شيخ الأسرار الباطنية
17-02-2011, 19:56
لماذا قال الحبيب عندما نطق الصدق: أشهد أن لا إله إلا الله...؟
ما معنى "أشهد"..؟... لماذا لم يقل أرى أو أسمع أو ألمس مثلاً؟
المشاهدة والمراقبة مفتاح لكنوز من الأسرار...
إذا كنتَ واعياً يمكنك أن تراقب...
يمكنك أن تراقب فكرك، وستُفاجأ أن كل ما تحمله في رأسك وتعتقده لك هو ليس لك... لقد أتى كله من عدة مصادر خارجية من الأهل والأساتذة ورجال الدين والسياسيين... لقد أعطاه الآخرون لك... الفكر دائماً ينتمي إلى حشود المجتمع والتجمّعات.
كيف يمكنني أن أشهد وأشاهد.. أشاهد هذا النَفَس، وأين يمكنني ذلك؟
في أي مكان! أينما تولّيتم فثمّ وجه الله!
السؤال ليس أين يمكن أن تشاهد، بل هو: هل هذا الشاهد يشاهد؟
التركيز على المشاهدة، وأن تكون مكتملة وفي كل لحظة يقظة... كل شيء سواها مجرد تفاصيل وأعذار.
الشيء المهم هو أن تكون مشاهداً ولا تنسى ذلك...
شاهد كل المشاهد من حولك وتذكّر...
وعيك ليس جزءاً من الفكر... لأن بإمكانه أن يشاهد الفكر.
تماماً مثلما يمكنك مشاهدة الفلم على شاشة السينما، وعيك يمكنه أن يشاهد فكرك وكل جنونه على شاشة الحياة... هذه الشهادة المشاهدة ستوصلك إلى مكان جديد داخل نفسك.
إذا قمتَ بالحب ورقصاته... لا شيء خاطئ فيه، لكن ابقَ مشاهداً.
راقب كل حركات الجسد... راقب الطاقة وجريانها... راقب الأفعال الإرادية واللاإرادية... لا شيء معقد مثل الجنس لأن (الجسدفكر) بكامله ينشغل ويشتعل فيه... لكن الشاهد لا ينشغل... هو الشيء الوحيد الذي يبقى بعيداً خارج الموضوع دائماً وأبداً....
الغضب والطمع والغيرة وكل العناصر المظلمة داخلنا تشترك بصفة واحدة:
إذا أمكنك مراقبتها ستبدأ بالاختفاء فاسحةً المجال للنور والنقاء
راقب ماذا تسمع وترى وتسمح لأن يدخل إلى فكرك...
الناس غير منتبهين أبداً... يستمرّون بقراءة كل شيء وأي شيء، يستمرون بمشاهدة الشاشة الهشة مهما كان المعروض سخيفاً... يستمرون بسماع محطات الإذاعة ليل نهار ويستمرون بالثرثرة والكلام الفارغ على بعضهم... يرمون الفضلات من وإلى رؤوس بعضهم البعض!
إذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاما... تجنّب مثل هذه الحالات التي تملؤك بالفضلات دون ضرورة... لديك سلفاً الكثير منها ونحن بحاجة لرميها لا لزيادتها!
راقب أفكارك ولا تنجرف وتتقيّد بها، بل ابقَ غير مهتمّ ولا منهمّ أبداً... لا معها ولا ضدها... لا تحكم يا قاضي لأن كل حكم يجعلك مرتبطاً مربوطاً بالمحكوم عليه... لا تعلّق على الأفكار فتعلق... ببساطة اسمح لها بالعبور وكأنك واقف على جانب الطريق غير مبالي... تراقب سير الناس والعربات...
فلا يهمّ ماذا يعبر الطريق سواء سيارة أو دراجة أو قطة أو دجاجة.. أو فتاة شقراء يلحقها شاب أسمر يريد منها حاجة...
إذا استطعتَ مراقبة عملية تفكيرك وصنع أفكارك بمثل هذه اللامبالاة، يوماً ما سيختفي السير كله ويبقى الطريق فارغاً.
عندما تتوقف طاقتك عن الانجراف والاهتمام بالأفكار، ستبدأ الأفكار بالسقوط لوحدها لأنها شيء جامد ميت بلا طاقة.
يمكنك أن تراقب نَفَسَك... عندما يدخل.. وعندما يخرج... شهيق وزفير...
وبين الاثنين هناك فجوة.. يمكنك أن تراقبها أيضاً.
لا بدّ أن هناك شخصاً آخر يقف مختفياً وراء عملية التنفس، يمكن أن نسميه:
ذكاء شاهد وخارق... وهذا كل ما يحتوي وينطوي عليه التأمل:
أن تعرف الشاهد... المراقب... المشاهد...
وتعيش فِعل "أشهد" في كل عمل ونَفَس...
الإنسان يعيش بدون وعي... ليس يقظاً أبداً أبداً...
يمكنك أن تراقب أي شخص، ويمكنك أن تراقب نفسك، وسترى كثيراً من الأفعال غير الواعية تحدث كل يوم، ولن تصدّق كيف أنك عشتَ حتى هذه اللحظة!
عندما يأتي اليوم الذي تستطيع فيه مراقبة نفْسك وأنت نائم، ستُنقل إلى عالم آخر... سيستمر الجسد بالنوم لكن ضوءاً داخله يستمر بالاشتعال واللمعان...
مشاهدتك تبقى دون تشويش، وعندها يستمر نهر المشاهدة بالجريان تحت الأحداث أربعاً وعشرين ساعة في اليوم.
تستمر بعمل أشيائك العادية... بالنسبة للعالم الخارجي لم يتغير شيء...
لكن بالنسبة لك أنت لقد تغير كل شيء...
الشاهد يصبح مرآة... يستمر بالمشاهدة... والمعجزة هي: إذا استطعتَ مراقبة فكرك دون أن تصير قاضياً، سوف تتجاوز الفكر قريباً... قراراتك وأحكامك هي التي توقعك في أفخاخ فكرك.
إذا استطعتَ مراقبة أخطاء الآخرين، وتحوَّل كل خطأ عند الآخر إلى ذكرى تذكّرك بأخطائك أنت... ستتغير حياتك وتعمر وتغمر بالنور...
عندها سيصير كل شخص معلماً لك... وستصير الحياة بكليتها هي المعلم والمرشد الأكبر... ستجد في كل مكان وفرصة سهماً يشير إليك ويداً تدعوك لمشاركة الرقصة.
تذكّر هذا القول:
عندما يكون وعيك مرتاحاً مستقراً في ذاته
ستنبع سعادة هائلة دون سبب أو هدية
في نشوة أبدية وسُرمدية
ما معنى "أشهد"..؟... لماذا لم يقل أرى أو أسمع أو ألمس مثلاً؟
المشاهدة والمراقبة مفتاح لكنوز من الأسرار...
إذا كنتَ واعياً يمكنك أن تراقب...
يمكنك أن تراقب فكرك، وستُفاجأ أن كل ما تحمله في رأسك وتعتقده لك هو ليس لك... لقد أتى كله من عدة مصادر خارجية من الأهل والأساتذة ورجال الدين والسياسيين... لقد أعطاه الآخرون لك... الفكر دائماً ينتمي إلى حشود المجتمع والتجمّعات.
كيف يمكنني أن أشهد وأشاهد.. أشاهد هذا النَفَس، وأين يمكنني ذلك؟
في أي مكان! أينما تولّيتم فثمّ وجه الله!
السؤال ليس أين يمكن أن تشاهد، بل هو: هل هذا الشاهد يشاهد؟
التركيز على المشاهدة، وأن تكون مكتملة وفي كل لحظة يقظة... كل شيء سواها مجرد تفاصيل وأعذار.
الشيء المهم هو أن تكون مشاهداً ولا تنسى ذلك...
شاهد كل المشاهد من حولك وتذكّر...
وعيك ليس جزءاً من الفكر... لأن بإمكانه أن يشاهد الفكر.
تماماً مثلما يمكنك مشاهدة الفلم على شاشة السينما، وعيك يمكنه أن يشاهد فكرك وكل جنونه على شاشة الحياة... هذه الشهادة المشاهدة ستوصلك إلى مكان جديد داخل نفسك.
إذا قمتَ بالحب ورقصاته... لا شيء خاطئ فيه، لكن ابقَ مشاهداً.
راقب كل حركات الجسد... راقب الطاقة وجريانها... راقب الأفعال الإرادية واللاإرادية... لا شيء معقد مثل الجنس لأن (الجسدفكر) بكامله ينشغل ويشتعل فيه... لكن الشاهد لا ينشغل... هو الشيء الوحيد الذي يبقى بعيداً خارج الموضوع دائماً وأبداً....
الغضب والطمع والغيرة وكل العناصر المظلمة داخلنا تشترك بصفة واحدة:
إذا أمكنك مراقبتها ستبدأ بالاختفاء فاسحةً المجال للنور والنقاء
راقب ماذا تسمع وترى وتسمح لأن يدخل إلى فكرك...
الناس غير منتبهين أبداً... يستمرّون بقراءة كل شيء وأي شيء، يستمرون بمشاهدة الشاشة الهشة مهما كان المعروض سخيفاً... يستمرون بسماع محطات الإذاعة ليل نهار ويستمرون بالثرثرة والكلام الفارغ على بعضهم... يرمون الفضلات من وإلى رؤوس بعضهم البعض!
إذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاما... تجنّب مثل هذه الحالات التي تملؤك بالفضلات دون ضرورة... لديك سلفاً الكثير منها ونحن بحاجة لرميها لا لزيادتها!
راقب أفكارك ولا تنجرف وتتقيّد بها، بل ابقَ غير مهتمّ ولا منهمّ أبداً... لا معها ولا ضدها... لا تحكم يا قاضي لأن كل حكم يجعلك مرتبطاً مربوطاً بالمحكوم عليه... لا تعلّق على الأفكار فتعلق... ببساطة اسمح لها بالعبور وكأنك واقف على جانب الطريق غير مبالي... تراقب سير الناس والعربات...
فلا يهمّ ماذا يعبر الطريق سواء سيارة أو دراجة أو قطة أو دجاجة.. أو فتاة شقراء يلحقها شاب أسمر يريد منها حاجة...
إذا استطعتَ مراقبة عملية تفكيرك وصنع أفكارك بمثل هذه اللامبالاة، يوماً ما سيختفي السير كله ويبقى الطريق فارغاً.
عندما تتوقف طاقتك عن الانجراف والاهتمام بالأفكار، ستبدأ الأفكار بالسقوط لوحدها لأنها شيء جامد ميت بلا طاقة.
يمكنك أن تراقب نَفَسَك... عندما يدخل.. وعندما يخرج... شهيق وزفير...
وبين الاثنين هناك فجوة.. يمكنك أن تراقبها أيضاً.
لا بدّ أن هناك شخصاً آخر يقف مختفياً وراء عملية التنفس، يمكن أن نسميه:
ذكاء شاهد وخارق... وهذا كل ما يحتوي وينطوي عليه التأمل:
أن تعرف الشاهد... المراقب... المشاهد...
وتعيش فِعل "أشهد" في كل عمل ونَفَس...
الإنسان يعيش بدون وعي... ليس يقظاً أبداً أبداً...
يمكنك أن تراقب أي شخص، ويمكنك أن تراقب نفسك، وسترى كثيراً من الأفعال غير الواعية تحدث كل يوم، ولن تصدّق كيف أنك عشتَ حتى هذه اللحظة!
عندما يأتي اليوم الذي تستطيع فيه مراقبة نفْسك وأنت نائم، ستُنقل إلى عالم آخر... سيستمر الجسد بالنوم لكن ضوءاً داخله يستمر بالاشتعال واللمعان...
مشاهدتك تبقى دون تشويش، وعندها يستمر نهر المشاهدة بالجريان تحت الأحداث أربعاً وعشرين ساعة في اليوم.
تستمر بعمل أشيائك العادية... بالنسبة للعالم الخارجي لم يتغير شيء...
لكن بالنسبة لك أنت لقد تغير كل شيء...
الشاهد يصبح مرآة... يستمر بالمشاهدة... والمعجزة هي: إذا استطعتَ مراقبة فكرك دون أن تصير قاضياً، سوف تتجاوز الفكر قريباً... قراراتك وأحكامك هي التي توقعك في أفخاخ فكرك.
إذا استطعتَ مراقبة أخطاء الآخرين، وتحوَّل كل خطأ عند الآخر إلى ذكرى تذكّرك بأخطائك أنت... ستتغير حياتك وتعمر وتغمر بالنور...
عندها سيصير كل شخص معلماً لك... وستصير الحياة بكليتها هي المعلم والمرشد الأكبر... ستجد في كل مكان وفرصة سهماً يشير إليك ويداً تدعوك لمشاركة الرقصة.
تذكّر هذا القول:
عندما يكون وعيك مرتاحاً مستقراً في ذاته
ستنبع سعادة هائلة دون سبب أو هدية
في نشوة أبدية وسُرمدية