المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقان نور و ظلام


شيخ الأسرار الباطنية
17-09-2013, 09:47
طريقان نور و ظلام






إن الطريق طريقان: نور وظلمات، إيمان وكفر، والاختيار واضح، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن أراد البلوغ إلى الحق فليذكر الله سبحانه وتعالى كما أمر الله ولا يشرك به أحدا ولم نجد غير هذا كوسيلة لإظهار الحقيقة.


أن المتصل بالباطن يسمع القرآن مضبوط في ألفاظه، وذلك باطنيا، ثم إنه يرى كيفية الصلاة وكيفية الوضوء بصفة ثابتة لا تغيير فيها . ومعنى هذا أن هناك تغيير في كيفية الصلاة والوضوء. إن النية إثبات للفعل، وإن كان الفعل شرا فإن الله سبحانه وتعالى يسأل عنه ولا يسأل عن النية، وإنه لا يمكن أن ينوي الإنسان أنه يصلي ويستغنى عن الصلاة، لأن العمل والقيام بالصلاة إثبات للنية قبل الصلاة، وحتى لو نوى الإنسان انه يعبد الله، ثم كان هناك تغيير في العبادة، فإن العبادة تصبح شركا بالله، لا عبادة له.


فليتقبل الإنسان الحقيقة أن هناك ما وراء الظاهر وهو الباطن الذي يرى فيه الإنسان قيمة أعماله ويرى المتصل قبل صلاته هل وجهته إلى الله أم لا وكم من ساجد لا يعرف وجهة سجوده، لأنه لا يدرك أن هناك نور في الجسم يتم عمل الإنسان، إن الباطن مرآة يرى فيه الإنسان سوء أعماله ولا يرى فيه أعماله حتى لا يزكي نفسه ويغتر بجهالة، وإذا رأى المتصل بالباطن ما يعمله من سوء فعله يتعلم كيف يغير وجهته الجهلية، فالباطن مدرسة المؤمن، وكما تعلم النبي عليه السلام بالوحي، فإن المؤمن يتعلم بالباطن، وكل مدرسة لا تهدى الإنسان على الرشاد بما يتعلم فيها، فإنها تكون مرتعا للفساد، فالمدرسة الحقيقية يتعلم فيها الإنسان، سوء أعماله ويعرف فيها خبث نفسه والعلم هو علم الهدى ودين الحق، ولم يكن هناك شيء حقيقي غير هذا الواقع الديني، وما انحرف الناس عن الحقيقة إلا بعد أن اختاروا ما بلغ إليهم من معرفة وفلسفات مغايرة للدين، وما اتخذوها إلا لأن وراءها ربح مادي فقط، وحتى لو كان ظاهريا يحرص فيها على إتباع الدين، فإن أصول الدين لا تلقن عن طريق أئمة في الدين، بل تلقن تحت سيطرة أناس حذرتهم فلسفات الشعوب الغير المتدينة فأصبحت العقائد هي أفيون الشعوب، لأن الذي قال بأن الدين أفيون الشعوب دون أن يشعر بها الناس، لان حقيقتها مغطاة بسعي وراء المادة وفرض للحرية المطلقة كان الإنسان لا يسأل عن شيء، والإنسان مهما أنه لم يبلغ إلى إعطاء نفسه الحياة، لم يكن من واجبه أن يقول أن الطبيعة خلفت نفسها، وهذا استعجال، وكل قول تلزمه دلائل توضحه، ولو خلق الإنسان نفسه لقبل قوله، ومهما أنه لا يستطيع شيئا ولن يستطيع شيئا فإن عليه أن يتسم بالصمت تاركا الدين على أصله،


ونجد الناس اليوم متعلقين منتظرين ما يقوله أصحاب الاكتشافات كأنهم أولي وحي، ينتظر الناس أن يقال لهم إن هناك حل من أجل الخلود، وحتى لو زعمنا أن أولئك المكتشفين سيبلغون أن يوصلوا الخلق كله ما بلغوا إليه، والدليل ظاهر في تصرفات الشعوب المتقدمة في المعرفة الآلية، إنها لا تعطي اكتشافاتها مجانا، فعلى الإنسان أن يتهم بنفسه ولا يحمل الحكام مسؤولية ما هم فيه من مشاكل، ولو اتبع الناس الحق لفاضت عليهم الخيرات ولأكلوا من تحت أرجلهم، فالواقع إذا هو غير ما يراه الناس، ليتهم الإنسان بمشاكله فرديا وليدعو الله أن يحلها و أن يجعل له مخرجا، فكلما سعى الإنسان نحو المادة إلا ويجعل خناق على الناس، وعندما لا يبلغون إلى شيء فيه ترف إذا بهم يحملون المسؤولية على أحد آخر.

http://cars-world.org/upload/uploads/c6af1cdd8d.jpg (http://cars-world.org/upload/)


والله يحملها عليهم ويزيدهم خناق فوق خناق، ويرى الناس كان الأرض ظلمات من فوق ظلمات، ذلك لأنهم لا ينتظرون من الله شيئا، ثم إن الله سبحانه وتعالى لا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة، ولم يكن كلام الله يوم القيامة بمعنى انه يكلم الناس، بلى إن الله لا يرى، لا في الحياة الدنيا ولا في الآخرة وكلام الله يكون وحيا أو من وراء حجاب، ولم يكن الحجاب معناه نور وراءه الله، بل معنى آن الله سبحانه وتعالى يكلم الناس بصفة غير مدركة الإنسان، وقد كلم الله سبحانه وتعالى الخلق قبل أن يخلقه وقال لهم أليست بربكم قالوا: بلى، وما ظنهم بالله رب العالمين، لعلهم وصلوا على مكان خيالي فيه ظلمات فوق ظلمات، كذلك الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فأما الذين اتبعوا الهدى فإنهم يقولون سبحان الله، لا ينبغي لنا أن نتخذ من دون الله ملتحدا، عن الإلحاد في أسماء الله ما هو إلا إتصال برجال يزيدون الناس رهقا، وإن السماء لا تمس بالظاهر ولا بالباطن ، والله سبحانه وتعالى بالمرصاد إلى القمر آو إلى كواكب أخرى، بلى إنهم سيبقون التي أفسدوا فيها، منها اخرج الله ويميتهم فيها ثم يبعثهم منها مرة أخرى، يومئذ لن يوجد مفر، بل الإنسان مسؤول على نفسه لأنه سيحشر فردا ولا يغني الجمع شيئا،


وقيل لرجل شيخ أن العلماء بلغوا إلى القمر ونزلوا فيه و من بعد سيسكنوا فيه، فقال:ربما قد أفرط الله في ملكه، بلى ان الله سبحانه وتعالى رب العرش والكرسي خلق السماوات والأرض و لا يؤذه حفظهما وهو العلي العظيم، لا يحيط الناس بشيء من علمه إلا بما شاء، وقد وعد أن من بحث في أقطار السماوات والأرض بما أعطى من سلطان فأنه يرسل على الباحثين شواظا من نار ونحاس و فلا ينتصر الثقلان أليس الله بقادر على ان يوهم الإنسان انه بلغ إلى القمر ؟؟؟الذي الله نورا وجعل الشمس سراجا، ألم يكن الله خير الماكرين، ليفهم الإنسان أن وراء الواقع الذي يراه واقعا آخر لا يراه، وليدرك أن الملك لله وليذكر الله لأن الأمر بيد الله.


إن الله سبحانه وتعالى جعل فوق الأرض حجابا وهو الحجاب الكوني الأول لا يمكن الخروج منه ظاهريا ولا باطنيا وهذا الحجاب يشبه السراب ومنه يمكن الدخول إلى القطع الأرضية المتجاورة والتي عددها تسعا وتسمى هذه بالأقطار الأرضية.



منقول
من معهد فلك للاستفادة
ابو الوليد حفظه الله