب بجوار الحبيب المصطفي .

القابض على الجمر
28-01-2014, 13:14
الله أكبر
مواضيع تنور العقل
الله ينورك سيدي الشيخ المهدي

الإدريسي
01-02-2014, 20:43
بارك الله فيكم و في ذويكم، موضوع رائع يا غالي

ليس الإيمان هو الجدل بل في ما بعد الإيمان وهو الشريعة و القانون،
بحيث أنه وفقا لما آمنت به من كلمات، سوف تتصلب تلك الكلمات و تصبح أعمدة و إسمنت و حجر لبناء بيتك أو قفصك، و لن تتواصل مع العالم و الوجود إلا من خلال الباب و البواب (حرام، حلال ) و سيصبح دخول نور الشمس و النسيم العليل إلى البيت فقط من النافذة و بقياس محدود و في أوقات محدودة، و أغلب الوقت سنعيش في النور الإصطناعي (خيال آمالنا و طمعنا في الجزاء ) و في الضلمة دون جمال نجوم ولا قمر (خيال خوفنا من العقاب)

و منبع الإيمان في تصوري هو ذلك الإحساس الجميل السحري عندما نكون منطلقين مطلوقين في البرية، ذلك الإحساس بالاحتواء، و في الليل ذلك الإحساس الجميل الرهيب بالتلاشي..


دمت بخير..